موجز إعلامي

موجز إعلامي
TT

موجز إعلامي

موجز إعلامي

المعلنون لا يزالون متمسكين بالتلفزيون

نيويورك - «الشرق الأوسط»: رغم تحول الانتباه إلى منصات إعلامية مختلفة مثل «نتفليكس»، و«فيسبوك»، و«يوتيوب»، لا يزال هناك قسم غير مستعد للتراجع عن البث التلفزيوني، والمقصود هنا المعلنون. حيث شهد الأسبوع الحالي توافد أعداد كبيرة من مشتري الإعلانات إلى مؤسسات نيويورك الإعلامية، مثل «ريديو سيتي ميوزك هول» و«كارينغي هول»؛ للحاق بتعاقدات الموسم الإعلاني الجديد. ومرة أخرى، أوضحت الأرقام استعداد المعلنين لسداد نحو 9 مليارات دولار أميركي لشراء إعلانات الموسم الحالي، ورغم التوقعات بركود الأسواق العام الحالي، فمن غير المتوقع حدوث تراجع في عائدات إعلانات البث التلفزيوني.

راديو «بي بي سي» العربية يطلق برامج تفاعلية

لندن - «الشرق الأوسط»: أطلقت «بي بي سي العربية» برامج إبداعية نصف شهرية الأسبوع الحالي لجمهورها عبر الإذاعة والإنترنت في شمال أفريقيا ومنطقة الخليج، في إطار أكبر خطة توسع تتبناها هيئة الإذاعة البريطانية منذ تأسست في الأربعينات من القرن الماضي. وستكون مدة البرامج التفاعلية 30 دقيقة، وستتناول الأوضاع الجارية من خلال سلسلة من الموضوعات التي تهم عامة الناس، إضافة إلى الكثير من الموضوعات الجديدة المستمدة من مختلف مصادر الأخبار العالمية.
وسيقدم المراسلون في تلك المناطق التقارير الإخبارية، والرياضية وغيرها، مع التركيز على المقالات الخاصة. وستوفر البرامج منصات للنقاش العام وستعمل على إبراز مختلف الآراء، إضافة إلى التواصل مع مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.

«نيوز كورب أستراليا» تعيد هيكلة طاقم موظفيها

سيدني - «الشرق الأوسط»: تلقى 70 مصوراً صحافياً بمؤسسة «نيوز كورب أستراليــا» إخطـــارات بالاستغنــاء عن خدمــاتهم في ضوء السياسة الجديدة التي تتبناها الصحف التي يمتلكها روبرت مردوخ، التي تعتمد على الاستعــانة بمصــادر خارجية.
والأسبوع الماضي، بدأ المديرون في عقد مقابلات مع مصورين لعمل «تقييم للمهارات» لتحديد المصورين المستقلين الجدد.
وجرى إحالة المصورين التقليديين الذين دأبوا على العمل بالأسلوب القديم إلى التقاعد الإجباري؛ وذلك «للتعاقد مع نوع جديد من المصورين المتخصصين للتعامل معهم بشكل مستقل».

صحافيون من سلوفاكيا يهجرون جريدتهم ويطلقون منصة منافسة

براتسيلافا - «الشرق الأوسط»: بعدما اتضح أن شركة «بنتا إنفستمنتس»، التي يعمل بها نحو 37 ألف موظف، موضع اتهام في أكبر فضائح الفساد التي هزت البلاد عام 2011. وبعدما علم مدير تحرير الصحيفة بأنه بات مجبراً على الاستقالة، قرر افتتاح صحيفة منافسة أطلق عليها «دينك إن»، وحرف «إن» هنا يشير إلى كلمة «استقلال»، في حين تعني كلمة «دنك» صحيفة يومية.
وخلال فترة وجيزة اجتذبت الصحيفة استثمارات خاصة بقيمة مليون جنيه إسترليني، إضافة إلى اشتراكات بقيمة 300 ألف جنيه إسترليني. أطلقت الصحيفة موقعها الإلكتروني في يناير (كانون الثاني) 2015، وفي غضون عامين أصبحت الجريدة ضمن أكبر خمسة مواقع صحافية في سلوفاكيا. وفي دولة يبلغ تعداد سكانها نحو 5.4 مليون نسمة، أصبح للصحيفة 23 ألف مشترك يسددون قيمة اشتراكاتهم في الموقع، إضافة إلى 110 آلاف قارئ مسجل في الموقع.



«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
TT

«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)

«المعارضة الحقيقية هي وسائل الإعلام، ومواجهتها تقتضي إغراقها بالمعلومات المفبركة والمضللة».

هذا ما قاله ستيف بانون، كبير منظّري اليمين المتطرف في الولايات المتحدة عندما كان مشرفاً على استراتيجية البيت الأبيض في بداية ولاية دونالد ترمب الأولى عام 2018.

يومذاك حدّد بانون المسار الذي سلكه ترمب للعودة إلى الرئاسة بعد حملة قادها المشرف الجديد على استراتيجيته، الملياردير إيلون ماسك، صاحب أكبر ثروة في العالم، الذي يقول لأتباعه على منصة «إكس» «X» (تويتر سابقاً): «أنتم اليوم الصحافة».

رصد نشاط بانون

في أوروبا ترصد مؤسسات الاتحاد وأجهزته منذ سنوات نشاط بانون ومراكز «البحوث» التي أنشأها في إيطاليا وبلجيكا والمجر، ودورها في صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في غالبية الدول الأعضاء، والذي بلغ ذروته في انتخابات البرلمان الأوروبي مطلع الصيف الماضي.

وتفيد تقارير متداولة بين المسؤولين الأوروبيين بأن هذه المراكز تنشط بشكل خاص على منصات التواصل الاجتماعي، وأن إيلون ماسك دخل أخيراً على خط تمويلها وتوجيه أنشطتها، وأن ثمة مخاوف من وجود صلات لهذه المراكز مع السلطات الروسية.

درع ضد التضليل

أمام هذه المخاوف تنشط المفوضية الأوروبية منذ أسابيع لوضع اللمسات الأخيرة على ما أسمته «الدرع ضد التضليل الإعلامي» الذي يضمّ حزمة من الأدوات، أبرزها شبكة من أجهزة التدقيق والتحقق الإلكترونية التي تعمل بجميع لغات الدول الأعضاء في الاتحاد، إلى جانب وحدات الإعلام والأجهزة الرقمية الاستراتيجية الموجودة، ومنها منصة «إي يو فس ديسانفو» EUvsDisinfo المتخصّصة التي انطلقت في أعقاب الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم وضمّها عام 2014. و«هي باتت عاجزة عن مواجهة الطوفان التضليلي» في أوروبا... على حد قول مسؤول رفيع في المفوضية.

الخبراء، في بروكسل، يقولون إن الاتحاد الأوروبي يواجه اليوم «موجة غير مسبوقة من التضليل الإعلامي» بلغت ذروتها إبان جائحة «كوفيد 19» عام 2020، ثم مع نشوب الحرب الروسية الواسعة النطاق ضد أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وإلى جانب الحملات الإعلامية المُضلِّلة، التي تشّنها منذ سنوات بعض الأحزاب والقوى السياسية داخلياً، تعرّضت الساحة الأوروبية لحملة شرسة ومتطورة جداً من أطراف خارجية، في طليعتها روسيا.

ومع أن استخدام التضليل الإعلامي سلاحاً في الحرب الهجينة ليس مُستجدّاً، فإن التطوّر المذهل الذي شهدته المنصّات الرقمية خلال السنوات الأخيرة وسّع دائرة نشاطه، وضاعف تداعياته على الصعيدين: الاجتماعي والسياسي.

الهدف تعميق الاستقطاب

وراهناً، تحذّر تقارير عدة وضعتها مؤسسات أوروبية من ازدياد الأنشطة التضليلية بهدف تعميق الاستقطاب وزعزعة الاستقرار في مجتمعات البلدان الأعضاء. وتركّز هذه الأنشطة، بشكل خاص، على إنكار وجود أزمة مناخية، والتحريض ضد المهاجرين والأقليات العرقية أو الدينية، وتحميلها زوراً العديد من المشاكل الأمنية.

وتلاحظ هذه التقارير أيضاً ارتفاعاً في كمية المعلومات المُضخَّمة بشأن أوكرانيا وعضويتها في حلف شمال الأطلسي «ناتو» أو انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن معلومات مضخمة حول مولدافيا والاستفتاء الذي أجري فيها حول الانضمام إلى الاتحاد، وشهد تدخلاً واسعاً من جانب روسيا والقوى الموالية لها.

ستيف بانون (آ ب)

التوسّع عالمياً

كذلك، تفيد مصادر الخبراء الأوروبيين بأن المعلومات المُضلِّلة لا تنتشر فحسب عبر وسائط التواصل الاجتماعي داخل الدول الأعضاء، بل باتت تصل إلى دائرة أوسع بكثير، وتشمل أميركا اللاتينية وأفريقيا، حيث تنفق الصين وروسيا موارد ضخمة خدمة لمصالحها وترسيخ نفوذها.

كلام فون دير لاين

وفي الكلمة التي ألقتها أخيراً أورسولا فون در لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بمناسبة الإعلان عن مشروع «الدرع» الذي ينتظر أن يستلهم نموذج وكالة «فيجينوم» الفرنسية ورديفتها السويدية «وكالة الدفاع النفسي»، قالت فون دير لاين: «إن النظام الديمقراطي الأوروبي ومؤسساته يتعرّضون لهجوم غير مسبوق يقتضي منّا حشد الموارد اللازمة لتحصينه ودرء المخاطر التي تهدّده».

وكانت الوكالتان الفرنسية والسويدية قد رصدتا، في العام الماضي، حملات تضليلية شنتها روسيا بهدف تضخيم ظهور علامات مناهضة للسامية أو حرق نسخ من القرآن الكريم. ويقول مسؤول أوروبي يشرف على قسم مكافحة التضليل الإعلامي إن ثمة وعياً متزايداً حول خطورة هذا التضليل على الاستقرار الاجتماعي والسياسي، «لكنه ليس كافياً توفير أدوات الدفاع السيبراني لمواجهته، بل يجب أن تضمن الأجهزة والمؤسسات وجود إطار موثوق ودقيق لنشر المعلومات والتحقق من صحتها».

إيلون ماسك (رويترز)

حصيلة استطلاعات مقلقة

في هذه الأثناء، تفيد الاستطلاعات بأن ثلث السكان الأوروبيين «غالباً» ما يتعرضون لحملات تضليلية، خاصة في بلدان مثل اليونان والمجر وبلغاريا وإسبانيا وبولندا ورومانيا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون. لكن المفوضية تركّز نشاطها حالياً على الحملات والتهديدات الخارجية، على اعتبار أن أجهزة الدول الأعضاء هي المعنية بمكافحة الأخطار الداخلية والسهر على ضمان استقلالية وسائل الإعلام، والكشف عن الجهات المالكة لها، منعاً لاستخدامها من أجل تحقيق أغراض سياسية.

وللعلم، كانت المفوضية الأوروبية قد نجحت، العام الماضي، في إقرار قانون يلزم المنصات الرقمية بسحب المضامين التي تشكّل تهديداً للأمن الوطني، مثل الإرهاب أو الابتزاز عن طريق نشر معلومات مضلِّلة. لكن المسؤولين في المفوضية الأوروبية يعترفون بأنهم يواجهون صعوبات في هذا المضمار؛ إذ يصعب وضع حدودٍ واضحة بين الرأي والمعلومات وحرية التعبير، وبالتالي، يضطرون للاتجاه نحو تشكيل لجان من الخبراء أو وضع برامج تتيح للجمهور والمستخدمين تبيان المعلومات المزوَّرة أو المضلِّلة.