الإمارات تبحث توسيع التعاون التجاري والاستثماري مع العراق

الإمارات تبحث توسيع التعاون التجاري والاستثماري مع العراق
TT

الإمارات تبحث توسيع التعاون التجاري والاستثماري مع العراق

الإمارات تبحث توسيع التعاون التجاري والاستثماري مع العراق

بحث تجمع اقتصادي إماراتي وعراقي فرص الاستثمار المتاحة في عدد من القطاعات، وصل عددها إلى 10. وتشمل النفط والصناعات البتروكيماوية والزراعة والإسكان، والبنى التحتية والنقل والاتصالات والتعليم والسياحة والصحة.
وقدم سامي الأعرجي، رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار في العراق، عرضا عن البيئة الاستثمارية والفرص المتاحة، منوها أن هناك 1120 فرصة استثمارية متاحة في 10 قطاعات، مبينا وجود مليوني دونم من الأراضي الزراعية الخصبة جاهزة للاستثمار، وخاصة بالمحاصيل الاستراتيجية والصناعات الغذائية المرتبطة بها، وفيما يخص الإسكان فهناك خطة لإنشاء 2.5 مليون وحدة سكنية خلال عشر سنوات.
وزاد الأعرجي أنه «فيما يخص النقل والبنى التحتية، فالاستثمار متاح لتطوير وإعادة تأهيل ميناء أم قصر وإنشاء سكك حديدية، وتأهيل وتطوير المطارات، وكذلك المشافي والجامعات، كما أن رخصة الاتصالات الرابعة مطروحة للاستثمار».
وبحث عبد الله آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية والصناعة الإماراتي، مع محمد السوداني، وزير العمل والشؤون الاجتماعية وزير الصناعة بالوكالة بجمهورية العراق، سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري.
وجرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون في قطاع التجارة وزيادة معدل التبادل التجاري بين البلدين، إضافة إلى سبل تشجيع المؤسسات الاقتصادية والقطاع الخاص في البلدين لإجراء مزيد من الحوارات واللقاءات لفتح آفاق جديدة للتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية وتشجيع المؤسسات والمستثمرين في كلا البلدين للاستفادة من فرص الاستثمارات المتوفرة في المجالات المختلفة.
وأكد آل صالح حرص الإمارات على تعزيز علاقاتها مع العراق، خاصة على الصعيد الاقتصادي والاستثماري، منوها بأن مجالات وفرص التعاون كثيرة ومتعددة وهي كفيلة بالدفع بعلاقات البلدين إلى أعلى المستويات، خاصة في ظل توفر الإرادة والرغبة المشتركة في توطيد أواصر التعاون في القطاعات المهمة للبلدين. وشدد آل صالح على الدور الحيوي والمحوري الذي يمكن أن يلعبه القطاع الخاص ومجتمع رجال الأعمال في البلدين لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، وزيادة قيمة التبادل التجاري والدخول في شراكات استثمارية مجدية.
وأشار إلى أن الإمارات استقطبت استثمارات قيمتها 11 مليار دولار العام الماضي بمعدل نمو 15 في المائة، منوها بأن الإمارات دولة مستقبلة ومصدرة للاستثمارات، حيث تبلغ استثماراتها الخارجية 1.6 تريليون دولار، بما فيها استثمارات الصناديق السيادية. وشدد آل صالح على أن الإمارات تضع تجربتها التنموية المميزة وخبراتها في خدمة جهود وخطط ومساعي التنمية والتطوير في الدول العربية، ومنها العراق.
ومن جانبه، أشاد الوزير العراقي بالتطور الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين، متطلعا إلى مزيد من التعاون واستكشاف مجالات وفرص جديدة لتعزيز علاقات البلدين. مشيدا بالتجربة التنموية التي تشهدها الإمارات، وما حققته من إنجازات على جميع المستويات، مؤكدا أن تجربة الإمارات تبعث على الفخر وأن العراق حريص على الاستفادة منها.
ولفت السوداني إلى أن الوضع الاقتصادي في العراق صعب لأكثر من سبب، ومنها تراجع أسعار النفط التي تشكل المورد الأساسي للخزينة العراقية، إضافة إلى الأحداث التي يشهدها العراق، منوها أن البلد تجاوز المحنة وهو في طريق التعافي.
وأشار إلى أن الحكومة العراقية تعاملت بحكمة مع تراجع أسعار النفط ولجأت إلى ضغط وترشيد الأنفاق والقيام بكثير من الإصلاحات والسعي لتنويع مصادر الدخل، منوها بأن العراق غني بموارده الطبيعية وقدراته البشرية.
وشملت المحادثات حرص العراقيين على الدخول في شراكات مع نظرائهم الإماراتيين، مشيرين إلى أن مرحلة إعادة الأعمار في العراق تتيح كثيرا من الفرص الاستثمارية المشتركة.
كما أشار أعضاء الوفد العراقي إلى الحرص على الاستفادة من القدرات اللوجيستية الضخمة للإمارات لتصدير وتسويق المنتجات العراقية، سواء منها الخام أو شبه الخام أو المصنعة عبر موانئ الإمارات، كما أشار الوفد إلى أهمية الاستفادة من الخبرات الإماراتية بمجال المدن الصناعية وتطوير قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
يذكر أن حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الإمارات والعراق تجاوز حاجز 11 مليار دولار في عام 2016. منها 2.6 مليار دولار صادرات إماراتية، و6.7 مليار دولار حجم تجارة إعادة التصدير، و1.8 مليار دولار واردات من العراق، فيما يبلغ عدد الشركات العراقية المسجلة في وزارة الاقتصاد، 3 شركات، وعدد العلامات التجارية العراقية 94 علامة، والوكالات وكالة واحدة.



«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
TT

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

قال الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، إن المنظمة ستُشارك بقوة خلال فعاليات مؤتمر الأطراف «كوب 16» لمواجهة التصحر، الذي ينعقد في السعودية مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنه يتوقع خروج المؤتمر -وهو الأول من نوعه الذي يعقد في منطقة الشرق الأوسط- بمخرجات مهمة.

تعليقات الواعر جاءت على هامش لقاء «مائدة مستديرة»، أعده المكتب الإقليمي لـ«فاو» في مقره بالعاصمة المصرية، القاهرة، بحضور ممثلين محدودين لوسائل إعلام مختارة، وذلك لشرح شكل مشاركة المنظمة في المؤتمر المقبل، وتأكيد أهمية ما يُعرف باسم «ثالوث ريو» (Rio trio)، وهي الاتفاقية التي تربط مؤتمرات الأطراف الثلاثة لحماية الأرض التابعة للأمم المتحدة في مجالات تغيُّر المناخ، وحماية التنوع البيئي، ومكافحة التصحر.

وقالت فداء حداد، مسؤول برامج إعادة تأهيل الأراضي والتغيُّر المناخي في منظمة الفاو، إن اتفاقيات الأطراف الثلاثة غاية في الأهمية والتكامل، وإن المؤتمر المقبل في السعودية سيركز على الأراضي والمياه، وإعادة تأهيلهما والإدارة المستدامة لهما.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وأشارت فداء حداد إلى أن نحو 90 بالمائة من منطقة الشرق الأوسط تعاني الجفاف، إلا أنه على الرغم من ذلك، تمكَّنت المجتمعات المحلية والحكومات العربية في كثير منها في اتخاذ إجراءات لمواجهة الجفاف والتصحر.

وكشفت فداء حداد أن «فاو» نجحت للمرة الأولى في وضع موضوع النظم الغذائية على أجندة اجتماعات مؤتمر الأطراف لمواجهة التصحر، الذي يعقد في السعودية، لتتم مناقشة أهمية إعادة تأهيل الأراضي في تحسين السلاسل الغذائية وأنظمتها.

من جانبه، أوضح الواعر أن «فاو» لديها دور كبير في تحقيق الهدف الثاني الأممي من أهداف التنمية المستدامة، وهو القضاء على الجوع، ومن ثم فهي تشارك بقوة وفاعلية في مؤتمرات الأطراف لمواجهة تغيُّر المناخ والتصحر وحماية التنوع، التي تخدم ذات الهدف.

وأكد الواعر أن المنظمة تحاول إبراز دور الغذاء والزراعة وتحول النظم، بحيث تكون أكثر شمولاً وكفاءة واستدامة، من أجل تحقيق إنتاج وتغذية أفضل لحياة أفضل، مشيراً إلى نجاح المنظمة في إدخال هذه الرؤية إلى أجندة الاتفاقيات الثلاث التي تهدف لحماية الأرض، والإسهام مع عدد من الدول المستضيفة في بعض المبادرات.

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

وأضاف المسؤول الأممي أن هناك تواصلاً كبيراً مع السعودية لدعم بعض المبادرات خلال استضافتها «كوب 16»، خصوصاً أن هذه الاستضافة تعد مهمة جدّاً من أجل دول المنطقة، كونها الأكثر معاناة فيما يتعلق بندرة المياه والجفاف والتصحر، إلى جانب مشكلات الغذاء والزراعة وغيرهما... ولذا فإن أمام هذه الدول فرصة لعرض الأزمة وأبعادها والبحث عن حلول لها، وإدراجها على لوائح المناقشات، ليس في الدورة الحالية فقط؛ ولكن بشكل دائم في مؤتمرات «كوب» التالية.

وأكد المدير العام المساعد لمنظمة الفاو، أن العالم حالياً أكثر انتباهاً واهتماماً بمشكلة التصحر، لكونها بدأت في غزو مناطق لم يسبق لها أن شهدتها في تاريخها أو تصورت أن تشهدها، على غرار جنوب أوروبا أو مناطق في أميركا اللاتينية مثلاً، وهذه الدول والمناطق بدأت تلاحظ زحف التصحر وانحسار الأراضي الزراعية أو الغابات بشكل مقلق، ومن ثم بدأت النظر إلى المنطقة العربية تحديداً لتعلُّم الدروس في كيفية النجاة من هذه الأزمة عبر قرون طويلة.

وأفاد الواعر بأن «فاو» ستشارك في «كوب 16» بجناحين، أحدهما في المنطقة الزرقاء والآخر في المنطقة الخضراء، وذلك حتى يتسنى للمنظمة التواصل مع الحكومات، وكذلك الأفراد من المجتمع المدني ورواد المؤتمر.

كما أوضح أن «فاو»، بالاتفاق مع السعودية والأمم المتحدة، ستقوم بقيادة التنسيق في يومي «الغذاء» و«الحوكمة» يومي 5 و6 ديسمبر، إضافة إلى مشاركتها القوية في كل الأيام المتخصصة الباقية خلال فعاليات «كوب 16» لمكافحة التصحر.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وحول أبرز الموضوعات والمحاور التي جرى إدراجها للنقاش في أروقة «كوب 16» بالرياض، أوضح الواعر أن من بينها «الاستصلاح والإدارة المستدامة للأراضي» في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، والتي تعد مسألة مهمة وأساسية في محاولة استرجاع وإعادة تأهيل الأراضي المضارة نتيجة التصحر، خصوصاً من خلال المبادرات المتعلقة بزيادة رقعة الغابات والمناطق الشجرية، على غرار المبادرات السعودية الخضراء التي تشمل خطة طموحاً لمحاولة زراعة 50 مليار شجرة بالمنطقة العربية.