الخارجية اليمنية تدين محاولة الاعتداء على ولد الشيخ في صنعاء

مرافقون للمبعوث الأممي أطلقوا النار لتفريق المحتجين لدى وصوله إلى مطار العاصمة

مظاهرات احتجاجية ضد المبعوث الأممي لدى وصوله إلى مطار صنعاء أمس (رويترز)
مظاهرات احتجاجية ضد المبعوث الأممي لدى وصوله إلى مطار صنعاء أمس (رويترز)
TT

الخارجية اليمنية تدين محاولة الاعتداء على ولد الشيخ في صنعاء

مظاهرات احتجاجية ضد المبعوث الأممي لدى وصوله إلى مطار صنعاء أمس (رويترز)
مظاهرات احتجاجية ضد المبعوث الأممي لدى وصوله إلى مطار صنعاء أمس (رويترز)

أدانت وزارة الخارجية اليمنية في بيان محاولة الاعتداء التي تعرض لها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، لدى وصوله إلى صنعاء أمس. وكان مرافقون لولد الشيخ قد اضطروا لإطلاق النار في الهواء لتفريق متظاهرين تجمعوا قرب مطار صنعاء، احتجاجاً على زيارته.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن وزارة الخارجية قولها في بيان، إنها «تحمّل قوى الانقلاب كامل المسؤولية عن هذا الاعتداء البربري على المبعوث الأممي». وأضاف البيان: «لا يمكن لأي طرف أن ينفذ هكذا اعتداء في قلب العاصمة صنعاء التي تحكمها القوى الانقلابية بالحديد والنار، دون ترتيب وتنسيق مسبق مع القيادات العليا لقوى الانقلاب». وتابع بأن «هذا الاعتداء الذي يأتي في الوقت الذي يبذل فيه المبعوث الأممي مساعيه من أجل السلام وتجنيب المواطنين اليمنيين ويلات الحرب، وخاصة مع قدوم شهر رمضان المبارك، يمثل أعلى درجة من الاستخفاف والتحدي للمجتمع الدولي، من قبل هذه الميليشيات التي لا تؤمن بالسياسة أو الحوار لحل الوضع القائم في اليمن».
ودعا البيان المجتمع الدولي لأن يدرك أن من يعتدي على الأمم المتحدة وممثلها لن يتخلى عن نهجه العدواني تجاه الشعب اليمني وجيرانه، وعلى المجتمع الدولي إعادة المكانة والهيبة للأمم المتحدة، من خلال التنفيذ غير المشروط للقرار الأممي 2216.
ووصل المبعوث الدولي إلى مطار صنعاء، المغلق أمام الرحلات الجوية منذ أكثر من عامين، في زيارة ضمن جولة بدأها في الرياض للتواصل مع أطراف الأزمة اليمنية، في محاولة جديدة لإحياء محادثات السلام المتوقفة منذ أغسطس (آب) الماضي.
وفي مطار العاصمة الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين، قال المبعوث للصحافيين، إنه ينوي مناقشة الوضع في ميناء الحديدة الخاضع أيضا لسيطرة المتمردين عند ساحل البحر الأحمر.
وسبق وصول ولد الشيخ إلى صنعاء بساعات قليلة، انتقادات وجهها المتحدث باسم المتمردين الحوثيين محمد عبد السلام للأمم المتحدة ووصفها بالعاجزة، وعدم الوفاء بتعهداتها. وقال عبد السلام إن «الأمم المتحدة لا تتحرك إلا برغبة من الأطراف الأخرى لإيهام العالم أن ثمة عملية تفاوض سياسية قائمة». وأضاف: «اللقاءات مع الأمم المتحدة باتت جزءا من العبث، طالما هي عاجزة عن فعل أي شيء، حتى تفي بتعهداتها الإنسانية والأخلاقية تجاه اليمنيين، أو تعلن موقفا صريحا». كما اتهم الأمم المتحدة بما سماه تواطؤاً مع الحكومة الشرعية في نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي. وانتقد عبد السلام أيضاً ما سماه عدم وفاء الأمم المتحدة بوعودها القاطعة فيما يخص دفع الرواتب للموظفين.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».