تراشق اتهامات بين عمان وتل أبيب حول مقتل أردني في إسرائيل

تراشق اتهامات بين عمان وتل أبيب حول مقتل أردني في إسرائيل
TT

تراشق اتهامات بين عمان وتل أبيب حول مقتل أردني في إسرائيل

تراشق اتهامات بين عمان وتل أبيب حول مقتل أردني في إسرائيل

في خطوة نادرة في العلاقات بين البلدين، هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الحكومة الأردنية بسبب بيانها المعادي لإسرائيل، في أعقاب مقتل المواطن الأردني محمد سكجي (57 عاما)، في البلدة القديمة في القدس، أول من أمس، رميا بالرصاص.
وأوضح بيان نتنياهو أن المواطن الأردني المذكور لم يقتل لكونه سائحا أردنيا، بل بعدما أقدم على طعن شرطي إسرائيلي بالسكين في القسم العلوي من جسده، وإصابته بإصابات متوسطة نقل إثرها إلى المستشفى للعلاج، كما أصيب شخص آخر تواجد في موقع الحادث، بجراح طفيفة في يده.
وبحسب بيان الشرطة، كان سكجي يتجول في شارع باب السلسلة في القدس، حين صادف الشرطي، فهاجمه وطعنه عدة طعنات بسكين كان يحملها. وقد حاول شخصان مساعدة الشرطي في السيطرة عليه، لكن، وحين لاحظ الشرطي أنه لا يزال يصارعه وهو يحمل سكينا في يده ويصمم على قتله، نجح الشرطي، رغم إصابته بجراح، في سحب سلاحه وإطلاق النار عليه.
وحملت الحكومة الأردنية المسؤولية لإسرائيل حول مقتله. إذ قال وزير الإعلام الأردني محمد المومني أول من أمس، معقبا على العملية، إن مقتل محمد سكجي، هو «جريمة» والأردن يطالب إسرائيل بتوضيحات حول ظروف الحادثة.
وردّ بيان مكتب نتنياهو قائلا: «من المثير للغضب أن نسمع هذا التأييد الذي أظهره الناطق بلسان الحكومة الأردنية للعملية الإرهابية في البلدة القديمة في القدس، وهناك مقطع فيديو مأخوذ من كاميرات المراقبة يظهر بشكل واضح سائحا أردنيا يطعن شرطيا إسرائيليا بالسكين. لقد آن الأوان ليتوقف الأردن عن ممارسة هذه اللعبة المزدوجة. وكما تدين إسرائيل العمليات الإرهابية التي تحصل في الأردن، على الأردن أن يدين العمليات الإرهابية التي تقع في إسرائيل. إن الإرهاب هو الإرهاب، بغض النظر عن منفذيه».
من جهتها أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن تحقيقاتها أظهرت أن سكجي وصل إلى إسرائيل قبل عدة أيام عبر تأشيرة سياحية، حصل عليها مع مجموعة سياحية من الأردن. وأنها تحقق حاليا في إمكانية أن تكون له دوافع شخصية أو نفسية دفعته لتنفيذ العملية. وبحسب مصادر فلسطينية، فقد قامت الشرطة بمداهمة الفندق الذي نزل فيه سكجي، وقامت بتوقيف أحد منظمي الرحلة.
وكان المواطن الأردني سكجي قد غادر الأردن عبر معبر الشيخ حسين شمال البلاد مؤخرا، بتأشيرة سياحية إسرائيلية ولم يعد مع المجموعة السياحية التي كان برفقتها. وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال أغلقت بابي العامود والساهرة (من أبواب القدس القديمة) في الوقت الذي وصلت تعزيزات عسكرية وشرطية إلى المنطقة، والتي اعتدت على المواطنين قبل أن تعتقل شابا.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.