منتدى اقتصادي أوروبي يعرض الفرص في الدول العربية

تستضيف بروكسل، اليوم الأربعاء، فعاليات المنتدى الاقتصادي السنوي، للتعريف بالفرص الاقتصادية في الدول العربية، واختارت فعاليات العام الحالي التركيز على موضوع يتناول الأسباب التي تجعل من دول مجلس التعاون الخليجي أحد أبرز الشركاء الاقتصاديين والتجاريين، من خلال تسليط الضوء على اقتصاديات النمو السريع والموقع الاستراتيجي والخطط الجديدة المتنوعة، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي، وأيضا النجاح في أن تكون وجهة رئيسية للمستثمرين ورجال الأعمال الذين يسعون لإقامة مشروعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال قيصر حجازين، أمين عام الغرفة التجارية العربية البلجيكية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «البعض من الأوروبيين قد يتوجه إلى دول المنطقة دون فهم كامل للعناصر الرئيسية اللازمة، وبالتالي لا يملكون استراتيجيات متطورة لإقامة مشروعات طويلة الأمد، ولهذا السبب فكرت الغرفة، بالتعاون مع مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، في استغلال دورة العام الحالي للمنتدى الاقتصادي في بروكسل كفرصة للتزود بجميع الأدوات اللازمة، والاستفادة الكاملة من المزايا والفرص المتوفرة في دول مجلس التعاون الخليجي. وسيجمع المنتدى في دورته الحادية عشرة بين صناع القرار والمسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال والمستثمرين والمنظمات المهنية المختلفة في بلجيكا ولوكسمبورغ ودول أوروبية أخرى، وأيضا من الدول العربية، بهدف تعزيز العلاقات التجارية والتعرف على فرص الاستثمار، وأيضا على المشروعات والشراكات الموجودة بالفعل في مختلف القطاعات الاقتصادية الرئيسية».
ويأتي عقد المنتدى متزامنا مع عقبات ظهرت خلال الفترة الأخيرة في طريق التجارة الحرة بين أوروبا والخليج، وفي مؤشر يعكس تململ الدول الخليجية الست من طول فترة التفاوض مع الجانب الأوروبي حول اتفاقية التجارة الحرة، قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف الزياني إن دول الخليج لن تستأنف تلك المفاوضات إلا في ظل ظروف تفاوضية مناسبة لها، في وقت ينتظر أن يكون هناك لقاء بين الجانبين منتصف هذا الشهر لبحث التعاون التجاري، ومن ضمنها هذه الاتفاقية التي استغرق زمنها التفاوضي نحو عقدين. وجاء الموقف الخليجي في أعقاب اجتماع عقده الزياني مع أعضاء لجنة السياسة والأمن بمفوضية الاتحاد الأوروبي قبل أيام في الرياض قادمين من الكويت.
وحول استمرار وجود خلافات تعرقل التوصل إلى اتفاق للتجارة الحرة بين الجانبين، قالت أمل الحمد، سفيرة بعثة مجلس التعاون في بروكسل، لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق: «أنا دائما أقول عن علاقتنا مع الاتحاد الأوروبي إنها تتجاوز هذا الأمر، لأننا لدينا اتفاقية تعاون شامل مع الاتحاد الأوروبي، وجزء منها اتفاقية التجارة الحرة. وأنا أفهم أن التجارة والاستثمار لهما دور فعال في تعزيز العلاقات، ولكن نحن نفكر أبعد من ذلك، ونرى العلاقات بشكل أكثر شمولية، ونعمل على تفعيلها بما يخدم مصلحة الطرفين. وسبق أن جاء وفد من رجال الأعمال من دول المجلس والتقى الوفد مع نظرائهم من الأوروبيين، وكانت جلسة مهمة جرى فيها استعراض مجالات الاستثمار في دول المجلس، خصوصا أنه رغم الظروف في المنطقة، إلا أن دول المجلس تشهد انتعاشا اقتصاديا غير عادي».
وحول استمرار الاتصالات وعلى مستويات مختلفة بين الجانبين، قالت السفيرة: «نحن لا ندخر أي جهد للتواصل واللقاءات والاجتماعات... وهم أيضا يحرصون على ذلك. وزار الأمين العام الزياني بروكسل في وقت سابق. وبالتالي نحرص على وجود زيارات على المستوى البرلماني، وجرى تشكيل لجنة من البرلمانيين الخليجيين تعنى بتعزيز العلاقات مع الجانب الأوروبي».