«حماس» تعتقل قاتل أحد قيادييها في غزة

إسماعيل هنية خلال الإعلان عن اعتقال قاتل مازن فقهاء   (رويترز)
إسماعيل هنية خلال الإعلان عن اعتقال قاتل مازن فقهاء (رويترز)
TT

«حماس» تعتقل قاتل أحد قيادييها في غزة

إسماعيل هنية خلال الإعلان عن اعتقال قاتل مازن فقهاء   (رويترز)
إسماعيل هنية خلال الإعلان عن اعتقال قاتل مازن فقهاء (رويترز)

أعلن رئيس المكتب السياسي في حركة «حماس» إسماعيل هنية اليوم (الخميس)، أن أجهزة الأمن التابعة للحركة التي تسيطر على قطاع غزة اعتقلت قاتل القيادي في الحركة مازن فقهاء،، الذي اغتيل في 24 مارس (آذار) الماضي.
وآثار اغتيال فقهاء على أيدي مجهولين بأربع رصاصات قرب منزله في مدينة غزة، صدمة في القطاع، خصوصاً أن الغموض أحاط بتفاصيل العملية. وتوعدت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس آنذاك: «بالثأر»، متهمة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية و«عملاءها» بالوقوف وراء الاغتيال، بينما التزمت إسرائيل الصمت، ولم تدلِ بتعليق عن ذلك.
وقال هنية في مؤتمر صحافي عقد في مدينة غزة بمشاركة كل من قائد «حماس» في القطاع يحيى السنوار وزوجة فقهاء: إنه «تم اعتقال وكشف القاتل المباشر المجرم للشهيد مازن فقهاء»، مؤكداً أن «القاتل والمجرم الذي ارتكب ونفذ أوامر ضباط أجهزة الأمن الصهيونية أصبح في أيدي الأجهزة الأمنية، وأدلى بالاعترافات عن هذه الجريمة».
ولم يدل هنية بمزيد من التفاصيل حول هوية القاتل، لكنه أكد أنه «سيتم تنفيذ القصاص بحق القاتل»، موضحا أن «ما قام به العدو الصهيوني في جريمة الاغتيال كان ضربة مؤلمة للمقاومة».
ويسري وقف هش لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس منذ حرب العام 2014، وشهد قطاع غزة المحاصر ثلاث حروب مدمرة بين العامين 2008 و2014 بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية منذ سيطرة «حماس» على القطاع في العام 2007.
ووفق مصدر في «حماس»، فإنه «تم إحضار القاتل إلى مسرح الجريمة، حيث قام بتمثيل عملية الاغتيال قبل ظهر اليوم»، إذ كان عشرات من عناصر الأمن والشرطة ينتشرون منذ الصباح في محيط البناية التي قتل فيها فقهاء.
وبحسب حركة «حماس»، فإن فقهاء التحق بصفوف كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة خلال دراسته الجامعية في شمال الضفة الغربية المحتلة. وقالت الحركة: إنه لعب دورا في تشكيل وبناء خلايا تابعة للقسام في الضفة الغربية. وعند اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، قام فقهاء بالإشراف على هجومين كبيرين ضد إسرائيل، الأول تفجير انتحاري في حافلة قرب حي جيلو الاستيطاني في القدس أدى إلى مقتل 19 إسرائيليا في يونيو (حزيران) 2002، والآخر تفجير انتحاري أيضا وقع في الرابع من أغسطس (آب) 2002 على متن حافلة كانت متوجهة إلى مدينة صفد شمال إسرائيل؛ ما أدى إلى مقتل تسعة إسرائيليين ردا على اغتيال صلاح شحادة القائد العام لكتائب القسام.
واعتقلت القوات الإسرائيلية فقهاء في أغسطس 2002، وحكم عليه بالسجن تسع مرات مؤبد و50 سنة إضافية، بحسب حركة حماس. وأطلق سراحه عام 2011 في إطار اتفاق للإفراج عن الجندي الفرنسي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي احتجزته حركة حماس خمس سنوات في غزة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.