مشاورات تركية ـ إيرانية لرسم خرائط «مناطق خفض التصعيد}

مشاورات تركية ـ إيرانية لرسم خرائط «مناطق خفض التصعيد}
TT

مشاورات تركية ـ إيرانية لرسم خرائط «مناطق خفض التصعيد}

مشاورات تركية ـ إيرانية لرسم خرائط «مناطق خفض التصعيد}

أجرى وفد تركي برئاسة مساعد وزير الخارجية التركي سدات أونال مباحثات في طهران، أمس، مع عدد من المسؤولين في وزارة الخارجية الإيرانية، قالت مصادر دبلوماسية تركية إنها تأتي في إطار المشاورات بين الجانبين بشأن العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية وفي مقدمتها تطورات الملف السوري والوضع في العراق.
وركز أونال والوفد المرافق في ما يتعلق بالتطورات السورية خلال لقاء مع مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري، على المسائل التي تم طرحها في اجتماعات الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا واتفاق مناطق تخفيف التوتر الذي تم التوصل إليه في اجتماع آستانة - 4 في الرابع من مايو (أيار) الحالي وما أعقبه من اجتماعات عقدت في طهران بين المسؤولين في وزارات الخارجية ورئاسة أركان الجيوش وأجهزة المخابرات في هذه الدول (تركيا وروسيا وإيران).
ويرأس كل من سدات أونال وجابري أنصاري الوفدين التركيين سواء في اجتماعات آستانة أو في مفاوضات جنيف.
وأشارت المصادر إلى أنه لا تزال هناك مشاورات بين الأطراف الثلاثة تتعلق برسم حدود هذه المناطق وخرائطها التفصيلية والتزامات كل طرف، ووسائل المراقبة وحجم ونوع المشاركة والأدوار التي يتعين على كل طرف من الأطراف القيام بها، سواء من أطراف الصراع أو الدول الضامنة. وأضافت أن اجتماعا آخر قد يعقد في موسكو لممثلي الدول الضامنة لبلورة الوضع النهائي للبدء في تنفيذ اتفاق مناطق تخفيف التوتر على الأرض.
وكان اجتماع ثلاثي عقد في أنقرة الأسبوع الماضي بين ممثلي الدول الثلاث تمت خلاله مناقشة خرائط مناطق خفض التوتر التي تشمل كامل محافظة إدلب وأجزاء من محافظات اللاذقية وحلب حمص وحماة والغوطة الشرقية ودرا والقنيطرة، التي تقترح تركيا توسيعها.
ولفتت المصادر إلى أن الوفد التركي إلى طهران أعاد التأكيد على الثوابت التركية بشأن الحفاظ على وحدة أراضي سوريا والتصدي لأي محاولات لتغيير البنية الديموغرافية لأي من المناطق، لا سيما في الشمال السوري.
في السياق نفسه، قالت وكالة «تسنيم» الإيرانية إن مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري للشؤون العربية والأفريقية التقى نظيره التركي سدات أونال في العاصمة طهران أمس الثلاثاء وبحث معه آخر المستجدات.
كما التقى الوفد التركي مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون آسيا وأوقيانوسيا إبراهيم رحيم بور، الذي صرح عقب اللقاء بأن التعاون الثنائي والإقليمي بين إيران وتركيا سيساهم في حل قضايا المنطقة.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.