احتدام المعارك في القابون... والنظام يبدأ عمليات «التهجير القسري»

معارك عنيفة شهدتها الجهة الجنوبية الشرقية من حي القابون، شمال شرق العاصمة السورية دمشق فجر اليوم (الأحد) (رويترز)
معارك عنيفة شهدتها الجهة الجنوبية الشرقية من حي القابون، شمال شرق العاصمة السورية دمشق فجر اليوم (الأحد) (رويترز)
TT

احتدام المعارك في القابون... والنظام يبدأ عمليات «التهجير القسري»

معارك عنيفة شهدتها الجهة الجنوبية الشرقية من حي القابون، شمال شرق العاصمة السورية دمشق فجر اليوم (الأحد) (رويترز)
معارك عنيفة شهدتها الجهة الجنوبية الشرقية من حي القابون، شمال شرق العاصمة السورية دمشق فجر اليوم (الأحد) (رويترز)

شهدت الجهة الجنوبية الشرقية من حي القابون شمال شرقي العاصمة دمشق فجر اليوم (الأحد) اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وفصائل المعارضة، بعد رفضها التسليم ومغادرة الحي إلى ريف إدلب.
وذكرت مصادر إعلامية مقربة من النظام لوكالة الأنباء الألمانية أن: «قوات النظام نفذت عملية عسكرية محدودة على مواقع انتشار فصائل المعارضة باتجاه شركة الكهرباء في حي القابون، بعد رفضها الاتفاق الذي تم التوصل إليه أمس، والقاضي بخروج مسلحي المعارضة من حي القابون إلى إدلب».
ولفتت المصادر إلى أن العملية العسكرية لا تزال مستمرة ضد المعارضة الرافضة للاتفاق الذي يسعى للضغط عليها والرضوخ للأمر الواقع، متوقعاً انتهاء العملية خلال الساعات القليلة المقبلة، بسبب عدم قدرة المجموعات المعارضة عن المقاومة والصمود في ظل الوضع الراهن ومحاصرتها من جميع الجهات.
وفي سياق تنفيذ الاتفاق، وصلت إلى محيط حي القابون عشرات الباصات لنقل المسلحين من الحي باتجاه إدلب، في حين سيتم نقل كثير منهم باتجاه منطقة حرجلة في الكسوة جنوب العاصمة دمشق لتسوية أوضاعهم.
*بدء عملية الإخلاء
بدأت عملية إخلاء حي القابون من مسلحي المعارضة، حسبما أفاد إعلام النظام، ما يمهد لتحقيق هدف النظام السوري بالقضاء على أي وجود مسلح في العاصمة.
وتم إيقاف العمليات العسكرية في حي القابون بعد أن أعلنت المعارضة قبولها باتفاق يقضي برحيل عناصرها من الحي.
وفي وقت مبكر السبت تقدمت قوات النظام داخل القابون لتبسط سيطرتها على ثمانين في المائة من الحي، بحسب المرصد.
وتمكن مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في داخل الحي، اليوم (الأحد) من مشاهدة عشر حافلات تتقل المسلحين وعائلاتهم.
ويأتي اتفاق القابون بعد اتفاق مشابه هذا الأسبوع لإخلاء مناطق مجاورة في حيي برزة وتشرين الدمشقيين اللذين تسيطر عليهما المعارضة منذ 2012.
ونقل الإعلام «بدء خروج أول دفعة من مسلحي القابون». فيما أكد ناشط محلي بدء العملية.
وذكر عدي عودة لوكالة الصحافة الفرنسية «إن الباصات تتجهز»، مشيراً إلى أنها «تقف في مناطق سيطرة النظام».
وأضاف الناشط «إنهم يقومون بتسجيل أسماء الأشخاص الراغبين في الخروج من الحي».
وغادر الجمعة أكثر من 1200 شخص، أكثر من نصفهم من المعارضة، برزة وتشرين باتجاه إدلب.
وتعتبر عمليات الإخلاء هذه، الأخيرة في سلسلة من الاتفاقات بين النظام والمعارضة السورية، حيث يتم توفير ممر آمن للعناصر مقابل رحيلهم دون قتال.
وانتقدت الأمم المتحدة عمليات الإخلاء التي تعتبرها المعارضة السورية «تهجيراً قسرياً»، وتتهم النظام السوري بالسعي إلى إحداث «تغيير ديموغرافي» في البلاد.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.