مسؤول يمني: وسطاء نقلوا للحكومة رغبة الانقلابيين في تسليم الحديدة

مسؤول يمني: وسطاء نقلوا للحكومة رغبة الانقلابيين في تسليم الحديدة
TT

مسؤول يمني: وسطاء نقلوا للحكومة رغبة الانقلابيين في تسليم الحديدة

مسؤول يمني: وسطاء نقلوا للحكومة رغبة الانقلابيين في تسليم الحديدة

كشف مسؤول يمني، أن حكومة بلاده تلقت عبر وسطاء دوليين، رغبة الانقلابيين في تسليم مدينة الحديدة ومينائها الواقع في إقليم تهامة، بشرط وقف العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الوطني المدعوم من قوات التحالف العربي.
وقال ناصر دعقين، وكيل محافظة حجة ومسؤول الإسناد للمقاومة الشعبية في إقليم تهامة، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن «الانقلابيين أبدوا عبر وسطاء رغبتهم في تسليم المدينة للحكومة الشرعية وقوات التحالف»، موضحاً أن هذه الرغبة لا تكفي إن لم توجد ضمانات حقيقية وتعهدات من الدول الراعية لهذه العملية، وتحديد فترة خروج الانقلابيين من المدينة. وتابع: «الحكومة لن تدخل في مثل هذه المهاترات التي لا تخدم مصالح الشعب اليمني وتحديداً سكان إقليم تهامة».
وأكد دعقين، أنه لا يوجد ما يعيق هذا التحرك، والحكومة تقبل تسليم الحديدة سلمياً للشرعية والتحالف العربي، وهذا سيساعد الأجهزة الحكومية في تقديم خدماتها بشكل أفضل عمّا كانت عليه، ومن ذلك توصيل المساعدات الإنسانية والضرورية لسكان الإقليم والتي كان الانقلابيون يسطون عليها تحت تهديد السلاح.
وحذّر وكيل محافظة حجة، من ألاعيب الانقلابيين في هذه المرحلة، لكسب مزيد من الوقت من خلال إطلاق رغبتهم في تسليم المدينة، لتخفيف الضغط عليهم، الذي ازداد في الآونة الأخيرة مع تقدم الجيش الوطني لعدد من الجبهات في الإقليم، موضحاً أن للحكومة وقوات التحالف العربي كثيراً من التجارب في وقف إطلاق النار، والخروج من بعض المواقع التي بدأت بشعارات ثم انقلبوا عليها.
وشدد على أهمية أن يستمر الجيش في عملياته القتالية والتقدم في الجبهات الرئيسية، وألا يتوقف خصوصاً في جبهة الحديدة التي تعتمد عليها الميليشيات في التهريب، والاستفادة من الميناء، ما لم يكن هناك تعهد واضح تكفله دول إقليمية أو منظمات دولية بخروج الانقلابيين خلال فترة زمنية محددة.
وأشار دعقين، إلى اللقاءات التي تجري على مستوى عالٍ بين الوجهاء والمشايخ وقيادات إقليم تهامة مع قيادات في قوات التحالف العربي والجيش الوطني، وتحديداً القيادة في المنطقة العسكرية الخامسة، لبلورة جملة من المواضيع الرئيسية، لافتاً إلى أن هذه الاجتماعات ترتب لعملية عسكرية واسعة لتحرير مدينة الحديدة يتوقع تنفيذها خلال الأيام المقبلة.
وأضاف أن الانقلابيين يدركون مدى تضييق الخناق عليهم من جميع الجهات العسكرية والسياسية، فسارعوا إلى إيجاد مخرج وإن كان مؤقتاً، يوقف هذه الأعمال، خصوصاً أن هذه التحركات تأتي بالتزامن مع وصول دعم عسكري للجيش في مناطق التماس مع الميليشيات في إقليم تهامة، إضافة إلى أن الجيش الوطني حرّك لواءين من جبهتين مختلفتين لدعم المنطقة العسكرية الخامسة، وهذا يربك حسابات الميليشيات التي تواجه الضربات من داخل الإقليم، من خلال الأعمال التي تنفذها المقاومة في محافظتي حجة والحديدة، التي نجحت في تكبيد الميليشيات خسائر كبيرة، يضاف لها التحرك الخارجي.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».