يتفق جميع خبراء الصحة بالعالم على أن التدخين عادة سيئة تعاني منها معظم المجتمعات، إذ انتشرت بين الشباب بشكل رهيب، وهي السبب في مقتل الكثيرين ومسبب أساسي لأنواع عدة من مرض السرطان.
وكخطوة رئيسية لمواجهة هذه الآفة، باشرت السلطات البريطانية بتطبيق إجراءات جديدة تخص منتجات التدخين، من بينها بيع السجائر في علب ذات لون بني مائل للأخضر، تحمل صوراً واضحة للتحذيرات الصحية بخط أكبر.
تغطي التحذيرات ثلثي واجهة علبة السجائر وخلفيتها، وقررت الحكومة إلغاء بيع العلب الصغيرة المكونة من 10 سجائر، وفقاً لما نشره موقع «بي بي سي».
ورحبت منظمات الدفاع عن الصحة بالتغييرات التي تهدف إلى ردع الشباب عن التدخين، وذلك وسط مواصلة انخفاض عدد المدخنين في بريطانيا.
ووصف بعض الخبراء لون علبة السجائر الجديد بأنه «أقبح لون في العالم».
وثمة إجراءات مشابهة ستُطبق على السجائر الإلكترونية وعلب لف التبغ أيضاً. كما تشمل القواعد فرض حظر على السجائر وأنواع التبغ التي عُدلت نكهتها.
وأقرت هذه التغييرات في العام الماضي، غير أن السلطات أمهلت التجار والباعة مهلة للتخلص من العبوات القديمة، بهدف تجنبهم أي خسائر مادية هائلة.
* تقليص عدد المدخنين
بدورها، رحبت منظمات مكافحة التدخين بهذه التغييرات، وقالت هازل تشيزمن، من جماعة «التحرك ضد التدخين وحماية الصحة»، إن شكل علبة السجائر في حد ذاته يبين أنه «شكل من أشكال الإعلانات»، كما أن شركات التبغ ترى في علبة السجائر «مندوب مبيعات صامتاً».
وأضافت: «وضع العلامات والأشكال الجذابة والإعلانات واحدة من الوسائل التي تسهم في جذب شباب جدد إلى عالم التدخين».
وأشارت تشيزمن أيضاً إلى أن: «خطوة إزالة أشكال الجذب ووضع التحذيرات الصحية بخط كبير وبارز، تعتبر إجراءات ستحمي الشباب من التدخين في المستقبل».
ويفيد مركز أبحاث السرطان في بريطانيا، بأن ثلثي المدخنين يبدأون ممارسة هذه العادة قبل بلوغ سن الـ18. وأظهرت أدلته أن إزالة أشكال الجذب من علب السجائر تقلل من جاذبيتها لدى الأطفال.
* «لا يساورهم شك»
أما جماعة «فورست»، المعنية بحماية حقوق المدخنين، فصرحت بأن القواعد الجديدة «لن تحدث أي فارق في مستوى الصحة العامة ما دامت تعامل البالغين كأنهم أطفال مشاغبون» و«تتعامل مع المستهلكين كأنهم قاصرون».
وأشار مدير المنظمة، سيمون كلارك، إلى أن «البالغين وحتى المراهقين لا يساورهم شك في مخاطر التدخين الصحية».
ونقلت «بي بي سي» عن منظمات ضد التدخين في بريطانيا، قولها إن الشكل الخارجي لعلب السجائر في الماضي كان مروجاً لها، فيما يتوقع أن يكون الشكل الحالي منفراً.
ويؤكد تقرير صادر عن مؤسسة «كوكرين» المتخصصة في الأبحاث الطبية أنه من المتوقع أن تؤدي الخطوة إلى إقلاع 300 ألف شخص عن التدخين في جل أنحاء البلاد خلال العام المقبل.
وقدّر باحثون من لندن وأكسفورد، أشرفوا على إصدار التقرير، انخفاض عدد المدخنين في المملكة المتحدة بسبب هذه الحملة بنحو 0.5 في المائة بحلول مايو (أيار) عام 2018، على الرغم من تأكيدهم أن الأدلة الحالية على ذلك لا تزال محدودة.
كما تبلغ نسبة المدخنين البالغين في بريطانيا نحو 17 في المائة من إجمالي السكان.