غموض حول أسباب انسحاب محامية وليد بن عطاش

في جلسات محاكمة مرتكبي هجمات سبتمبر أثارت قضية تضارب المصالح

رسم لـخالد شيخ محمد (يمين) ووليد بن عطاش خلال مثولهما أمام المحكمة العسكرية في غوانتانامو («الشرق الأوسط»)
رسم لـخالد شيخ محمد (يمين) ووليد بن عطاش خلال مثولهما أمام المحكمة العسكرية في غوانتانامو («الشرق الأوسط»)
TT

غموض حول أسباب انسحاب محامية وليد بن عطاش

رسم لـخالد شيخ محمد (يمين) ووليد بن عطاش خلال مثولهما أمام المحكمة العسكرية في غوانتانامو («الشرق الأوسط»)
رسم لـخالد شيخ محمد (يمين) ووليد بن عطاش خلال مثولهما أمام المحكمة العسكرية في غوانتانامو («الشرق الأوسط»)

شهدت الجلسة الصباحية للجلسات التحضيرية التي تعقدها اللجنة العسكرية في معسكر غوانتانامو بكوبا أمس، كثيرا من الجدل والنقاش حول تضارب مصالح تواجه المحامية شيريل بورمان التي تمثل فريق الدفاع عن المتهم وليد بن عطاش، مما يضطرها إلى الانسحاب من القضية إذا لم يتم الفصل في هذا التضارب.
وأشارت مصادر لـ«الشرق الأوسط»»، راقبت تلك الجلسة التي استمرت ساعتين أمس، إلى أن المحامية شيريل بورمان طلبت من القاضي جيمس بول الذي يرأس اللجنة العسكرية القضائية اللقاء بشكل منفرد لشرح تضارب المصالح التي اكتشفته خلال تقارير ومعلومات حصلت عليها في اليوم السابق، مما يؤثر على استمرارها في الدفاع عن بن عطاش.
وأعلن القاضي جيمس بول، أنه لا يرى أي تضارب حقيقي في المصالح يمنع المحامية بورمان من الاستمرار في الدفاع عن بن عطاش، لكن المحامية أشارت إلى أن لديها بيانات ومعلومات ستكشف عنها في الجلسات اللاحقة، حول تضارب المصالح واضطرارها إلى الانسحاب من القضية. واضطر القاضي إلى تأجيل نظر قضية بن عطاش للفصل في أمر فريق الدفاع وانسحاب المحامية.
وكانت الجلسة الصباحية للجنة العسكرية قد بدأت في التاسعة صباحا أمس (الاثنين)، وتستمر لمدة أربعة أيام في جلسات صباحية ومسائية، وقد حضر المتهمون الخمسة (خالد شيخ محمد، ووليد بن عطاش، ورمزي بن الشيبة، وعمار البلوشي، ومصطفي أحمد الحوسوي) الجلسة الصباحية في قاعدة المحكمة إلى جوار فريق الدفاع عنهم، كما شارك في حضور الجلسات بعض أهالي ضحايا هجمات سبتمبر لمتابعة إجراءات المحاكمة.
وظهر المعتقلون الخمسة - وفقا للمصادر - يرتدي كل منهم جلبابا أبيض وغطاء للرأس، وبعضهم ارتدى وشاحا حول الرقبة، حيث جلس كل متهم في طرف طاولة داخل المحكمة بجوار فريق دفاعه، وهي المحكمة التي أقامها البنتاغون بتكلفة 12 مليون دولار، وبتقنيات تكنولوجية عالية وتحوي خمس طاولات على الجانبين. ولم يبد أي اضطراب على المتهمين، وحرص كل متهم على تدوين بعض الملاحظات في ورقة صغيرة لديه.
ورأس الجنرال مارك مارتنز فريق المدعين العامين في القضية، وعددهم تسعة مدعين، أما فريق الدفاع فقد حضر المحامي ديفيد نيفين ممثلا لخالد شيح محمد، والمحامية شيريل بورمان ممثلة عن وليد بن عطاش، والمحامي جيمس هارينغتون لرمزي بن الشيبة، وجيمس كونيل ممثلا عن عمار البلوشي، ووالتر رويز ممثلا عن مصطفى الحوسوي.
ويواجه المتهمون الخمسة سبعة تهم، وهي التآمر في تخطيط الهجمات مع أسامة بن لادن وغيره من كبار قادة تنظيم القاعدة وخاطفي الطائرات في 11 سبتمبر، والهجوم على مدنيين، وارتكاب جرائم القتل للمدنيين في انتهاك لقوانين الحرب، وتهمة الإرهاب، ووجهت صحيفة الاتهام لكل من محمد بن عطاش وبن الشيبة والبلوشي تهم اختطاف أربع طائرات (اثنتان أصابتا برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، والثالثة أصابت البنتاغون، والرابعة تحطمت في ريف بنسلفانيا) وقتلت تلك الهجمات 2976 شخصا.
وقد أسقط القاضي العسكري جيمس بول في أبريل (نيسان) الماضي تهمة مهاجمة المباني المدنية وتهمة تدمير الممتلكات، ولذا يواجه المتهمون الخمسة خمسة اتهامات (التآمر، ومهاجمة مدنيين، وقتل مدنيين، وخطف طائرات، والإرهاب)، ما لم يناقش أعضاء النيابة العامة وممثلو الدفاع إضافة تهم مهاجمة المباني المدنية وتدمير الممتلكات مرة أخرى خلال الجلسات التحضيرية القادمة التي يتم فيها الاتفاق على الوثائق والشهود والأدلة والمحلفين وغيرها من الخطوات القانونية.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.