شباط يحمل «الداخلية» المغربية مسؤولية سلامته

بعد تدخل غير مسبوق من قوات الأمن لمنع مؤتمر نقابي لمناصريه

شباط يحمل «الداخلية» المغربية مسؤولية سلامته
TT

شباط يحمل «الداخلية» المغربية مسؤولية سلامته

شباط يحمل «الداخلية» المغربية مسؤولية سلامته

بعد هدنة لم تدم طويلاً، عاد مسلسل شد الحبل بين وزارة الداخلية المغربية والأمين العام لحزب «الاستقلال» حميد شباط، ليلقي بظلاله على الساحة السياسية؛ إذ حمل شباط الوزارة وأجهزتها مسؤولية سلامته الشخصية خلال الأيام المقبلة، رداً على تدخل الأمن لوقف مؤتمر استثنائي لـ«الاتحاد العام للشغالين»، الذراع النقابية لحزبه في الرباط.
ووسط عشرات من أعضاء النقابة الموالين له والذين كانوا يكبرون ويهتفون بحياته بعد اقتحام رجال الأمن القاعة التي كانت تحتضن أعمال المؤتمر وتفريقهم الجمع وإنزالهم القيادة من على المنصة، قال شباط: «سجلوا علي وللتاريخ، فإن كان (أي موت)، لا قدر الله، فالأجهزة الأمنية للمغرب وراء ذلك».
ولم يقف اتهام شباط للداخلية عند هذا الحد، بل حملها مسؤولية «أي مكروه» يلحق به أو بأبنائه في المستقبل. وبدا كأنه تلقى تهديدات صريحة؛ إذ قال: «ولهذا إذا متنا؛ سواء نحن أو أولادنا، فالأجهزة القمعية لوزارة الداخلية وراء ذلك، وأتهمها مباشرة بما سيقع لي».
وعدّ التدخل الأمني لفض مؤتمر النقابة «عودة لعهد الجنرال محمد أوفقير الذي كان يتآمر على الوطن وعلى الشعب وعلى المؤسسة الملكية». كما اتهم وزارة الداخلية وأجهزتها بـ«التحكم في الأحزاب السياسية والنقابات»، قبل أن يضيف: «نحن ملكيون، ولسنا قمعيين، وعاش الملك... عاش الملك».
وردد أعضاء النقابة الحاضرون في القاعة شعارات مناوئة لوزارة الداخلية ومنددة بالتدخل الأمني، مؤكدين دعمهم شباط والجناح الموالي له في النقابة، وهتفوا مرددين: «بالروح بالدم، نفديك يا شباط»، و«يا شباط ارتاح ارتاح، سنواصل الكفاح»، و«هذا عيب هذا عار، النقابة تحاصر»، و«المغرب في خطر»، كما شهدت القاعة مشادات واحتكاكات بين النقابيين ورجال الأمن. ويعد التدخل الأمني أمس لوقف مؤتمر «الاتحاد» في الرباط، حدثاً غير مسبوق، لكن الداخلية استندت فيه إلى «حكم قضائي استعجالي» صدر يوم الجمعة الماضي، ونص على منع انعقاد المؤتمر، في سياق مشحون تعيش على إيقاعه النقابة منذ أشهر بعد الخلافات التي ظهرت بين شباط وعضو اللجنة التنفيذية لحزب «الاستقلال» حمدي ولد الرشيد.
يذكر أن قرار منع مؤتمر «الاتحاد» جاء استجابة لدعوى استعجالية رفعها النعم ميارة، قائد التيار الموالي لولد الرشيد الذي تم انتخابه «أميناً وطنياً» للاتحاد في مؤتمر استثنائي يوم 7 مايو (أيار) الحالي، حضره ثلثا أعضاء المجلس العام (برلمان النقابة)، غير أن التيار الموالي لشباط بقيادة محمد كافي الشراط، عدّ الانتخاب «غير مشروع».



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.