ضامنو آستانة بحثوا خرائط «مناطق تخفيف التوتر» في سوريا

تركيا تطالب باستبدال منسق التحالف الدولي ضد «داعش»

ضامنو آستانة بحثوا خرائط «مناطق تخفيف التوتر» في سوريا
TT

ضامنو آستانة بحثوا خرائط «مناطق تخفيف التوتر» في سوريا

ضامنو آستانة بحثوا خرائط «مناطق تخفيف التوتر» في سوريا

عقد مسؤولون في وزارات الخارجية ورئاسات الأركان وأجهزة المخابرات في كل من تركيا وروسيا وإيران اجتماعا بمقر المخابرات التركية في العاصمة أنقرة، أمس، لمناقشة الخطوات التنفيذية لاتفاق مناطق تخفيف التوتر الذي وقع في اجتماع آستانة الأخير في العاصمة الكازاخية في 4 مايو (أيار) الحالي إلى جانب بحث آخر التطورات في سوريا.
وقالت مصادر تركية قريبة من الاجتماع لـ«الشرق الأوسط»، إن مسؤولي الدول الثلاث الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا والموقعة على اتفاقية مناطق تخفيف التوتر، بدأوا خلال هذا الاجتماع للعمل على رسم خرائط مناطق تخفيف التوتر، مشيرة إلى أن اجتماعا آخر من المنتظر أن يعقد في طهران الأسبوع الحالي، على الأرجح، لمواصلة بحث الموضوعات المتعلقة بهذه المناطق ووسائل مراقبة أوضاعها قبل اتخاذ القرار النهائي حول المشاركين في أعمال المراقبة.
وتشمل هذه المناطق بحسب ما أعلنت الخارجية التركية من قبل، كامل محافظة إدلب، وأجزاء من محافظات اللاذقية وحلب وحماة وحمص ودمشق (الغوطة الشرقية)، ودرعا والقنيطرة.
وأشارت المصادر إلى أن المشاركين في الاجتماع ركزوا على آليات مراقبة وقف الاشتباكات في المنطقة وسبل التنسيق بين الدول الثلاث الضامنة في هذا الشأن. وقالت إن الاجتماع تطرق إلى مشاركة قوات من الجيش التركي في مراقبة تنفيذ الاتفاق وأن الجانب التركي وافق على المشاركة بموجب العرض الذي قدم خلال اجتماع آستانة، ومن منطلق أن المشاركة في مراقبة هذه المناطق هي مسألة مهمة بالنسبة لأمن تركيا.
وكان نائب رئيس الوزراء التركي ويسي كايناك، صرح الثلاثاء، بأن الفرصة أُتيحت لبلاده خلال اجتماع آستانة الأخير لإنشاء بعثة لمراقبة وقف إطلاق النار في مناطق إدلب التي تسيطر عليها المعارضة السورية.
واعتبر أن نشر قوات تركية هناك من شأنه أن يساعد في حماية أمن الحدود التركية نظرا لوجود مناطق واسعة لا توجد فيها تركيا بين مناطق سيطرة قوات درع الفرات المدعومة من تركيا، تقع تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وتشكل تهديدا لأمن تركيا.
في سياق مواز، طالبت أنقرة برحيل المنسق الأميركي للتحالف الدولي للحرب على «داعش» بريت ماكجورك واتهمته بدعم تنظيمات إرهابية (في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وذراعه العسكرية وحدات حماية الشعب الكردية).
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مقابلة تلفزيونية، أمس: «سيكون من الجيد لو تم استبداله.. بريت ماكجورك، المبعوث الأميركي الخاص في المعركة ضد (داعش)، يقدم على نحو قاطع وواضح الدعم لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية. سيكون من المفيد تغيير هذا الشخص».
وجاءت تصريحات جاويش أوغلو بعد يوم من اللقاء بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترمب في واشنطن مساء الثلاثاء، والذي لم يحرز أي تقدم بشأن تغيير الموقف الأميركي تجاه تسليح ودعم وحدات حماية الشعب الكردية كحليف في الحرب على «داعش».
وقال جاويش أوغلو إن واشنطن لم تعارضنا عندما قلنا إننا قد نهاجم الميليشيات الكردية وفقا لقواعد الاشتباك وإنها أكدت أنها تضمن أن الأسلحة الأميركية التي تزود بها هذه الميليشيات لن تستخدم ضد تركيا.
وفي السياق نفسه، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن تركيا ستكون حاضرة دائما في الساحتين السورية والعراقية، لا محالة، معربا عن ثقته بأن أميركا ستطرق باب تركيا، لطلب التعاون فيما يخص الشأن السوري. وبشأن عملية تحرير الرقة من «داعش» قال إردوغان: «يبدو وكأن الجانب الأميركي اتخذ قراره في هذا الصدد.
وأشار إلى أن أميركا أخلت بتعهداتها في وقت سابق بشأن انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية من منبج إلى شرق الفرات فور تطهيرها من (داعش)، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستخلق صراعا بين الأكراد والعرب، في حال أبقت الوحدات الكردية في الرقة بعيد تطهيرها من «داعش».
وحول تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن بلاده ستواصل التعامل مع أكراد سوريا دون دعمهم بالسلاح، قال إردوغان إن «القضية ليست قضية التعاون مع الأكراد، المهم هو ألا تكون روسيا في تعاون مشترك مع تنظيم إرهابي، نقول لمخاطبينا: إنكم تمدونهم بالأسلحة، ولدينا الوثائق والصور التي تثبت ذلك، إلا أنهم ينكرون، ونحن بدورنا سنواصل وضع الوثائق أمامهم».



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.