إشارات المقدمة والنهاية لمسلسلات رمضان... مطربون يتنافسون ومنتجون يسعون للجذب

شيرين عبد الوهاب وأصالة ونوال الزغبي وسميرة سعيد وحماقي أبرزهم

شيرين  -  أصالة  -  نوال الزغبي
شيرين - أصالة - نوال الزغبي
TT

إشارات المقدمة والنهاية لمسلسلات رمضان... مطربون يتنافسون ومنتجون يسعون للجذب

شيرين  -  أصالة  -  نوال الزغبي
شيرين - أصالة - نوال الزغبي

لم تصبح سوق الأغنية هي الساحة الوحيدة للمنافسة بين المطربين بمصر والعالم العربي، بل أصبح في السنوات الأخيرة هناك صراع من المنتجين علي خطف المطربين للمنافسة بهم علي غناء إشارات المقدمة والنهاية «تترات» الأعمال الفنية الدرامية؛ نظرا لتحقيقها نجاحا مدويا للمسلسل، ومن أهم العوامل الجاذبة لنجاحه.
ومنذ سنوات كان يعتمد المنتج علي اختيار موسيقى تصويرية أو اختيار مطربين معروف عنهم غناء التتر، مثل علي الحجار ومدحت صالح، لكن خلال السنوات الماضية تغير غناء التتر، وأصبح مجالا للمنافسة بين كبار المطربين، كما توجه كثير من المنتجين لاستبدال مطربين مصريين بآخرين لبنانيين لغناء تترات مسلسلات رمضان، وهو ما حوّل الأمر إلى ما يشبه الماراثون الذي يتبارى كبار الفنانين من مصر والعالم العربي. في هذه السطور نستعرض أسماء الفنانين الذين قاموا بغناء تترات الأعمال الرمضانية هذا العام 2017.
في البداية، انتهت المطربة سميرة سعيد من تسجيل أغنية تتر مسلسل «أرض جو» التي تقوم ببطولته الفنانة غادة عبد الرازق، ويشاركها البطولة محمد كريم وأحمد العوضي وفريال يوسف. العمل من تأليف محمد عبد المعطي وإخراج محمد جمعة.
أما المطربة اللبنانية نوال الزغبي فتخوض تجربة غناء تترات الأعمال الدرامية لأول مرة هذا العام، وتشارك في غناء تترَي عملين دفعة واحدة، العمل الأول مصري وهو بعنوان «لأعلي سعر»، انتهت بالفعل من تسجيل أغنية التتر، وهي بعنوان «الناس العزاز»، وقام بتلحينها الملحن عمرو مصطفي، وكتب الكلمات دكتور مدحت العدل مؤلف العمل، وتم طرحه على مواقع الإنترنت دعاية للعمل قبل عرضه، وحقق نسبة استماع عالية. يشارك في بطولة المسلسل نيللي كريم ونبيل الحلفاوي، والعمل من إخراج ماندو العدل.
وعن التجربة الثانية للزغبي، غنت شارة المسلسل اللبناني «كاراميل» بعنوان «حبه كاراميل» من كلمات وألحان صلاح الكردي وتم طرحها على مواقع الإنترنت أيضا، ويشارك في بطولته ظافر عابدين وماجي بو غصن وكارمن لبس، وقصة وسيناريو مازن طه وإخراج إيلي حبيب.
وبعد نجاحها في تجارب غناء تترات الأعمال الفنية، تستعد المطربة شيرين عبد الوهاب لتسجيل أغنية تتر «حلاوة الدنيا» كتب الكلمات أمير طعيمة، ولحنه ووزعه الموزع خالد عز. العمل مأخوذ من فورمات لعمل إسباني التي تقوم ببطولته ظافر عابدين، وهند صبري، وحنان مطاوع، وأنوشكا، ومن تأليف تامر حبيب وإخراج حسين المنياوي.
في السياق نفسه، تستعد السورية أصالة لتسجيل أغنية مسلسل «حتى لا تطفئ الشمس»، الذي تقوم بطولته ميرفت أمين، ومحمد ممدوح، وأمينة خليل، ومن إخراج محمد شاكر، وسيناريو وحوار تامر حبيب، ومأخوذ عن راوية الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، المطربة غنت إشارات الكثير من الأعمال ولاقت نجاحا مدويا.
كما غنت المطربة بوسي تتر مسلسل «الحساب يجمع»، وهي تشارك في العمل، وتقوم ببطولته يسرا، وإيمان العاصي، ومحمود عبد المغني، وكريم فهمي، وتأليف محمد رجاء وإياد عبد المجيد، وإخراج هاني خليفة.
كما قام المطرب الشعبي حكيم بتسجيل أغنية تتر مسلسل «رمضان كريم»، المسلسل يجمع عددا كبيرا من الفنانين، منهم روبي، وصبري فواز، ونجلاء بدر، ومن تأليف أحمد عبد الله، وإخراج سامح عبد العزيز، ووقع الاختيار على الفنان الشعبي أحمد شيبة للمشاركة في الماراثون الرمضاني بغناء تتر المسلسل الكوميدي «خلصانة بشياكة» الذي يشارك في بطولته أحمد مكي، وشيكو، وهشام ماجد، ودينا الشربيني، وملك قورة. المسلسل من تأليف الثلاثي أحمد محيي، وفاروق هاشم، وأحمد المحمدي، ومن إخراج هشام فتحي.
كما يشارك الفنان حمادة هلال في هذا الماراثون مطربا وممثلا، وسيغني التتر الخاص بمسلسله «طاقه القدر». المسلسل يشارك في بطولته يسرا اللوزي، ومي القاضي، وإدوارد، وحجاج عبد العظيم، ومن تأليف أحمد محمود أبو زيد، ومن إخراج محمد مصطفى.
من جهة أخرى، تجري اتصالات مكثفة مع المطربة اللبنانية نانسي عجرم لغناء تتر مسلسل «الحرباية» التي تقوم ببطولته هيفاء وهبي، وحتى الآن لم تحسم الأمر المطربة.
ويشارك في بطولة المسلسل منذر رياحنة، ودينا، ورحاب الجمل، وصبري عبد المنعم، وأحمد فؤاد سليم، وهو من تأليف أكرم مصطفى وإخراج مريم أحمدي.
كما يشارك المطرب أحمد سعد في غناء تتر مسلسل «الحلال» بعنوان «بالحلال يا معلم»، بمشاركة بطلة العمل سمية الخشاب وتم طرحها، ويشاركها البطولة بيومي فؤاد ويسرا اللوزي، ومن تأليف سماح الحريري وإخراج أحمد شفيق، كما يقدم الفنان محمد حماقي تتر المسلسل الكوميدي «سبع صنايع» من بطولة شريف رمزي، ومي سليم، وإنجي وجدان، ومجموعة كبيرة من ضيوف الشرف، ومن تأليف ورشة كتابة تحت إشراف تامر عبد الحميد، ومن إخراج تغريد العصفوري وماري بادير، كما استعان صناع مسلسل «وضع أمني» بوجه جديد يدعى روبي ليؤدي تتر العمل بعنوان «أنا جبل» يقوم ببطولته الفنان عمرو سعد وعدد كبير من الفنانين، منهم ريهام حجاج، وصلاح عبد الله، وشريف حلمي، وحمدي الوزير، ونهال عنبر، ومن تأليف مصطفى حمدي، وإخراج مجدي أحمد علي.
وبعيدا عن الدراما المصرية، تغني اليمنية بلقيس فتحي التترات لأول مرة، حيث تغني تتر مسلسل «رمانة» بطولة حياة الفهد وإخراج الأردني حسام حجاوي، ويشارك في بطولته عدد كبير من الممثلين الخليجيين، منهم شيماء علي وهيا الشعيبي.
كما يغني الفنان الفلسطيني، ناصيف زيتون، تتر مسلسل «الهيبة» من بطولة تيم حسن ونادين نجيم.
على الجانب الآخر، اكتفت الكثير من الأعمال الدرامية بموسيقى تصويرية للعمل؛ نظرا لأن نوعية المسلسل تحتاج إلى ذلك، ومن أبرز هذه الأعمال «لمعي القط» للفنان محمد عادل أمام و«كفر دلهاب» ليوسف الشريف و«هذا المساء» للأردني إياد نصار، ومسلسل «واحة الغروب» للفنان خالد النبوي ومنة شلبي.
من جهته، أبدى الشاعر محمود راضون رأيه في تترات الأعمال الدرامية هذا العام، فقال: التتر في السنوات الأخيرة تغير من تتر تقليدي كان يقوم الشاعر بقراءة سيناريو العمل بشكل كامل كي يكتب كلمات تتر تناسب مضمون المسلسل، أما الآن فالوضع اختلف، أصبح يتم اختيار أغنية مناسبة للعمل وغير مرتبطة بالدراما الخاصة بالعمل، ونحتفظ بها كـ«غنوة»؛ لذلك يتم سماعه بعيدا عن العمل ولم ترتبط به، عكس ما كان يقدم بجميع أعمالنا الدرامية القديمة التي تربينا عليه، كنا نرتبط بالمسلسل من اسمه وتتره، ومن الفكرة نفسها، وما يحدث حاليا هو نوع من الاستسهال، وأضاف الشاعر: لكن فيما زال يوجد بعض المؤشرات تهتم بالتتر ويشبه مضمونه، ومن هذه الأسماء التي تهتم بذلك الشاعر أيمن بهجت قمر.



لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
TT

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})

رغم تمتع بعض متسابقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية بشهرة واسعة خلال عرض حلقاتها المتتابعة، فإن تلك الشهرة لم تصمد طويلاً وتوارت بفعل اختفاء بعض المواهب الصاعدة من الشاشات عقب انتهاء مواسم تلك البرامج، وفق موسيقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» وأثاروا تساؤلات بشأن أسباب تعثر خطوات المواهب الصغيرة والشابة وانطلاقها بشكل احترافي في عالم الغناء.

الناقد الفني المصري أحمد السماحي الذي كان مسؤولاً في أحد هذه البرامج أكد أن «الغرض من هذه البرامج هو الربح المادي وليس الاكتشاف الفني»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض القنوات تستغل طموحات الشباب الباحثين عن الشهرة لتحقيق مكاسب دون إضافة حقيقية للفن، والدليل أن كثيراً من المواهب التي ظهرت من خلال هذه البرامج، وصوّت لها الملايين في أنحاء العالم العربي تعثرت بل واختفت في ظروف غامضة».

محمد عطية ({فيسبوك})

وتعددت برامج اكتشاف المواهب الغنائية عبر الفضائيات العربية خلال الألفية الجديدة ومنها «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، و«أراب أيدول»، و«ذا فويس»، و«ذا إكس فاكتور»، و«ستار ميكر».

ويوضح السماحي: «رغم أن كثيراً من هذه الأصوات رائعة، لكنها للأسف الشديد تجلس في البيوت، ولا تجد فرصة عمل، مثل المطرب الرائع الصوت محمود محيي الذي هاجر من مصر بعد حصوله على لقب (ستار أكاديمي) في الموسم التاسع عام 2014، حيث اضطر للتخلي عن حلمه بالغناء، متوجهاً للعمل موظفاً في إحدى الشركات».

نسمة محجوب ({فيسبوك})

ويؤكد الناقد الفني أن «هذه البرامج اكتشفت مواهب حقيقية، وسلطت الضوء على كثير من الأصوات الجيدة، لكن أين هم الآن في عالم النجوم؟».

ورغم أن «مسابقات الغناء كانت تركز على الدعاية والأنشطة التجارية، فإنها في الوقت نفسه قدمت فرصاً لكثيرين، فإن الحكم في النهاية يكون للكاريزما وحلاوة الصوت، ما يساعد على الانطلاق والمضي قدماً، وتحقيق جماهيرية بالاعتماد على النفس». وفق الشاعرة السورية راميا بدور.

محمد رشاد ({فيسبوك})

وأوضحت بدور في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البرامج كانت النقطة المحورية التي ساعدت بعض المواهب على الانتشار، لكنها ليست منصفة أحياناً وكلما خاضت الموهبة منافسات أكبر واستمرت ذاع صيتها، ولكن بالنهاية أين هم حاملو الألقاب؟».

في المقابل، يشدد الملحن المصري وليد منير على أن برامج مسابقات الغناء تسلط الضوء على المواهب وتمنحهم فرصة الظهور، لكن النجومية تأتي عقب الشهرة المبدئية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «صناعة قاعدة جماهيرية للمواهب أمر صعب، ويبقى الاعتماد على اجتهاد المطرب من خلال (السوشيال ميديا) لاستكمال الطريق بمفرده». وحققت كلٌّ من جويرية حمدي ولين الحايك ونور وسام وأشرقت، شهرة على مستوى العالم العربي عبر برنامج «ذا فويس كيدز»، لكن الأضواء توارت عن معظمهن.

أماني السويسي ({فيسبوك})

ويرى الناقد الفني اللبناني جمال فياض أن «جيل ما قبل الألفية الجديدة حقق علامة بارزة من خلال برامج اكتشاف المواهب في لبنان»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نجوم كثر خرجوا من هذه البرامج وأصبحوا نجوماً حتى اليوم، لكن البرامج التي أنتجت خلال الألفية الجديدة لم تؤثر مواهبها في الساحة باستثناء حالات نادرة». وأوضح فياض أن «سيمون أسمر صاحب برنامج (استوديو الفن) كان يرعى النجم فنياً بشكل شامل، ويقيم حفلات كبيرة لتفعيل علاقاته بالإعلام»، وأشار إلى أن «بعض المواهب هي اكتشافات ولدت ميتة، وقبل ذلك تركت بلا ظل ولا رعاية، لذلك لا بد أن يعي المشاركون أن نهاية البرنامج هي بداية المشوار بعد الشهرة والضجة».

فادي أندراوس ({إنستغرام})

وساهمت هذه البرامج في بروز أسماء فنية على الساحة خلال العقود الماضية، من بينها وليد توفيق، ماجدة الرومي، وائل كفوري، راغب علامة، غسان صليبا، نوال الزغبي، ديانا حداد، ميريام فارس، رامي عياش، علاء زلزلي، وائل جسار، إليسا، وإبراهيم الحكمي، وديانا كرزون، و ملحم زين، شادي أسود، رويدا عطية، شهد برمدا، سعود بن سلطان، سعد المجرد، وكارمن سليمان، ومحمد عساف، دنيا بطمة، ونداء شرارة، ومحمد عطية، هشام عبد الرحمن، جوزيف عطية، شذى حسون، نادر قيراط، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، وفادي أندراوس، وأماني السويسي.

لكن موسيقيين يفرقون بين برامج الألفية القديمة التي كانت تعتني بالمواهب وتدعمها حتى تكون قادرة على المنافسة، وبرامج الألفية الجديدة التي كانت تهتم بـ«الشو» على حساب دعم المواهب.

ويؤكد الناقد الفني المصري أمجد مصطفى أن «سيمون أسمر عندما قدم برنامجه (استوديو الفن)، كان الأوحد في العالم العربي، وكانت نتائجه واضحة، لكن عندما انتشرت برامج أخرى لم يكن هدفها اكتشاف أصوات بل التجارة». على حد تعبيره.

ويرى مصطفى أن «(السوشيال ميديا) سحبت البساط من برامج المسابقات التي يعدها (موضة) انتهت». فيما يرهن الملحن المصري يحيى الموجي نجاح برامج اكتشاف المواهب بوجود شركة إنتاج تدعمها أو إنتاج ذاتي لاستكمال المشوار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه البرامج إذا كانت جادة فعليها أن تتبنى المواهب وتنتج لهم أغانيّ، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً، والنتيجة تعثرهم وعدم وجودهم على الساحة».