عزل الأنبار عن العالم الخارجي بالتزامن مع عملية عسكرية في الفلوجة

عزل الأنبار عن العالم الخارجي بالتزامن مع عملية عسكرية في الفلوجة
TT

عزل الأنبار عن العالم الخارجي بالتزامن مع عملية عسكرية في الفلوجة

عزل الأنبار عن العالم الخارجي بالتزامن مع عملية عسكرية في الفلوجة

في الوقت الذي لم تتوضح فيه بعد معالم الحل السياسي لأزمة الأنبار في إطار ما يجري تداوله عن مفاوضات بين الحكومة وممثلين عن ثوار العشائر والمجلس العسكري، بدأت القوات العراقية عملية عسكرية واسعة النطاق ضد المسلحين في مدينة الفلوجة، في وقت جرى فيه قطع جميع اتصالات الهاتف الجوال وشبكات الإنترنت عن مناطق الرمادي والفلوجة من الآن وحتى إشعار آخر.
وطلبت قوات الجيش والشرطة من كل الدوائر والجهات المعنية المسؤولة عن الاتصالات والإنترنت في محافظة الأنبار بقطعها، وذلك بهدف رصد ومراقبة جميع التحركات وتجمعات العناصر المسلحة التي لن تستطيع التحرك دون وجود اتصال ومعلومات تنقل إليهم عبر شبكات الإنترنت. وكان مصدر عسكري أعلن أول من أمس في بيان صحافي، أن «العملية التي شنتها القوات العسكرية من أربعة محاور هي الخط الدولي جنوب الفلوجة والسجر والنعيمية ومن مدخل الصناعة».
وأضاف، أن «الهجوم كان بإسناد من أبناء العشائر وبمشاركة مختلف القطاعات العسكرية التي يساندها طيران الجيش».
وأشار المصدر العسكري إلى «وجود عمليات قصف واشتباكات عنيفة لبعض المناطق التي يوجد فيها المسلحون، في حين بدأ الأهالي المتبقون في المدينة بالنزوح منها مع تأمين ممر آمن لهم لخروجهم».
في سياق ذلك، سيطرت القوات الأمنية على جسر التفاحة الرابط بين الفلوجة ودوليبه وقطعت طريق إمدادات «داعش». من جهته، أبلغ سياسي مطلع «الشرق الأوسط» شريطة عدم الإشارة إلى اسمه بأن «الهدف المباشر من هذه العمليات التي تبدأ بالتزامن مع وجود مفاوضات سرية بمباركة ضمنية من الحكومة العراقية هي تحقيق هدفين في آن واحد، الأول زيادة فرص التفاوض من قبل الحكومة والمتعاونين معها، من رجال العشائر في الأنبار المنقسمين على أنفسهم في محاربة «داعش»، وبالتالي تحقيق نوع من الأفضلية في الميدان على «داعش»، ومن يتعاون معها من ثوار العشائر والمجلس العسكري، وكذلك محاولة رجال العشائر الذين يقفون مع الحكومة يتقدمهم الشيخ أحمد أبو ريشة وقوات الصحوات والمدعومة من قبل وزير الدفاع سعدون الدليمي، ومحافظ الأنبار أحمد الذيابي، إضعاف موقف جماعة ثوار العشائر يتقدمهم الشيخ على حاتم السليمان الذي يتحرك الآن بوصفه القوة الرئيسة على الأرض الذي يتعين على حكومة المالكي التفاهم معه.
من جهته، أكد عضو البرلمان العراقي عن القائمة العربية الدكتور طلال حسين الزوبعي لـ«الشرق الأوسط»، أن «الوضع في عموم الأنبار يتسم بالغموض وغير واضح المعالم، ففي حين يجري الحديث عن حوارات في عمان وأربيل بين الحكومة وأطراف في ثوار العشائر تبدأ عملية عسكرية، وبالتالي ما يمكننا قوله إن هناك قوتين على الأرض تتبادلان السيطرة هما الحكومة من جهة والمسلحون من جهة أخرى»، مضيفا أن «كل الدلائل تشير إلى أن «المسلحين يملكون قوة على الأرض لا يمكن الاستهانة بها، وهو ما يجعل في كثير من الأحيان اللجوء إلى الحل العسكري وكأنه نوع من الهروب من مفاوضات قد لا تحقق النتيجة المرجوة منها».
وبشأن مطالبات العربية و«متحدون» إيجاد حلول سياسية للأزمة قال الزوبعي، إن «الحل الوحيد هو بيد الحكومة وبيد المسلحين، وبخلاف ذلك فإنه لا يعدو أن يكون مجرد مساعدات إنسانية لا يمكن أن تترك تأثيرات على ما يجري على الأرض».
وبالتزامن مع بدء العملية العسكرية في الفلوجة فقد جرى تعزيز مناطق شمال محافظة بابل التي تتأثر بما يجري في الفلوجة بأكثر من 1200 جندي وفوج إلى وكتيبة مدفعية وسرية دبابات من قبل وزارة الدفاع لفرض الأمن في مناطق شمال المحافظة.
في سياق ذلك، أصدر رئيس الوزراء نوري المالكي بوصفه القائد العام للقوات المسلحة أمرا بتعيين الفريق الركن سعد حربية قائدا لعمليات بابل خلفا للواء عبد العزيز الظالمي، في ثالث تغيير من نوعه خلال شهرين.
ويعد هذا التغيير هو الثالث خلال أقل من شهرين في منصب قيادة عمليات بابل التي شكلت حديثا بعد فصلها عن قيادة عمليات الفرات الأوسط، إذ تسلم، أول قائد لها اللواء صالح المالكي، منصبه في الخامس والعشرين من (آذار) الماضي، وأمضى 21 يوما في منصبه، ثم تلاه اللواء عبد العزيز الظالمي الذي أمضى في مهام عمله 25 يوما.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.