58 % زيادة عجز ميزان «الغذاء» في تونس

الصندوق الدولي للتنمية الزراعية يقرضها 19.4 مليون دولار

58 % زيادة عجز ميزان «الغذاء» في تونس
TT

58 % زيادة عجز ميزان «الغذاء» في تونس

58 % زيادة عجز ميزان «الغذاء» في تونس

كشفت أحدث المعطيات التي قدمتها وزارة الفلاحة التونسية والموارد المائية عن تفاقم عجز الميزان التجاري الغذائي خلال شهر أبريل (نيسان) من السنة الحالية، مؤكدة أن العجز الغذائي ارتفع بنسبة 58 في المائة، وذلك مقارنة بالأشهر الأربعة من السنة الماضية.
وأثر هذا العجز على نسبة تغطية الصادرات للواردات التي تراجعت بدورها بأكثر من سبع نقاط مئوية، إذ كانت النسبة مقدرة بـ74.9 في المائة، وأصبحت لا تزيد على 67.4 في المائة. وأشارت المصادر الحكومية ذاتها، إلى أن العجز المسجل على مستوى الميزان التجاري الغذائي ارتفع من 310.6 مليون دينار (نحو 120 مليون دولار) مع نهاية شهر أبريل (نيسان) 2016 إلى ما قيمته 490.9 مليون دينار (نحو 200 مليون دولار) مع نهاية الشهر المنقضي، ليكون العجز في حدود 180.3 مليون دينار. وسجلت الواردات الغذائية التونسية زيادة بنسبة 21.9 في المائة، في حين سجلت الصادرات بدورها ارتفاعا، إلا أنها كانت بنسق أقل ولم تتجاوز حدود 9.8 في المائة.
وخلال هذه الفترة من السنة سجلت واردات تونس من الحبوب واللحوم زيادة بنحو النصف، وذلك في إطار ضمان تزويد الأسواق التونسية بالمواد الاستهلاكية الأساسية ومواجهة الطلب الإضافي على معظم المواد الغذائية خلال شهر رمضان. وسجلت الواردات التونسية من الحبوب زيادة بنسبة 25 في المائة، وترجمت على المستوى المالي بنحو 679.8 مليون دينار تونسي. وتستهلك تونس سنويا نحو 30 مليون قنطار من الحبوب ولا يغطي الإنتاج المحلي المتراوح بين 14 و18 مليون قنطار إلا جزءا من حاجياتها، وتضطر لاستيراد باقي الحاجيات الغذائية من الحبوب من الخارج خصوصا بلدان الاتحاد الأوروبي.
وقُدرت قيمة صادرات زيت الزيتون التي تمثل العمود الفقري للصادرات الغذائية التونسية بنحو 483 مليون دينار تونسي (نحو 190 مليون دولار)، وذلك منذ بداية الموسم إلى غاية نهاية الشهر المنقضي. ويستقطب فضاء الاتحاد الأوروبي النصيب الأكبر من تلك الصادرات.
على صعيد آخر، صادقت لجنة المالية والتخطيط والتنمية في البرلمان التونسي على مشروع قانون يتعلق باتفاق قرض بين تونس والصندوق الدولي للتنمية الزراعية بقيمة تقارب 53 مليون دينار تونسي (نحو 19.4 مليون دولار)، لتمويل مشروع تطوير المنظومات الفلاحية من أجل التنمية المحلية بولاية - محافظة - سليانة (وسط غرب تونس). ويهدف هذا المشروع إلى تحسين ظروف عيش 14 ألف عائلة تونسية، ويستهدف الفئات الاجتماعية الهشة القاطنة بمنطقة جنوب سليانة، ويعمل على خلق فرص عمل مستدامة من خلال تنمية وتثمين الأنشطة الفلاحية المميزة للجهة المعنية بهذا المشروع.
كما يهتم ذات المشروع بتنمية قدرات صغار الفلاحين، ويختص بالاهتمام بالفئات الشابة من باعثي المشاريع الفلاحية والإحاطة بهم من خلال توظيف الإمكانيات الاقتصادية لمنظومات الإنتاج الفلاحي المتوفرة بالجهة وإضفاء قيمة مضافة على المنتجات المحلية وفتح آفاق جديدة لترويجها سواء على المستوى المحلي أو الخارجي.



«بنك اليابان» أمام قرار تاريخي... هل يرفع الفائدة الأسبوع المقبل؟

العلم الياباني يرفرف فوق مقر البنك المركزي في طوكيو (رويترز)
العلم الياباني يرفرف فوق مقر البنك المركزي في طوكيو (رويترز)
TT

«بنك اليابان» أمام قرار تاريخي... هل يرفع الفائدة الأسبوع المقبل؟

العلم الياباني يرفرف فوق مقر البنك المركزي في طوكيو (رويترز)
العلم الياباني يرفرف فوق مقر البنك المركزي في طوكيو (رويترز)

يعقد «بنك اليابان» آخر اجتماع له بشأن سياسته النقدية لهذا العام الأسبوع الجاري، ليأخذ قراراً بشأن أسعار الفائدة وذلك بعد ساعات قليلة من قرار «الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي المتوقع بخفض الفائدة.

فما الذي يمكن توقعه ولماذا يعتبر قرار «بنك اليابان» بشأن الفائدة ذا أهمية خاصة؟

في مارس (آذار) الماضي، أنهى «بنك اليابان» مسار أسعار الفائدة السلبية، ثم رفع هدف الفائدة القصيرة الأجل إلى 0.25 في المائة في يوليو (تموز)، مشيراً إلى استعداده لرفع الفائدة مرة أخرى إذا تحركت الأجور والأسعار بما يتماشى مع التوقعات.

وثمة قناعة متزايدة داخل «بنك اليابان» بأن الظروف باتت مؤاتية لرفع الفائدة إلى 0.5 في المائة. فالاقتصاد الياباني يتوسع بشكل معتدل، والأجور في ارتفاع مستمر، والتضخم لا يزال يتجاوز هدف البنك البالغ 2 في المائة منذ أكثر من عامين.

ومع ذلك، يبدو أن صانعي السياسة في البنك ليسوا في عجلة من أمرهم لاتخاذ هذه الخطوة، نظراً لتعافي الين الذي ساهم في تخفيف الضغوط التضخمية، بالإضافة إلى الشكوك المتعلقة بسياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، التي قد تؤثر على الرؤية الاقتصادية المستقبلية، وفق «رويترز».

وسيكون القرار بشأن رفع الفائدة في ديسمبر (كانون الأول) أو تأجيله إلى اجتماع آخر في 23-24 يناير (كانون الثاني) صعباً، حيث سيعتمد ذلك على مدى اقتناع أعضاء المجلس بأن اليابان ستتمكن من تحقيق هدف التضخم بشكل مستدام.

ناطحات السحاب والمباني المزدحمة في طوكيو (أ.ب)

ماذا قال صانعو السياسة في «بنك اليابان» حتى الآن؟

يحافظ صانعو السياسة في «بنك اليابان» على غموض توقيت رفع الفائدة المقبل. وفي مقابلة إعلامية حديثة، قال الحاكم كازو أويدا إن رفع الفائدة المقبل قريب، ولكنه لم يوضح بشكل قاطع ما إذا كان ذلك سيحدث في ديسمبر.

إلا أن المفاجأة جاءت من عضو مجلس الإدارة تويواكي ناكامورا، الذي أشار إلى أنه ليس ضد رفع الفائدة، لكنه شدد في المقابل على ضرورة أن يعتمد القرار على البيانات الاقتصادية المتاحة.

وبينما يركز «بنك اليابان» على رفع الفائدة بحلول مارس المقبل، تشير التصريحات غير الحاسمة إلى أن البنك يترك لنفسه حرية تحديد التوقيت المناسب لهذه الخطوة.

متى تتوقع الأسواق والمحللون رفع أسعار الفائدة التالي؟

أكثر من نصف الاقتصاديين الذين تم استطلاعهم من قبل «رويترز» الشهر الماضي يتوقعون أن يقوم «بنك اليابان» برفع أسعار الفائدة في ديسمبر. كما يتوقع حوالي 90 في المائة من المحللين أن يرفع «بنك اليابان» أسعار الفائدة إلى 0.5 في المائة بحلول نهاية مارس 2024.

في المقابل، تقوم السوق بتسعير احتمال رفع الفائدة في ديسمبر بحوالي 30 في المائة فقط.

كيف يمكن أن تتفاعل السوق؟

سيأتي قرار «بنك اليابان» بعد ساعات قليلة من قرار «الاحتياطي الفيدرالي الأميركي»، الذي من المتوقع أن يقوم بتخفيض أسعار الفائدة. وقد يؤدي هذا التباين في التوجهات بين المصرفين المركزيين إلى تقلبات في قيمة الين وعوائد السندات.

ومن المحتمل أن يؤدي رفع الفائدة من قبل «بنك اليابان» إلى تعزيز قيمة الين. أما إذا قرر البنك إبقاء الفائدة كما هي، فقد يؤدي ذلك إلى ضعف الين، على الرغم من أن الانخفاض قد يكون محدوداً إذا قامت السوق بتسعير احتمالية رفع الفائدة في يناير بسرعة.

ما الذي يجب أن تراقبه السوق أيضاً؟

بغض النظر عن قرار «بنك اليابان» بشأن رفع الفائدة أو تثبيتها، من المتوقع أن يقدم محافظ البنك أويدا إشارات بشأن المسار المستقبلي لأسعار الفائدة ويحدد العوامل التي قد تحفز اتخاذ هذه الخطوة في مؤتمره الصحافي بعد الاجتماع.

وإذا قرر «بنك اليابان» الإبقاء على الفائدة ثابتة، فقد يتجنب أويدا تقديم إشارات حادة لتفادي حدوث انخفاضات غير مرغوب فيها في قيمة الين، مع توضيح العوامل الرئيسية التي سيركز عليها في تقييم توقيت رفع الفائدة.

من ناحية أخرى، إذا قرر «بنك اليابان» رفع الفائدة، قد يتبنى أويدا موقفاً متساهلاً لتطمين الأسواق بأن البنك لن يتبع سياسة رفع الفائدة بشكل آلي، بل سيتخذ قراراته بحذر بناءً على الوضع الاقتصادي.

إضافة إلى قرار الفائدة، سيصدر «بنك اليابان» تقريراً حول إيجابيات وسلبيات أدوات التيسير النقدي غير التقليدية التي استخدمها في معركته المستمرة منذ 25 عاماً ضد الانكماش، وهو ما يمثل خطوة رمزية نحو إنهاء التحفيز الضخم الذي تبناه البنك.

محافظ «بنك اليابان» في مؤتمر صحافي عقب اجتماع السياسة النقدية في أكتوبر الماضي (رويترز)

ومن المتوقع أن يستخلص هذا التقرير أن تخفيضات أسعار الفائدة تظل أداة أكثر فعالية لمكافحة الركود الاقتصادي مقارنة بالتدابير غير التقليدية مثل برنامج شراء الأصول الضخم الذي نفذه المحافظ السابق هاروهيكو كورودا.

ماذا سيحدث بعد ذلك؟

إذا رفع «بنك اليابان» أسعار الفائدة، فمن المحتمل أن يبقى على نفس السياسة النقدية حتى أبريل (نيسان) على الأقل، عندما ينشر التوقعات الفصلية الجديدة التي تمتد حتى السنة المالية 2027 لأول مرة.

أما إذا قرر البنك الإبقاء على الفائدة ثابتة، فإن انتباه الأسواق سيتحول إلى البيانات والأحداث الهامة التي ستسبق اجتماع يناير، مثل خطاب أويدا أمام اتحاد رجال الأعمال «كيدانرين» في 25 ديسمبر، وظهور نائب المحافظ ريوزو هيمينو في 14 يناير.

ومن المرجح أن يقدم تقرير «بنك اليابان» ربع السنوي عن الاقتصادات الإقليمية، الذي سيصدر قبل اجتماع 23-24 يناير، مزيداً من الوضوح لأعضاء مجلس الإدارة بشأن ما إذا كانت زيادات الأجور قد انتشرت على نطاق واسع في أنحاء البلاد.