370 نادياً طلابياً في أميركا عززت «الدبلوماسية السعودية الناعمة»

370 نادياً طلابياً في أميركا عززت «الدبلوماسية السعودية الناعمة»
TT

370 نادياً طلابياً في أميركا عززت «الدبلوماسية السعودية الناعمة»

370 نادياً طلابياً في أميركا عززت «الدبلوماسية السعودية الناعمة»

على مدار 59 عاماً من عمر البعثات الدراسية السعودية إلى الولايات المتحدة الأميركية، رسّخ الطلبة المبتعثون السعوديون علاقة اجتماعية بعيداً عن الأجواء السياسية الرسمية، بين الشعبين السعودي والأميركي، وذلك من خلال مشاركاتهم في الأعمال التطوعية والعلمية، وفي الأنشطة والفعاليات المستمرة مع المجتمع الأميركي.
وعلى الرغم من أن العلاقة الرسمية بين البلدين شهدت منعطفات وأحداثاً متغيرة فيما بينهما، فإن الجانب التطوعي الذي عملت عليه الأندية الطلابية السعودية في أميركا كان بمثابة «الدبلوماسية السعودية الناعمة»، التي حافظت على تلك العلاقة التاريخية الاستراتيجية من العواصف العاتية، ورست بها على برّ الأمان حتى الوقت الحاضر.
يقول الدكتور محمد العيسى الملحق الثقافي السعودي في واشنطن خلال حديثه إلى «الشرق الأوسط» إن الزيارة الخارجية الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المملكة العربية السعودية هي خير مثال على متانة العلاقة بين البلدين، إذ كان للمبتعثين السعوديين فيها الدور الأهم والأبرز، من خلال الأعمال التطوعية والمشاركات العلمية في المجتمع الأميركي.
واعتبر العيسى أن العلاقة السعودية الأميركية هي الأقدم بين دول المنطقة، منذ عام 1945 الذي جمع قادة البلدين في ذلك الوقت الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، والرئيس فرانكلين روزفلت، واستمرارها من ذلك الوقت وحتى الآن.
وأفاد العيسى بأن المبتعثين السعوديين أسهموا في توطيد العلاقات السعودية الأميركية من خلال العمل التطوعي بشكل أكبر، إذ إن الأندية الطلابية السعودية البالغ عددها نحو 370 نادياً موزعة على الـ50 ولاية أميركية، وعززت من الصورة الإيجابية لشعب المملكة، ونشرت الثقافة السعودية المتنوعة بين الشعب الأميركي.
وأشار إلى أن مساهمات المبتعثين العلمية في الجامعات الأميركية أضافت تميزاً آخر في مجال البحث العلمي، وذلك من خلال تسجيل نحو 60 براءة اختراع، ووجود أكثر من 850 طالباً في أفضل عشر جامعات أميركية. وأضاف: «زيارة الرئيس دونالد ترمب إلى المملكة العربية السعودية ولقاؤه بخادم الحرمين الشريفين، واختياره للمملكة لتكون محطة لجمع قادة دول العالم العربي والإسلامي خير مثال على مكانتها... تأكيداً على متانة العلاقة بين البلدين في كل المجالات والأصعدة، إضافة إلى التقاء المصالح المشتركة بين البلدين لنشر الأمن والسلام».



جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة
TT

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

تم تصنيف جامعة ياغيلونيا في مدينة كراكوف البولندية كأفضل مؤسسة تعليمية جامعية في البلاد، إلى جانب كونها واحدة من أعرق الجامعات في العالم. بدأت قصتها عام 1364 عندما نجح الملك كازيمير الأعظم بعد سنوات طويلة في إقناع البابا أوربان الخامس بمنح تصريح لإنشاء مؤسسة للتعليم الجامعي في مدينة كراكوف، قام الملك بتمويلها بعائدات مناجم فياليتشكا الملحية القريبة.
بعد ثلاث سنوات كان الجرس يدق في أرجاء المؤسسة معلناً عن بدء الدروس والتي كانت في الفلسفة والقانون والطب. وبدأت الجامعة، التي كان أول اسم يطلق عليها هو أكاديمية كراكوف، في الازدهار والنجاح خلال القرن التالي عندما بدأت في تدريس الرياضيات واللاهوت والفلك، حيث جذبت تلك المواد الباحثين والدارسين البارزين من مختلف أنحاء أوروبا. وتطلب توسعها بخطى سريعة إنشاء حرم جامعي أكبر. وقد التحق نيكولاس كوبرنيكوس، الذي أحدث بعد ذلك ثورة في فهم الكون، بالجامعة منذ عام 1491 حتى 1495.
مع ذلك، لم يستمر ما حققته الجامعة من نجاح وازدهار لمدة طويلة كما يحدث طوال تاريخ بولندا؛ ففي عام 1939 احتل النازيون مدينة كراكوف وألقوا القبض على الأساتذة بالجامعة وقاموا بنقلهم إلى معسكري التعذيب زاكزينهاوسين، وداخاو؛ ولم يعد الكثيرون، لكن من فعلوا ساعدوا في تأسيس جامعة مناهضة سرية ظلت تعمل حتى نهاية الحرب. كذلك اضطلعت جامعة ياغيلونيا بدور في الاحتجاجات المناهضة للنظام الشمولي في الستينات والثمانينات، واستعادت حالياً مكانتها المرموقة كمؤسسة لتدريب وتعليم النخبة المتعلمة المثقفة في بولندا.
ساعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 في زيادة موارد الجامعة، وفتح أقسام جديدة، وإنشاء مرافق أفضل منها ما يسمى بـ«الحرم الجامعي الثالث» أو «الحرم الجامعي للذكرى الـ600» في منطقة بيخوفيسه. وبلغ عدد الملتحقين بالجامعة في 87 برنامجا دراسيا خلال العام الدراسي 2015-2016 47.494 طالباً.
وطوال قرون التحق خلالها عدد كبير من الطلبة بالجامعة، كان التحاق أول طالبة بالجامعة يمثل حدثاً بارزاً، حيث قامت فتاة تدعى نوفويكا، بالتسجيل في الجامعة قبل السماح للفتيات بالالتحاق بالجامعة بنحو 500 عام، وكان ذلك عام 1897، وتمكنت من فعل ذلك بالتنكر في زي شاب، وكانت الفترة التي قضتها في الدراسة بالجامعة تسبق الفترة التي قضاها زميل آخر لحق بها بعد نحو قرن، وكان من أشهر خريجي الجامعة، وهو نيكولاس كوبرنيكوس، الذي انضم إلى مجموعة عام 1492، وربما يشتهر كوبرنيكوس، الذي يعد مؤسس علم الفلك الحديث، بكونه أول من يؤكد أن الأرض تدور حول الشمس، وهو استنتاج توصل إليه أثناء دراسته في الجامعة، ولم ينشره إلا قبل وفاته ببضعة أشهر خوفاً من الإعدام حرقاً على العمود. من الطلبة الآخرين المميزين كارول فويتيالا، والذي يعرف باسم البابا يوحنا بولس الثاني، الذي درس في قسم فقه اللغة التاريخي والمقارن بالجامعة.