البرلمان التونسي يبحث اليوم سحب الثقة من وزيرة السياحة والوزير المكلف بالأمن

حكومة جمعة تنهي مائة يوم وسط تباين بشأن تقييم أدائها

البرلمان التونسي
البرلمان التونسي
TT

البرلمان التونسي يبحث اليوم سحب الثقة من وزيرة السياحة والوزير المكلف بالأمن

البرلمان التونسي
البرلمان التونسي

تخضع آمال كربول وزيرة السياحة، ورضا صفر الوزير المكلف بالأمن، في تونس، اليوم لأول جلسة مساءلة تطال أعضاء في حكومة مهدي جمعة. إذ ينتظر التصويت في جلسة برلمانية مغلقة لدواع أمنية على سحب الثقة من الوزيرين على خلفية قضية السائحين الإسرائيليين.
وتقدم 83 من أعضاء البرلمان في وقت سابق بطلب مساءلة الوزيرين بعد السماح خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي لـ61 من حاملي جوازات السفر الإسرائيلية بدخول التراب التونسي بتراخيص استثنائية من وزارة الداخلية. وتتطلب عملية سحب الثقة من الحكومة توافر 131 صوتا، أي ثلاثة أخماس أعضاء المجلس التأسيسي (البرلمان)، كما يجري التصويت على توجيه لائحة لوم للحكومة بأغلبية 109 أصوات.
وتخشى عدة أطراف سياسية من انعكاس عملية المساءلة على الموسم السياحي الحالي، وسيكون من تداعيات النتائج الأولية لتحديد جلسة المساءلة إلغاء رحلة بحرية أميركية كانت مبرمجة ليوم غد، وهو ما يعني خسارة ما يناهز 300 ألف دولار من العملة الصعبة حسب خبراء في المجال الاقتصادي.
على صعيد متصل، أنهت ووجهت عدة أحزاب سياسية نقدا لاذعا لحكومة الكفاءات غير المتحزبة التي ولدت بطريقة قيصرية عبر الوفاق الوطني، خاصة بسبب البطء في اتخاذ القرار وضعف النتائج على المستويين الاقتصادي والاجتماعي. إلا أن المجال الأمني ومكافحة الإرهاب كانا من بين النقاط المضيئة في مسيرة الحكومة ونقطة إجماع معظم الأحزاب السياسية. وفي هذا السياق، قال عبد الستار بن موسى، رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان، أحد أطراف الرباعي الراعي للحوار الوطني في تونس، لـ«الشرق الأوسط»، إن تقييم أداء حكومة جمعة بعد مرور مهلة المائة يوم سيكون محور جلسة مقبلة مع الحكومة للنظر في تعهداتها بشأن خريطة الطريق التي جاءت على أساسها إلى السلطة. واستغلت قيادات سياسية ونقابية هذا الموعد لتذكير الحكومة بالنقاط الواردة في خريطة الطريق، ومن بينها توفير مناخ ملائم لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة من خلال ضمان الاستقرار الأمني وتحييد المساجد والإدارة ومراجعة التعيينات التي انبنت على ولاءات حزبية.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».