انتعاش تدريجي للسياحة في تونس بعد سنوات من التعثر

بعد التعثر الملحوظ في مسار حركة السياحة التونسية، تزايدت المؤشرات والبيانات التي تؤكد أن السياحة التونسية بدأت تتعافى تدريجيا من الآثار الكارثية للهجمات على القطاع السياحي.
يوفر هذا القطاع أكثر من 400 ألف وظيفة مباشرة، ويشكل أحد المصادر الرئيسية لإيرادات النقد الأجنبي.
تحدثت النشرة الإخبارية الصادرة عن وزارة الخارجية البريطانية للمسافرين البريطانيين، عن أن حالة الطوارئ ستمدد شهرا واحدا، وحذرت قائلة: «من المحتمل جدا أن يحاول الإرهابيون تنفيذ هجمات في تونس».
وأتى قرار السلطات البريطانية حظر السفر إلى تونس، وتحذير مواطنيها من الإرهاب، بعد مقتل 30 سائحا بريطانيا من قبل مسلح في منتجع سوسة، عام 2015.
لكن لا تزال لندن تستخدم خط اتصال يومي قويا مع العاصمة تونس. أضافت الشركة الوطنية التونسية، خدمة «غاتويك» إضافية، فتنطلق أربع رحلات كل أسبوع إلى تونس من هيثرو، وثلاث رحلات من غاتويك.
صرح متحدث باسم الخطوط الجوية البريطانية، بأن إعادة ربط شركة الطيران مع تونس ليست على جدول الأعمال في الوقت الحاضر: «نحن نراجع باستمرار شبكتنا الجوية وطلب العملاء، ولكن ليس لدينا أي خطط حاليا».
إلا أن شركة «بايلينغ» التابعة لـ«باولينغ»، أطلقت خطا جويا من برشلونة إلى العاصمة التونسية، وتخطط لتقديم خدمة أسبوعية ثانية، مع مطلع الشهر المقبل.
كما وأضافت الخطوط الجوية الفرنسية رحلتين أسبوعيتين إضافيتين من باريس إلى تونس.
تلقت السياحة التونسية دفعة جديدة وسط آمال بإمكانية استعادة بعض الأسواق الأوروبية بعد سنوات من الترنح بسبب الهجمات الإرهابية والاضطرابات الاجتماعية.
وتحتاج تونس إلى الحفاظ على وتيرة الاستقرار الأمني، الذي تعزز تدريجيا منذ العام الماضي؛ بهدف استعادة صورتها بصفتها وجهة سياحية جاذبة وآمنة في حوض البحر المتوسط، وذلك في أعقاب ثلاث هجمات دامية في عام 2015 خلّفت 59 قتيلا من السياح و13 عنصرا أمنيا.
وطالبت وزارة الخارجية التونسية، في وقت سابق، بريطانيا برفع تحذير رعاياها من السفر منذ هجوم فندق أمبريال في بلدة سوسة الساحلية في يونيو (حزيران) 2015، والذي خلف 38 قتيلا، أغلبهم بريطانيون.
وقال وزير الخارجية خميس الجهيناوي: إن «بريطانيا تدرك جيدا الجهود التي تبذلها تونس لحفظ أمن زوارها، وتأمين المواقع والمسالك السياحية ونقاط العبور».
أنقذت الأسواق الروسية في آخر لحظة الموسم السياحي العام الماضي، بتوافد أكثر من 600 ألف سائح روسي على أبرز المنتجعات السياحية، في وقت لم يكن يتخطى فيه العدد القادم من هذه السوق 50 ألفا سنويا في أحسن الأحوال.

* مقومات تونس السياحية

تتوافر في تونس جميع مقومات الجذب السياحي. فهناك وعي سياحي عال على المستويين الرسمي والشعبي. يجد السائح بغيته مهما تنوّعت وتباينت.
فإلى جانب شواطئها الشاسعة المسافة على مياه البحر الأبيض المتوسط، والمجهزة بمرافق وخدمات سياحية متطورة، هناك المقصد السياحي الثقافي ممثلاً بكنوز من التراث والآثار والمتاحف تعكس تواتر حضارات عريقة شهدتها تونس منذ فجر التاريخ.
كما تتمتع ببنية خدمات متطورة في مجال المواصلات والنقل جواً وبراً وبحراً، إضافة إلى خدمات الاتصالات الحديثة التي تستوعب كل ما تنتجه تكنولوجيا الاتصال الحديثة.
تونس من البلاد التي تتميز بالمناطق السياحية المتنوعة جدا والتي توفر أشياء كثيرة للاستمتاع بها، سواء كنت في نزهة انفرادية أو نزهة عائلية، أو نزهة رومانسية، حتى في رحلة شهر عسل مميزة. ستستمتع بوجهات السياحة الجاذبة، التي نشرها موقع «مرسال»، ومنها:
دوغلاس، متحف قرطاج الوطني، جامع الزيتونة، متحف سوسة الأثري، متحف بباردو الوطني، حديقة بسيدي الطوي الوطنية، بحيرة إشكل، متحف شمتو، الكنيسة الغريبة، بالإضافة إلى:

* المدرج الروماني El Djem Amphitheatre
من الأثر الروماني المحفوظ بشكل لا يصدق، وهو واحدة من أفضل الأمثلة على العمارة المدرجة في العالم. يمكنك الصعود إلى الطبقات العليا مع التحديق في الساحة لتتخيل المعارك التي وقعت في هذه المنطقة.

* جزيرة جربة Djerba
إذا كنت تبحث عن صورة مثالية للشواطئ في تونس، فلن تجد جمالا مثل جمال هذا الشاطئ. تقع الجزيرة الرئيسية في حومة السوق بما لديها من منطقة البلدة القديمة من المنازل البيضاء، باعتبارها من عوامل الجذب مع الكثير من فرص التسوق بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في الحصول على الاستمتاع بالشاطئ.

* سيدي بو سعيد Sidi Bou Said
قرية لطيفة على أعلى الجرف، مميزة بأبعادها الصغيرة. تجذب الكثير من الزوار، باعتبارها من الأماكن المثيرة للدهشة.