السلطات الصومالية تعدم عنصراً من «حركة الشباب»

السجن 15 عاماً على اثنين آخرين من المتطرفين

السلطات الصومالية تعدم عنصراً من «حركة الشباب»
TT

السلطات الصومالية تعدم عنصراً من «حركة الشباب»

السلطات الصومالية تعدم عنصراً من «حركة الشباب»

أعدمت السلطات الصومالية أمس أحد عناصر ميليشيات حركة الشباب الذي أدين بالتورط في تفجير إرهابي استهدف سوق بيرتا العام الماضي بالعاصمة مقديشو، وأسفر عن مصرع 30 شخصاً وإصابة آخرين. وقالت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية إنه تم أمس تنفيذ حكم الإعدام رمياً بالرصاص بحق عبد القادر عبدي حسن (41 عاماً)، الذي اعترف بالتهم الموجهة إليه. وقضت محكمة الجيش الصومالي بإعدام عبدي في جلسة عقدت خلال شهر مارس (آذار) الماضي، كما قضت بالسجن لمدة 15 عاما على اثنين آخرين من المتهمين في القضية.
في المقابل، أعلنت «حركة الشباب» أنها نفذت أمس في العلن حد قطع اليد اليمنى لرجلين بعد أن أدانتهما محكمة شرعية باقتحام متجر وسرقة نحو 500 دولار أميركي.
ونقلت وكالة «رويترز» عن معلم جيدو حاكم منطقة باكول التي تسيطر عليها الحركة أن الرجلين اعترفا بالسرقة في بلدة تيجلو جنوب باكول وصدر لهما أمر بإعادة المبلغ المسروق، فيما قال ساكن من تيجلو يدعى عبد الله مادي إن سيارة إسعاف تابعة للحركة نقلت الرجلين إلى أحد المستشفيات.
وتنفذ «حركة الشباب» عمليات إعدام وجلد وقطع للأطراف بعد محاكمات سريعة في مجموعة واسعة من القضايا تتراوح من التجسس إلى السرقة، علما بأنها تقاتل منذ أعوام للإطاحة بالحكومة المركزية وفرض تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية.
وكانت الحركة أعلنت مسؤوليتها عن مقتل ثلاثة جنود أثناء محاولة إبطال مفعول عبوة ناسفة في سيارة ملغومة أول من أمس في مقديشو.
وفي حين تقول السلطات الصومالية إن القتلى خبراء أمن محليون، أوردت «حركة الشباب» ذات الصلة بتنظيم القاعدة التي أعلنت مسؤوليتها، تفاصيل مختلفة، إذ قال عبد العزيز أبو مصعب المتحدث باسم الحركة، إن خمسة من خبراء المفرقعات منهم مسؤولو أمن وأجانب قتلوا في انفجار مقديشو.
ومنذ أن فقدت الحركة مساحات كبيرة من الأراضي التي كانت تسيطر عليها مع تقدم قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي التي تدعم الحكومة لجأت لشن هجمات دامية في مقديشو ومناطق أخرى تسيطر عليها الحكومة.
من جانبه، دعا مرصد الأزهر مجدّداً إلى تكثيف جهود محاصرة «حركة الشباب» وبحث سبل القضاء عليها، مجدّداً تحذيره من استغلال عناصر هذه الحركة لضعف الخدمات الأمنية على الحدود ليتسللوا من خلالها إلى داخل الأراضي الكينية لتنفيذ هجمات عادة ما تتسبب في مقتل العشرات بل المئات، وربما الآلاف.
كما دعا المرصد لمضاعفة جهود تقويض الجماعات المتطرّفة وتجفيف منابع تمويلها بالمال أو بالأفراد، الأمر الذي يتطلب من العالم أجمع أن يقوم بدوره لوقف نزف الدماء التي تراق بغير حق، وتجنيب البلاد خرابا ودمارا يعودان بها للوراء بدلا من العمل على تقدمها وتنميتها وتعزيز استقرارها.
ولفت إلى عودة «حركة الشباب» على الأراضي الكينية من خلال هجوم وحشي استهدف منزل عمدة مقاطعة عمر جيلو الواقعة على بعد نحو 16 كيلومتراً شرق محافظة مانديرا الكينية؛ حيث قام مسلحو الشباب خلال ذلك الهجوم باغتيال عمدة المقاطعة، كما اختطفوا عسكريين اثنين من القوات الكينية.
وأطلق مسلحو الحركة الرصاص على عمدة المقاطعة فأردوه قتيلاً بعد قيامهم باقتحام منزله، قبل أن يلوذوا بالفرار باتجاه الحدود الكينية - الصومالية، حيث تعتبر المقاطعة إحدى المقاطعات الكينية التي فرضت فيها الحكومة الكينية حالة الطوارئ تحسّباً لهجمات من قبل عناصر «حركة الشباب».
إلى ذلك، اعتبر محمد يوسف، القائم بأعمال بعثة الصومال لدى الأمم المتحدة، أن قضية الأمن لا تزال مسألة ملحة بالنسبة للصومال، مؤكدا أن الحكومة ستستمر في العمل على هزيمة «حركة الشباب» في السنوات المقبلة في سبيل استقرار وضع البلد.
ولفت يوسف، في بيان ألقاه خلال جلسة عقدها أول من أمس مجلس الأمن الدولي حول الصومال، إلى أنه من دون بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم) التي توفر الأسلحة الثقيلة لن تستطيع الحكومة مواجهة تهديد «حركة الشباب».
وقال وفقا لما نقلته إذاعة الأمم المتحدة إن «حظر الأسلحة الذي طال أمده على الصومال يقيد بشدة قدرتنا على ذلك»، مضيفا: «ما زلنا بحاجة ماسة لمساهماتكم المستمرة المبكرة والتزاماتكم لإنقاذ أرواح الأطفال الأكثر عرضة للخطر والنساء والمسنين الذين يشكلون سبعين في المائة من ضحايا هذا الجفاف». من جهته، حث عمرو أبو العطا سفير مصر لدى الأمم المتحدة، خلال الجلسة، على أهمية الإسراع في تنفيذ ما توافقت الأطراف الصومالية عليه يوم 16 أبريل (نيسان) الماضي، من استراتيجية محددة لبناء جيش صومالي موحد وقوى أمنية محترفة يمكنها الاضطلاع بمسؤولية حماية أمن الصومال، آخذا في الاعتبار التخفيض التدريجي المقرر لقوة البعثة ابتداء من عام 2018 تمهيدا لانسحابها الكامل في عام 2020.
وأشار نائب الممثل الخاص للأمين العام في الصومال، رايسدون زيننغا، الذي تحدث إلى مجلس الأمن الدولي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، إلى أن ما وصفه باستمرار انعدام الأمن النابع في المقام الأول من «حركة الشباب» يبقى التحدي الأكبر.
وأضاف: «لا تزال لدى حركة الشباب القدرة الكافية على تعطيل وعرقلة عملية بناء السلام وعملية بناء الدولة»، معتبرا أن «محاربة حركة الشباب تتطلب نهجا متعدد الجوانب، يجمع بين العمليات الهجومية التي تقوم بها بعثة الاتحاد الأفريقي والجيش الوطني الصومالي وعمليات مكافحة الإرهاب الخاصة التي يقوم بها شركاء الصومال، فضلا عن تعزيز توسيع سلطة الدولة، ومعالجة العجز في الحكم وحل النزاعات المحلية». وأوضح أن الصومال يحتاج إلى مساعدات بقيمة 832 مليون دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية التي يعانيها لمواجهة آثار الجفاف الشديد وانعدام الأمن والفقر في الصومال. ويشهد الصومال حربا منذ عام 1991 عندما أطاح أمراء حرب قبليون بالرئيس محمد سياد بري ثم انقلبوا على بعضهم بعد ذلك.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.