عشائر عربية في نينوى تعلن تأييدها لاستقلال كردستان العراق

رئيس قبيلة الجبور: الدولة الكردية ستنقذ الشرق الأوسط من الخطر الإيراني

عشائر عربية في نينوى تعلن تأييدها لاستقلال كردستان العراق
TT

عشائر عربية في نينوى تعلن تأييدها لاستقلال كردستان العراق

عشائر عربية في نينوى تعلن تأييدها لاستقلال كردستان العراق

أعلنت عشائر عربية في العراق تأييدها لإجراء الاستفتاء في إقليم كردستان والمناطق الكردستانية خارج إدارة الإقليم (المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد)، مطالبة بضم مناطقها المجاورة لكردستان إلى الدولة الكردية التي ستؤسس بعد عملية الاستفتاء على استقلال التي يستعد الإقليم لتنظيمها الخريف المقبل.
وقال المتحدث باسم العشائر العربية في محافظة نينوى، الشيخ مزاحم الحويت، لـ«الشرق الأوسط»: «نحن كعشائر عربية في محافظة نينوى وفي كافة المناطق الكردستانية والقرى العربية المجاورة لهذه المناطق، لدينا طلب موقع من قبل أكثر من 250 ألف شخص من أبناء العشائر العربية السنية القاطنة في هذه المناطق والقرى، يطالبون فيها بالانضمام إلى إقليم كردستان، فهؤلاء العرب هم جزء من شعب كردستان وسيصوتون بنعم لاستقلال الإقليم».
وشدد الحويت «نحن كسكان المناطق العربية التي حررتها قوات البيشمركة من (داعش) قررنا مصيرنا وهذا القرار يتمثل في انضمامنا إلى كردستان والاستعداد للمشاركة في الاستفتاء في أي وقت يحدده رئيس الإقليم مسعود بارزاني».
وتمكنت قوات البيشمركة منذ بداية أغسطس (آب) من عام 2014 وخلال مدة قياسية من تحرير كافة المناطق الكردستانية الواقعة خارج إدارة الإقليم من «داعش» وحررت العشرات من القرى والمناطق العربية الواقعة غرب دجلة وجنوب الموصل أيضا، وأمنتها وطهرتها من العبوات الناسفة والمتفجرات التي زرعها التنظيم، ومن ثم ساعدت سكانها على العودة إليها وممارسة حياتهم الطبيعية.
بدوره، بين شيخ قبيلة الجبور في العراق، صباح العبد ربه، لـ«الشرق الأوسط» أن الإعلان عن تأسيس الدولة الكردية «حق مشروع للشعب الكردي، ونحن كشيوخ ووجهاء العشائر العربية في القرى العربية المحررة غرب الموصل، قدمنا في 15 مارس (آذار) الماضي قوائم ووثائق رسمية إلى الجهات المعنية في حكومة إقليم كردستان، طالبنا فيها بالمشاركة في الاستفتاء وانضمام مناطقنا إلى كردستان». ورد على تصريحات عدد من النواب العرب السنة في مجلس النواب العراقي، بالقول: «رغم ما قدمته كردستان من دعم ومساعدة للعرب السنة الذين سُلمت محافظاتهم ومناطقهم من قبل جهات عراقية إلى إرهابيي (داعش)، ورغم فتح الرئيس بارزاني أبواب الإقليم لنا ولعوائلنا بمختلف مذاهبنا وطوائفنا، واستقبالنا بحفاوة، فإن النواب العرب السنة لا يذكرون أفضال الكرد علينا في وقت حررت قوات البيشمركة بدمائها مناطقنا وقرانا، وبفضل حماية قوات البيشمركة ومجلس أمن إقليم كردستان والآسايش نعيش نحن وعوائلنا في أمان واستقرار لم نشهده من قبل أبدا». وناشد الدول العربية والمجتمع دعم وتأييد استفتاء شعب كردستان لتقرير مصيره وإعلان الاستقلال، مضيفا أن «العرب يفتخرون بالعيش في ظل هذه الدولة». وتابع: «تأسيس الدولة الكردية ستنقذ منطقة الشرق الأوسط من الخطر الإيراني، وستقطع يد إيران من هذه المنطقة وهذا هو مطلبنا نحن كعشائر عربية في العراق».
ويستعد إقليم كردستان حاليا لتنظيم الاستفتاء الشعبي على الاستقلال الذي من المقرر إجراؤه الخريف المقبل، حيث تشهد الساحة الشعبية والسياسية في الإقليم نشاطات مكثفة في هذا السياق في وقت تعمل طهران وبكل الوسائل لإفشال هذا المشروع الذي تراه تهديدا لخطواتها التوسعية في المنطقة.
من جهته، أوضح الشيخ محسن النايف الفيصل الجربا، أحد شيوخ قبيلة شمر، أن لقبيلته «علاقات تاريخية طويلة مع الشعب الكردي تمتد إلى أكثر من مائة عام، وللشعب الكردي وقيادته أفضال كثيرة على العشائر العربية، فهم حرروا مناطقنا من (داعش)، ونحن لن ننسى أن الرئيس مسعود بارزاني دفع بأعز ما لديه وهم أبناؤه للخطوط الأمامية من جبهات القتال حيث قادوا المعارك ضد (داعش) دفاعا عنا وحرروا مناطقنا. ونحن نعيش في ظل قوات البيشمركة بأمان لذا نحن نؤيد استقلال كردستان».
إلى ذلك، قال ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني في موسكو، خوشوي بابكر، أمس، إن الاستفتاء حول الاستقلال قد يجرى في أكتوبر (تشرين الأول) أو نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي. وأضاف قائلا لوكالة سبوتنيك الروسية أن إقليم كردستان العراق يجري مباحثات مع موسكو، عبر وزارة الخارجية بشأن إرسال مراقبين من روسيا للمشاركة في مراقبة الاستفتاء. وتابع: «يجري التحضير للاستفتاء في القنصليات، وممثليات كردستان العراق في الدول الأخرى، بما في ذلك في روسيا، نحن نتواصل بشكل دائم مع الخارجية الروسية، من أجل إرسال مراقبين روس إلى الاستفتاء». كما أكد أن سلطات الإقليم طلبت من الأمم المتحدة توجيه مراقبي المنظمة للمشاركة في الاستفتاء.
لكن، حسب وكالة الأنباء الألمانية، نفى نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أمس، أن تكون وزارة الخارجية الروسية قد تلقت طلباً من إقليم كردستان العراق حول إرسال مراقبين للمشاركة في عملية الاستفتاء حول الاستقلال.



هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

أكد المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، الأربعاء، أن القوات الإسرائيلية ستنسحب من المناطق الجنوبية قبل انتشار الجيش اللبناني، وذلك غداة إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وأضاف هوكستين في تصريحات تلفزيونية لوسائل إعلام لبنانية: «(حزب الله) انتهك القرار 1701 لأكثر من عقدين وإذا انتهك القرارات مجدداً سنضع الآليات اللازمة لذلك».

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» دخل حيّز التنفيذ في الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلّي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق سيسمح لبلاده التي ستحتفظ «بحرية التحرّك» في لبنان، وفق قوله، بـ«التركيز على التهديد الإيراني»، وبـ«عزل» حركة «حماس» في قطاع غزة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن اتفاق وقف النار في لبنان يجب أن «يفتح الطريق أمام وقف للنار طال انتظاره» في غزة.

وأعلن الجيش اللبناني، اليوم، أنه بدأ نقل وحدات عسكرية إلى قطاع جنوب الليطاني، ليباشر تعزيز انتشاره في القطاع، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي بدأ سريانه منذ ساعات.

وقال الجيش في بيان إن ذلك يأتي «استناداً إلى التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار (1701) الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة، والالتزامات ذات الصلة، لا سيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وأضاف أن الوحدات العسكرية المعنية «تجري عملية انتقال من عدة مناطق إلى قطاع جنوب الليطاني؛ حيث ستتمركز في المواقع المحددة لها».

وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قد أعلن في وقت سابق أن لبنان سيعزز انتشار الجيش في الجنوب في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال ميقاتي بعد جلسة حكومية إن مجلس الوزراء أكّد الالتزام بقراره «رقم واحد، تاريخ 11/10/2014، في شقه المتعلق بالتزام الحكومة اللبنانية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701... بمندرجاته كافة لا سيما فيما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وطالب في الوقت نفسه «بالتزام العدو الإسرائيلي بقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي احتلها، تنفيذا للقرار 1701 كاملا».

وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل و«حزب الله» بعد حرب مدمّرة خاضاها في صيف 2006.

وينصّ القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.وأعرب ميقاتي في الوقت نفسه عن أمله بأن تكون الهدنة «صفحة جديدة في لبنان... تؤدي إلى انتخاب رئيس جمهورية» بعد عامين من شغور المنصب في ظلّ الخلافات السياسية الحادة بين «حزب الله» حليف إيران، وخصومه السياسيين.

من جهته، دعا رئيس البرلمان اللبناني وزعيم حركة أمل نبيه بري النازحين جراء الحرب بين إسرائيل و«حزب الله»، للعودة إلى مناطقهم مع بدء سريان وقف إطلاق النار. وقال في كلمة متلفزة «أدعوكم للعودة إلى مسقط رؤوسكم الشامخة... عودوا إلى أرضكم التي لا يمكن أن تزداد شموخاً ومنعة إلا بحضوركم وعودتكم إليها».ودعا كذلك إلى «الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية» بعد عامين من شغور المنصب.

ومن المنتظر أن تتولى الولايات المتحدة وفرنسا فضلاً عن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وقال هوكستين إن بلاده ستدعم الجيش اللبناني الذي سينتشر في المنطقة. وأكد: «سندعم الجيش اللبناني بشكل أوسع، والولايات المتحدة هي الداعم الأكبر له، وسنعمل مع المجتمع الدولي جنبا إلى جنب».