{المركزي} السوداني يسابق الزمن لعلاج «ثغرات التحويلات»

{المركزي} السوداني يسابق الزمن لعلاج «ثغرات التحويلات»
TT

{المركزي} السوداني يسابق الزمن لعلاج «ثغرات التحويلات»

{المركزي} السوداني يسابق الزمن لعلاج «ثغرات التحويلات»

وجه بنك السودان المركزي المصارف التجارية في البلاد، بالاستعداد لمرحلة ما بعد رفع الحصار الأميركي في 12 يونيو (حزيران) المقبل، وذلك باستخدام التقنيات المصرفية المتطورة، التي تتعامل بها البنوك العالمية.
ويأتي توجيه بنك السودان، بعد عملية «تجريبية» بدأت منذ شهر أبريل (نيسان) الماضي، ضمن استعدادات الجهاز المصرفي لتنفيذ عمليات واستقبال تحويلات بالعملات الأجنبية، وذلك عقب سنوات من وقف التعاملات المصرفية الدولية منذ فرض الحظر الأميركي قبل نحو 20 عاماً.
وبرزت خلال فترة التجربة تعقيدات تواجه التطبيق الفعلي للتحويلات المالية العالمية، مما دعا المركزي إلى تنظيم ورشة عمل كبرى أول من أمس، حضرها مديرو عموم البنوك وأعضاء مجالس إدارات البنوك وممثلو المؤسسات المالية والإقليمية، لمناقشة المعالجات المطلوبة في السياسات المالية والنقدية، والتحديات والفرص التي تواجه المصارف السودانية، في فترة ما بعد الحظر، خصوصاً ضعف استخدام التقنية المصرفية العالمية وضعف العلاقات المصرفية بين المؤسسات المالية الإقليمية العالمية والبنوك السودانية. وأكدت الورشة ضرورة توفير التقنية للبنك المركزي نفسه لتمكينه من السيطرة على حجم السيولة بالمصارف، ومعرفتها بصورة محددة، وتسهيل الرقابة، ومنع الممارسات السالبة المتمثلة في الاحتيال والمخالفات المرتبطة بالتعاملات المالية.
ودعت الورشة، التي شاركت فيها أكاديمية السودان للعلوم المصرفية وشركة الخدمات المصرفية الإلكترونية، المصارف، لإعداد استراتيجية واضحة لتقنية المعلومات، والاستعداد مبكراً لرفع الحظر عبر الاستفادة من المواقع التقنية المتطورة، وخلق علاقات عمل تجاري واسعة مع الشركات العالمية.
واعتبر مدير شركة الخدمات المصرفية حسن عمرابي، أن الجانب التقني يعد أحد المطلوبات الملحة التي يجب على القطاع المصرفي بالسودان الانتباه لها، مشيراً إلى أن واقع التحويلات المصرفية الآن بالسودان يؤكد غياب الاندماج العالمي في محور تقنية المعلومات.
وبيّن أن أغلب المنتجات والتقنيات المتطورة هي أميركية، وللحكومة الأميركية دور في توجيهها لمختلف الدول، مما صعب من دخولها للسودان في فترة سريان الحظر والعقوبات الأميركية على البلاد.
من جهته، توقع الخبير المصرفي الدكتور الفاتح شاع الدين تحقيق الاقتصاد السوداني فوائد كثيرة في حال رفع الحظر كلياً، متوقعاً زيادة نشاط هيئة المعونة الأميركية والمؤسسات الأوروبية، مشيراً إلى أن ذلك سيسهم بشكل كبير في زيادة التحويلات المصرفية وتدفقها من مؤسسات التمويل. وشدد على ضرورة حشد الموارد المحلية، ووصفها بأنها الأساس ثم بعدها دور مهم للاستثمارات الأجنبية، داعياً لاتباع سياسات تؤدي للاستقرار الاقتصادي الكلي وتحقيق تنمية شاملة تستهدف مكافحة الفقر. وتوقع مزيداً من الانفتاح لنوافذ التمويل الخارجية مثل البنك الدولي وأذرعه، وبنك التنمية الأفريقي.



بكين توسع خطة «المقايضة الاستهلاكية» لإحياء النمو الاقتصادي

بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)
بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)
TT

بكين توسع خطة «المقايضة الاستهلاكية» لإحياء النمو الاقتصادي

بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)
بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)

أضافت الصين المزيد من الأجهزة المنزلية إلى قائمة المنتجات التي يمكن استخدامها في خطة «المقايضة الاستهلاكية»، وستقدم إعانات إضافية للسلع الرقمية هذا العام، في محاولة لإحياء الطلب في قطاع الأسر الراكد.

وستشمل خطة المقايضة للأجهزة المنزلية أفران الميكروويف وأجهزة تنقية المياه وغسالات الأطباق وأواني الطهي هذا العام، وفقاً لوثيقة صادرة عن أعلى هيئة تخطيط للدولة ووزارة المالية يوم الأربعاء. ويمكن أن تحصل الهواتف الجوالة وأجهزة الكمبيوتر اللوحية والساعات الذكية والأساور التي تقل قيمتها عن 6000 يوان على إعانات بنسبة 15 في المائة.

ولم يحدد البيان التكلفة الإجمالية للحوافز، لكن مسؤولاً بوزارة المالية قال في مؤتمر صحافي يوم الأربعاء إن الحكومة خصصت حتى الآن 81 مليار يوان (11.05 مليار دولار) لتبادل السلع الاستهلاكية لدعم الاستهلاك في عام 2025.

وتشكل التدابير الجديدة جزءاً من خطة أوسع لتحفيز النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم في عام 2025، حيث أدت أزمة العقارات الشديدة إلى تآكل ثروة المستهلكين والإضرار بإنفاق الأسر. وكان قطاع المستهلكين المتعثر في الصين نقطة ألم خاصة للاقتصاد مع مطالبة المحللين ومستشاري السياسات باتخاذ تدابير عاجلة لتحفيز الأسر على الإنفاق مرة أخرى.

وقال شو تيان تشن، كبير الاقتصاديين في وحدة «إيكونوميك إنتليجينس»: «نتوقع أن يتضاعف إجمالي الدعم إلى 300 مليار يوان في عام 2025. وهذا يمثل إلى حد ما تحولاً سياسياً نحو المزيد من الاستهلاك». وأضاف أن الإعانات الأكثر محدودية للهواتف والأجهزة اللوحية، بأقل من 500 يوان لكل عنصر، تشير إلى أن بكين لا تنوي دعم الأغنياء للإنفاق الباهظ.

وفي العام الماضي، خصصت الصين نحو 150 مليار يوان من إصدار سندات الخزانة الخاصة بقيمة تريليون يوان لدعم استبدال الأجهزة القديمة والسيارات والدراجات وغيرها من السلع. وقال المسؤولون إن الحملة «حققت تأثيرات إيجابية».

وقال لي غانغ، المسؤول بوزارة التجارة، في نفس المؤتمر الصحافي، إن الحملة أسفرت عن مبيعات سيارات بقيمة 920 مليار يوان ومبيعات أجهزة منزلية بقيمة 240 مليار يوان في عام 2024.

ومع ذلك، لم يجد المستثمرون الكثير من الطموح في إعلانات يوم الأربعاء، حيث انخفض مؤشر أسهم الإلكترونيات الاستهلاكية في الصين بنسبة 3.2 في المائة بحلول استراحة منتصف النهار.

وقال مسؤول في هيئة تخطيط الدولة الأسبوع الماضي، إن الصين ستزيد بشكل حاد التمويل من سندات الخزانة طويلة الأجل في عام 2025 لتحفيز ترقيات المعدات ونظام مقايضة السلع الاستهلاكية. وفي العام الماضي، خصصت الصين ما مجموعه 300 مليار يوان لهذه المبادرات.

وقال تشاو تشين شين، نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح - الجهة المسؤولة عن التخطيط الحكومي - يوم الأربعاء، إن أرقام التمويل للخطط ستصدر خلال الاجتماع البرلماني السنوي في مارس (آذار) المقبل.

وتعهد كبار القادة الصينيين بتعزيز الاستهلاك «بقوة» وتوسيع الطلب المحلي «في جميع الاتجاهات» هذا العام. وذكرت «رويترز» الأسبوع الماضي أن ملايين العاملين الحكوميين في جميع أنحاء الصين حصلوا على زيادات في الأجور، كجزء من الجهود الرامية إلى تعزيز الاستهلاك.

وقال لين سونغ، كبير خبراء اقتصاد الصين في «آي إن جي»: «نتوقع أن تساعد السياسة الأكثر دعماً في انتعاش نمو مبيعات التجزئة في عام 2025 مقارنة بعام 2024. وسيعتمد تعافي استهلاك الأسر على استقرار أسعار الأصول، بالإضافة إلى تحسن الثقة في آفاق التوظيف».

ووفقاً لوثيقة السياسة، ستزيد الصين أيضاً الأموال من إصدار سندات الخزانة الخاصة طويلة الأجل لدعم ترقيات المعدات في المجالات الرئيسة. وستشمل الحملة الآن المعدات المستخدمة في قطاعي تكنولوجيا المعلومات والزراعة، مع التركيز على المعدات المتطورة والذكية والخضراء.

وعلى أساس دعم بنسبة 1.5 نقطة مئوية على أسعار الفائدة على قروض ترقية المعدات التي يتم الحصول عليها من البنوك، قالت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح إنها سترتب أيضاً أموالاً من سندات الخزانة لخفض تكاليف تمويل الشركات بشكل أكبر.

ورتب البنك المركزي مرفق إعادة الإقراض المنخفض التكلفة بقيمة 400 مليار يوان لدعم ترقيات المعدات. وقال سونغ إن الوثيقة تشير إلى أن القطاعات الصناعية عالية التقنية بالإضافة إلى تصنيع معدات النقل من المرجح أن تستفيد، مما يساعد هذه القطاعات على البناء على الزخم القوي في العام الماضي.