أفلام الأسبوع

مشهد من «بايووتش»
مشهد من «بايووتش»
TT

أفلام الأسبوع

مشهد من «بايووتش»
مشهد من «بايووتش»

* ‫Baywatch ‬ ‫ ‬(*)
إخراج: سث غوردون | أدوار: دواين جونسون، ألكسندرا داداريو
«بايووتش» كان مسلسلاً تلفزيونياً عن حراس الشواطئ والمفارقات المختلفة التي تقع لهم خلال عملهم. كان أيضاً عن اللياقات البدنية والسواعد المفتولة وحمى العواطف. بكلمة واحدة كان مما يعرف بـJunk TV. حسناً، الفيلم الماثل المقتبسة فكرته عن ذلك البرنامج لا يختلف. بعد نصف ساعة تكتفي من الفيلم وتدرك أنه Junk أكبر حجماً.
* ‫Everything, Everything ‬(**)
إخراج: ستيلا ماغي | أدوار: أماندا ستنبيرغ، نك روبنسون.
اقتباس عن رواية عاطفية لنيكولا يون تتحدث عن فتاة مريضة لا تستطيع استنشاق الهواء ولا الخروج من المنزل أو تكوين صداقات. ذات مرّة تكتشف وجود شاب يهبها كل العناية ويقع في حبها من وراء الزجاج. هو الذي سيشجعها على طرد المخاوف والخروج من العزلة. النصف الأول من الفيلم يثير اهتمام المشاهدات (أكثر من الرجال). بعد ذلك يخفق في إثارة اهتمام أحد.
* ‫ Chuck‬ (***)
‬إخراج: فيليب فالارديو | أدوار: لييف شرايبر، ناوومي ووتس، إليزابيث موس
يُقال إن تشاك وبنر (يؤديه شرايبر)، هو الإلهام الذي بنى عليه سيلفستر ستالون شخصية روكي (وهناك قول مناهض). مهما يكن، هذا الفيلم البيوغرافي للملاكم وبنر، يحيط بالفترة جيداً وتمثيل شرايبر في الدور جهد في مكانه الصحيح. إذ تتمحور الدراما حول ملاكم مسؤول عن انحداره أكثر من مسؤولية متحديه في الحلبة. مشكلة الفيلم أنه يطفح، وقد وضع الأساس، باستعراضاته المتكررة.
* ‫ Berlin Syndrome (***)
إخراج: كايت شورتلاند | أدوار: تيريزا بالمر، ماكس ريملت، لوسي آرون‬
تشويق فعّال من المخرجة شورتلاند في ثالث عمل لها (بعد «سومرسولت» و«لور») حول سائحة نمساوية حطت في برلين وتعرفت على شاب ألماني وأعجبا ببعضهما البعض. بعد الليلة الأولى تكتشف أن الشاب مختل نفسياً وقد حبسها في المنزل بنية الاحتفاظ بها للأبد. تدرك أنّ حياتها في خطر وتسعى للإفلات منه. إخراج جيد عموما وتيريزا بالمر أفضل ممثلي الفيلم.



شاشة الناقد: فيلمان من لبنان

دياماند بوعبّود وبلال حموي في «أرزة» (مهرجان أفلام آسيا الدولي)
دياماند بوعبّود وبلال حموي في «أرزة» (مهرجان أفلام آسيا الدولي)
TT

شاشة الناقد: فيلمان من لبنان

دياماند بوعبّود وبلال حموي في «أرزة» (مهرجان أفلام آسيا الدولي)
دياماند بوعبّود وبلال حموي في «أرزة» (مهرجان أفلام آسيا الدولي)

أرزة ★★☆

دراجة ضائعة بين الطوائف

أرزة هي دياماند بو عبّود. امرأة تصنع الفطائر في بيتها حيث تعيش مع ابنها كينان (بلال الحموي) وشقيقتها (بَيتي توتَل). تعمل أرزة بجهد لتأمين نفقات الحياة. هي تصنع الفطائر وابنها الشاب يوزّعها. تفكّر في زيادة الدخل لكن هذا يتطلّب درّاجة نارية لتلبية طلبات الزبائن. تطلب من أختها التي لا تزال تعتقد أن زوجها سيعود إليها بعد 30 سنة من الغياب، بيع سوار لها. عندما ترفض تسرق أرزة السوار وتدفع 400 دولار وتقسّط الباقي. تُسرق الدرّاجة لأن كينان كان قد تركها أمام بيت الفتاة التي يحب. لا حلّ لتلك المشكلة إلا في البحث عن الدراجة المسروقة. لكن من سرقها؟ وإلى أي طائفة ينتمي؟ سؤالان تحاول أحداث الفيلم الإجابة عليهما ليُكتشف في النهاية أن السارق يعيش في «جراجه» المليء بالمسروقات تمهيداً لبيعها خردة، في مخيّم صبرا!

قبل ذلك، تنتقل أرزة وابنها والخلافات بينهما بين المشتبه بهم: سُنة وشيعة ومارونيين وكاثوليك ودروز. كلّ فئة تقترح أن واحدة أخرى هي التي سرقت وتشتمها. حتى تتجاوز أرزة المعضلة تدخل محلاً للقلائد وتشتري العُقد الذي ستدّعي أنها من الطائفة التي يرمز إليها: هي أم عمر هنا وأم علي هناك وأم جان- بول هنالك.

إنها فكرة طريفة منفّذة بسذاجة للأسف. لا تقوى على تفعيل الرّمز الذي تحاول تجسيده وهو أن البلد منقسم على نفسه وطوائفه منغلقة كل على هويّتها. شيء كهذا كان يمكن أن يكون أجدى لو وقع في زمن الحرب الأهلية ليس لأنه غير موجود اليوم، لكن لأن الحرب كانت ستسجل خلفية مبهرة أكثر تأثيراً. بما أن ذلك لم يحدث، كان من الأجدى للسيناريو أن يميل للدراما أكثر من ميله للكوميديا، خصوصاً أن عناصر الدراما موجودة كاملة.

كذلك هناك لعبٌ أكثر من ضروري على الخلاف بين الأم وابنها، وحقيقة أنه لم يعترف بذنبه باكراً مزعجة لأن الفيلم لا يقدّم تبريراً كافياً لذلك، بل ارتاح لسجالٍ حواري متكرر. لكن لا يهم كثيراً أن الفكرة شبيهة بفيلم «سارق الدّراجة» لأن الحبكة نفسها مختلفة.

إخراج ميرا شعيب أفضل من الكتابة والممثلون جيدون خاصة ديامان بوعبّود. هي «ماسة» فعلاً.

• عروض مهرجان القاهرة و«آسيا وورلد فيلم فيستيڤال».

سيلَما ★★★☆

تاريخ السينما في صالاتها

لابن بيروت (منطقة الزيدانية) لم تكن كلمة «سيلَما» غريبة عن كبار السن في هذه المدينة. فيلم هادي زكاك الوثائقي يُعيدها إلى أهل طرابلس، لكن سواء كانت الكلمة بيروتية أو طرابلسية الأصل، فإن معناها واحد وهو «سينما».

ليست السينما بوصفها فناً أو صناعة أو أيّ من تلك التي تؤلف الفن السابع، بل السينما بوصفها صالة. نريد أن نذهب إلى السينما، أي إلى مكان العرض. عقداً بعد عقد صار لصالات السينما، حول العالم، تاريخها الخاص. وفي لبنان، عرفت هذه الصالات من الأربعينات، ولعبت دوراً رئيسياً في جمع فئات الشعب وطوائف. لا عجب أن الحرب الأهلية بدأت بها فدمّرتها كنقطة على سطر التلاحم.

هادي زكّاك خلال التصوير (مهرجان الجونا)

فيلم هادي زكّاك مهم بحد ذاته، ومتخصّص بسينمات مدينة طرابلس، ولديه الكثير مما يريد تصويره وتقديمه. يُمعن في التاريخ وفي المجتمع ويجلب للواجهة أفلاماً ولقطات وبعض المقابلات والحكايات. استقاه من كتابٍ من نحو 600 صفحة من النّص والصور. الكتاب وحده يعدُّ مرجعاً شاملاً، وحسب الزميل جيمي الزاخم في صحيفة «نداء الوطن» الذي وضع عن الكتاب مقالاً جيداً، تسكن التفاصيل «روحية المدينة» وتلمّ بتاريخها ومجتمعها بدقة.

ما شُوهد على الشاشة هو، وهذا الناقد لم يقرأ الكتاب بعد، يبدو ترجمة أمينة لكلّ تلك التفاصيل والذكريات. يلمّ بها تباعاً كما لو كان، بدُورها، صفحات تتوالى. فيلمٌ أرشيفي دؤوب على الإحاطة بكل ما هو طرابلسي وسينمائي في فترات ترحل من زمن لآخر مع متاعها من المشكلات السياسية والأمنية وتمرّ عبر كلّ هذه الحِقب الصّعبة من تاريخ المدينة ولبنان ككل.

يستخدم زكّاك شريط الصوت من دون وجوه المتكلّمين ويستخدمه بوصفه مؤثرات (أصوات الخيول، صوت النارجيلة... إلخ). وبينما تتدافع النوستالجيا من الباب العريض الذي يفتحه هذا الفيلم، يُصاحب الشغف الشعور بالحزن المتأتي من غياب عالمٍ كان جميلاً. حين تتراءى للمشاهد كراسي السينما (بعضها ممزق وأخرى يعلوها الغبار) يتبلور شعورٌ خفي بأن هذا الماضي ما زال يتنفّس. السينما أوجدته والفيلم الحالي يُعيده للحياة.

* عروض مهرجان الجونة.

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز