مقتل 3 من الجيش الليبي في انفجار شرق البلاد

فرنسا تتهم حكومة الوفاق بتهريب أسلحة

جندي بالجيش الوطني الليبي (رويترز)
جندي بالجيش الوطني الليبي (رويترز)
TT

مقتل 3 من الجيش الليبي في انفجار شرق البلاد

جندي بالجيش الوطني الليبي (رويترز)
جندي بالجيش الوطني الليبي (رويترز)

قال مصدر عسكري، اليوم (السبت)، إن ثلاثة عناصر من الجيش الليبي لقوا حتفهم، أمس (الجمعة)، في انفجار لغم أرضي بمحور ظهر الأحمر جنوب غربي بلدة درنة شرق البلاد.
وأضاف المصدر، الذي لم تتم تسميته، في تصريحات لموقع بوابة الوسط الإخباري، أن عدداً من الجنود أصيبوا أيضاً جراء الانفجار ويتلقون العلاج.
من جهة أخرى، هزت ثلاثة انفجارات قوية ليلة أمس العاصمة الليبية طرابلس، حيث تصاعد الدخان وألسنة اللهب من حديقة الحيوان بمنطقة أبو سليم بالعاصمة طرابلس، التي تتخذها مجموعة مسلحة تعرف باسم «ميليشيا غنيوة» مقراً لها.
وذكر المركز الإعلامي لعملية «فخر ليبيا»، إنها (العملية) استهدفت معاقل ميليشيا المدعو عبد الغني الككلي، التي تعرف باسم «ميليشيا غنيوة»، بالهاون وبعض الأسلحة الثقيلة، مؤكدة أنها وجهت بعض الإصابات الدقيقة والمباشرة لمخزن الأسلحة داخل الحديقة.
وحذر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني من محاولة بعض الأطراف، التي لم يسمِّها إدخال العاصمة «في دوامة جديدة من العنف ليتسنى لهم تحقيق مصالح خاصة يعجزون عن تحقيقها دون فوضى وإشهار السلاح»، وفقاً لبيان أصدره المجلس.
وأكد المجلس الرئاسي: «لا رجعة عن الوفاق والتوافق بين الليبيين وعن مهمته في التمهيد للانتقال السلمي إلى دولة مدنية ديمقراطية دولة المؤسسات والقانون».
من جانبه، قال مصدر بطرابلس لـ«بوابة الوسط» إن البوابات الأمنية انتشرت في مداخل العاصمة طرابلس، الشرقية منها والجنوبية، بعد تحريك مجموعات مسلحة مناوئة للاتفاق السياسي قواتها في مناطق وادي الربيع وصلاح الدين وقرب مطار طرابلس، وهناك خشية حقيقية من وقوع صدام بين التشكيلات العسكرية المؤيدة لحكومة الوفاق والأخرى الرافضة لها، حيث يسمع سكان بعض أحياء العاصمة من حين لآخر أصوات إطلاق نار لفترة قصيرة.
يُذكَر أن ليبيا تشهد انفلاتاً أمنياً منذ الإطاحة بالعقيد معمر القذافي، وقتله في عام 2011، إضافة إلى تنازع ثلاث حكومات على إدارتها، وهي حكومة الوفاق الوطني المدعومة دولياً، والحكومة المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب المنتخب، وحكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته.
وفي سياق منفصل، اتهمت فرنسا حكومة الوفاق الليبية المدعومة من الأمم المتحدة بتقويض حظر السلاح الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا.
وذكرت مجلة «دير شبيغل» الألمانية في تقرير لها، اليوم (السبت)، أن الحكومة الليبية في طرابلس تهرّب على ما يبدو أسلحة لميليشيات صديقة أو جماعات متشددة.
وجاء في تقرير المجلة أن جنود مهمة «صوفيا» البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي أوقفوا عدة مرات القارب المستخدم في تهريب هذه الأسلحة.
وذكرت المجلة أن فرنسا طرحت هذا الموضوع للنقاش في لجنة السياسة والأمن التابعة للاتحاد الأوروبي في 25 أبريل (نيسان) الماضي.
وينطلق من السواحل الليبية يومياً مهاجرون من أفريقيا والشرق الأوسط إلى إيطاليا. ويحاول الاتحاد الأوروبي عبر مهمة «صوفيا» مكافحة عصابات تهريب البشر والسلاح، وتأسيس قوات ليبية لخفر السواحل وإنقاذ المهاجرين من الغرق.
وبحسب الوصف الفرنسي، تستخدم الحكومة الليبية لتهريب الأسلحة من مصراتة إلى بنغازي، قارب «لوفي» أو «اللوفي»، وهو عبارة عن قارب صيد كبير يبلغ عدد طاقمه نحو 15 رجلاً.
وذكرت المجلة أن القارب كان يُنقل على متنه بنادق آلية وأسلحة أخرى خلال عمليات نقل الجرحى. كما عثر جنود مهمة «صوفيا» على ألغام وقاذفات صواريخ على متن زورق إلى آخر.
وبحسب تقرير المجلة، لم يوقف قائد مهمة «صوفيا» الأدميرال الإيطالي إنريكو كريديندينو قارب «لوفي» لأنه يسير في البحر بتكليف من حكومة الوفاق الليبية، وبالتالي يتمتع بالحصانة.
وعزا دبلوماسيون موقف كريديندينو إلى رغبة إيطاليا في الحفاظ على حكومة الوفاق في طرابلس.
وبحسب تقرير «دير شبيغل»، تمكنت فرنسا بدعم من ألمانيا من دفع طرابلس إلى وضع قائمة بجميع القوارب التي تتمتع بالحصانة لتبعيتها للحكومة.



«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
TT

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)

استهلت الجماعة الحوثية السنة الميلادية الجديدة بإطلاق حملات جباية استهدفت التجار وأصحاب ورؤوس الأموال في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بغية إجبارهم على دفع الأموال لتمويل احتفالات الجماعة بما تسميه «جمعة رجب».

وتزعم الجماعة الحوثية أن دخول اليمنيين في الإسلام يصادف أول جمعة من شهر رجب الهجري، ويستغلون المناسبة لربطها بضرورة الولاء لزعيمهم عبد الملك الحوثي تحت ادعاء أن نسبه يمتد إلى علي بن أبي طالب الذي أدخل اليمنيين في الإسلام قبل أكثر من 14 قرناً هجرياً. وفق زعمهم.

وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن مشرفين حوثيين برفقة عربات ومسلحين يتبعون عدة مكاتب تنفيذية تابعة للجماعة، نفذوا حملات واسعة ضد متاجر ومؤسسات تجارية في عدة مديريات في المدينة، وأجبروا ملاكها على دفع جبايات، بينما أغلقوا عدداً من المتاجر التي رفض ملاكها التبرع.

وأكدت المصادر أن الانقلابيين شرعوا في توسيع أنشطتهم الاستهدافية في تحصيل الإتاوات أكثر مما كان عليه قبل أشهر ماضية، حيث لم تستثنِ الجماعة حتى صغار التجار والباعة المتجولين والسكان الأشد فقراً.

الانقلابيون سيطروا بالقوة على مبنى الغرفة التجارية في صنعاء (إعلام محلي)

وفي ظل تجاهل الجماعة المستمر لفقر السكان في مناطق سيطرتها، أقرت ما تسمى اللجنة العليا للاحتفالات والمناسبات في اجتماع لها بصنعاء، إطلاق برنامج الفعاليات المصاحب لما يُسمى ذكرى «جمعة رجب»، بالتوازي مع بدء شنّ حملات جباية على التجار والسكان الذين يعانون من ظروف معيشية حرجة.

وهاجم بعض السكان في صنعاء كبار قادة الجماعة لجهة انشغالهم بابتكار مزيد من الفعاليات ذات المنحى الطائفي وتخصيص ميزانية ضخمة لأعمال الدعاية والإعلان، ومكافآت ونفقات لإقامة الندوات وتحركات مشرفيها أثناء حشد الجماهير إليها.

وكانت تقارير محلية اتهمت في وقت سابق قيادات حوثية بارزة في الجماعة يتصدرهم حمود عباد وخالد المداني بجباية مليارات الريالات اليمنية من موارد المؤسسات الحكومية الخاضعة لسلطات الجماعة في صنعاء، لافتة إلى أن معظم المبالغ لم يتم توريدها إلى حسابات بنكية.

تعميم صوري

في حين زعمت وسائل إعلام حوثية أن تعميماً أصدره القيادي في الجماعة حمود عباد المعين أميناً للعاصمة المختطفة، يقضي بمنع إغلاق أي محل أو منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ ما سماها «الإجراءات القانونية»، نفى تجار وأصحاب مؤسسات تجارية بصنعاء توقّف عناصر الجماعة عن مداهمة متاجرهم وإغلاقها بعد رفضهم دفع جبايات.

تجمع للمارة في صنعاء أثناء محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)

وفي مسعى لتلميع صورتها عقب حملات التعسف كانت الجماعة أصدرت تعميماً يُلزِم قادتها في عموم المديريات والمكاتب التنفيذية في صنعاء بعدم إغلاق أي منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ «الإجراءات اللازمة».

وحض التعميم الانقلابي كل الجهات على «عمل برامج شهرية» لتنفيذ حملات نزول ميداني لاستهداف المتاجر، مرة واحدة كل شهر عوضاً عن تنفيذ حملات نزول يومية أو أسبوعية.

واعترفت الجماعة الحوثية بوجود شكاوى لتجار وملاك منشآت تجارية من قيام مكاتب تنفيذية في صنعاء بتحصيل مبالغ مالية غير قانونية منهم بالقوة، وبإغلاق مصادر عيشهم دون أي مسوغ قانوني.

توسيع الاستهداف

اشتكى تُجار في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من تصاعد كبير في حملات الاستهداف وفرض الإتاوات ضدهم عقب صدور تلك التعليمات التي يصفونها بـ«غير الإلزامية».

ويتهم عدد من التجار القياديَين حمود عباد وخالد المداني، والأخير هو مشرف الجماعة على المدينة، بتكثيف الأنشطة القمعية بحقهم وصغار الباعة وإرغامهم في كل حملة استهداف على دفع جبايات مالية مقابل السماح لهم بمزاولة أنشطتهم التجارية.

الحوثيون يستهدفون المتاجر والشركات لإجبارها على دفع الأموال (إعلام حوثي)

ويتحدث (أحمد.و)، مالك محل تجاري بصنعاء، عن استهداف متجره بسوق شعبي في حي السنينة بمديرية معين بصنعاء من قِبَل حملة حوثية فرضت عليه دفع مبلغ مالي بالقوة بحجة تمويل مناسبة «جمعة رجب».

وذكر أن عناصر الجماعة توعدته بالإغلاق والاعتقال في حال عدم تفاعله مع مطالبها غير القانونية.

وتحدث أحمد لـ«الشرق الأوسط»، عن إغلاق عدد من المتاجر في الحي الذي يعمل فيه من قِبَل مسلحي الجماعة الذين قال إنهم اعتقلوا بعض ملاك المحلات قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد أن رضخوا لدفع الجبايات.