السفير بدر عبد العاطي: خطوات إيجابية نحو استعادة مصر نشاطها في الاتحاد الأفريقي

متحدث الخارجية قال إن تعيين واشنطن سفيرا لها في القاهرة مؤشر على تحسن العلاقات

السفير بدر عبد العاطي
السفير بدر عبد العاطي
TT

السفير بدر عبد العاطي: خطوات إيجابية نحو استعادة مصر نشاطها في الاتحاد الأفريقي

السفير بدر عبد العاطي
السفير بدر عبد العاطي

قال السفير بدر عبد العاطي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أمس، إن «هناك تحسنا ملحوظا في تفهم دول العالم لحقيقة تطورات الأحداث في مصر، في مرحلة ما بعد ثورة 30 يونيو (حزيران) الماضي، وعزل الرئيس السابق محمد مرسي، عقب احتجاجات شعبية ضده»، مشيرا في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أمس، إلى أن «هناك خطوات إيجابية نحو استعادة مصر نشاطها بالاتحاد الأفريقي، المجمد منذ يوليو (تموز) الماضي، ستلي الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها نهاية شهر مايو (أيار) الجاري، بالإضافة لتحسن العلاقات مع الولايات المتحدة، خاصة بعد قرراها تعيين سفير جديد لها في القاهرة».
وقرر مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي، عقب عزل مرسي، تعليق مشاركة مصر في جميع أنشطة الاتحاد لحين «استعادة النظام الدستوري». وخلال زيارته لغينيا الاستوائية أمس، قال رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب إن «بلاده تتطلع للعودة إلى الاتحاد الأفريقي».
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية أن «مشاركة بعثة من الاتحاد الأفريقي في متابعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، بعد الاتصالات المكثفة التي قام بها المسؤولون المصريون، وتولي رئيس جديد للبلاد، سيتبعها خطوات إيجابية على صعيد استعادة مصر لدورها ونشاطها في الاتحاد الأفريقي.. ومصر تتطلع إلى ذلك باعتبارها دولة مؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية».
وأوضح عبد العاطي أن «هناك دولا مثل نيجيريا وجنوب أفريقيا بدأت تنظر إلى الأوضاع في مصر بصورة أكثر إيجابية، وهي رؤية أصبحت لدى غالبية الدول الأفريقية، ومن ثم ننتظر قرارا مغايرا خلال الفترة المقبلة».
وعلى صعيد العلاقات مع الولايات المتحدة، قال عبد العاطي إن «علاقات بلاده مع واشنطن بدأت تستعيد قوتها في أعقاب زيارة وزير الخارجية نبيل فهمي الأخيرة، التي أكد خلالها الجانب الأميركي لأول مرة أنه يتطلع للتعاون مع القيادة المصرية الجديدة بعد الانتخابات مباشرة، وهو ما ظهر من خلال تعيين واشنطن سفيرا جديدا لها في القاهرة».
وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء يوم الخميس أنه سيرشح روبرت ستيفن بيركروفت سفيرا للولايات المتحدة في القاهرة. وكان بيركروفت سفيرا لواشنطن في بغداد منذ عام 2012، ويشترط لاعتماده موافقة مجلس الشيوخ. وتوترت علاقات الولايات المتحدة مع مصر عقب عزل مرسي، وقامت واشنطن بحجب المساعدات العسكرية عن القاهرة، كما لم تعين سفيرا جديدا لها منذ 30 أغسطس (آب) الماضي بعد انتهاء فترة عمل السفيرة آن باترسون.
وأعلن السفير عبد العاطي أن الجانب الأميركي «نقل كما تقضي الأعراف الدبلوماسية اسم هذا المرشح للجانب المصري.. وقد وافقنا عليه».
من جانبه، واصل رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب زيارته أمس لغينيا الاستوائية، التي تأتي في إطار استعادة مصر لدورها في القارة الأفريقية وعودة نشاطها بالاتحاد الأفريقي. وسلم محلب رئيس غينيا الاستوائية تيودور أوبيانج نجويما رسالة من الرئيس المصري عدلي منصور تناولت سبل تعزيز علاقات التعاون والصداقة بين البلدين في جميع المجالات.
وقال بيان لمجلس الوزراء إن محلب تطرق إلى شرح لتطورات الأوضاع في مصر، والتقدم المحرز في تنفيذ بنود خارطة المستقبل بإجراء الانتخابات الرئاسية أواخر الشهر الجاري، بما يمهد الطريق لاستئناف أنشطة مصر داخل الاتحاد الأفريقي. وأكد محلب أن مصر «تعول على الدعم والمساندة القوية من جانب غينيا الاستوائية التي سوف تستضيف أعمال القمة الأفريقية المقبلة، المقررة في يونيو المقبل».
ومن جهته، أعلن نجويما التزام بلاده أمام مصر وشعبها بدعوة الدول الأفريقية للعمل على استعادة مصر لمقعدها بالاتحاد الأفريقي في أسرع وقت ممكن، خاصة أن أفريقيا تأثرت تأثرا شديدا بغياب وتجميد عضوية مصر في الاتحاد، مشيرا إلى ضرورة وحتمية عودة مصر لدورها الرائد في القارة الأفريقية.
ووفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، فقد أكد نجويما أنه باعتبار بلاده الدولة المضيفة للقمة الأفريقية المرتقبة سيدعو رئيس مصر المنتخب لحضور القمة، معربا عن التزامه الشخصي بتوجيه هذه الدعوة أمام الجميع، وقال: «أنا شخصيا ألتزم أمام مصر وكل الدول الأفريقية بالدعوة لعودة مصر لمكانها الطبيعي بالاتحاد وأنا متأكد أن كل دول القارة الأفريقية تحتاج لعودة مصر وبسرعة».
وأوضح رئيس غينيا الاستوائية أن بلاده تقدر مصر وتفخر بها كثيرا هي ودول القارة، وأن ما يدلل على ذلك أن الأزمة التي حدثت في مصر أقلقت كل أفريقيا، التي تسعد بخطوات الحكومة المصرية الثابتة في تحقيق خارطة الطريق واتجاهها بقوة نحو إنجاز الانتخابات الرئاسية.
وأوضح نجويما أن العمليات الإرهابية التي حدثت في مصر أخيرا لا ترضي أحدا، وأن بلاده غير راضية عنها، بل تشجبها وتدينها، ودعا كل الدول الأفريقية إلى ضرورة مقاومة ومجابهة الإرهاب وتحديه.



الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.