سلام لـ«الشرق الأوسط»: نريد رئيسا {صنع في لبنان}

البرلمان يفشل للمرة الثالثة.. والفراغ الرئاسي يهدد الأمن والتوافق والانتخابات

تمام سلام
تمام سلام
TT

سلام لـ«الشرق الأوسط»: نريد رئيسا {صنع في لبنان}

تمام سلام
تمام سلام

أكد رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام ضرورة توافق القيادات السياسية على انتخاب رئيس جديد للبلاد ضمن المهلة الدستورية التي تنتهي في 25 مايو (أيار) الحالي، معتبرا أن المطلوب وصول رئيس وفاقي «لأن الظرف الحالي لا يسمح بوصول رئيس تحد، أو رئيس من طرف معين».
وقال الرئيس سلام لـ«الشرق الأوسط» إن التعثر في انتخاب رئيس جديد للبلاد من شأنه أن يهدد كل الإنجازات السياسية والأمنية والإدارية التي تحققت في عهد حكومته، مشددا على ضرورة انتخاب رئيس «صنع في لبنان»، في إشارة إلى استبعاد العوامل الإقليمية والدولية عن هذا الاستحقاق.
واعترض الرئيس سلام على تسمية «الفراغ»، مفضلا استعمال تعبير «فراغ» في موقع الرئاسة، لأن بين الكلمتين فارقا كبيرا. وقال: «إن ما تنفذه الحكومة مرحليا من إنجازات لافتة، في ظل جو إيجابي يسود بين الأفرقاء الممثلين فيها، ترجم على مستوى التعيينات (في إدارات الدولة)، لا يترك أي سبب لاستحداث فراغ جديد (في رئاسة الجمهورية) في وقت نملأ كل الشواغر».
وأضاف: «المفروض أن يدرك الجميع أهمية اتخاذ هذه الخطوة (انتخاب الرئيس) ومحاذير عدم القيام بها، ومخاطرها على الوضع في لبنان، وأن يتنازل الجميع من أجل مصلحة الوطن، لا لمصلحة فريق أو تكتل أو مرجعية». ورأى أن مصلحة الوطن «تكمن في توافق الجميع على غرار ما التوافق الذي أنتج تشكيل الحكومة، وأنتج إقرار بيانها الوزاري، وأنتج الاستقرار الأمني ومنع التفجيرات، كما أنتج التعيينات الإدارية في نحو 30 مركزا من مراكز الفئة الأولى، وهو رقم ليس بالسهل على الإطلاق».
وقال سلام إن «هذه الأجواء الإيجابية لا بد من أن تنسحب على انتخابات الرئاسة»، منبها إلى أنه «لا المرحلة ولا الواقع الحالي يسمح بانتخاب رئيس تحد، أو رئيس يكون طرفا، أو رئيس على حساب فريق في البلد». وإذ رأى أن المطلوب «رئيس وفاقي»، شدد على أن «هذا لا يعني بالضرورة أن يكون رئيسا ضعيفا، بل من الممكن أن يكون رئيسا متزنا يمارس دوره كما يفترض بالرئيس أن يكون، أي أن يكون مرجعية وطنية للجميع لا لفئة من دون أخرى، فهو سيكون رئيسا للبنان واللبنانيين، لا رئيسا لمنطقة أو فريق». وردا على سؤال عن نتائج «الفراغ»، أجاب سلام: «الشغور سيعطي انطباعا سلبيا على المنحى العام لهذه المرحلة، وسلبيا على إنتاجيتها، وبالتالي سيؤثر سلبا على تحصين لبنان في هذه الأجواء المطربة في المنطقة». ودعا جميع القوى السياسية «التي أدركت هذا الخطر أن تستكمل هذا بانتخاب رئيس للجمهورية وعدم السماح للشغور بالحصول».
أما إذا حصل الشغور فإن الرئيس سلام يجيب: «لن يكون الوضع مريحا ولا إيجابيا بالتأكيد. وهذا سيضع لبنان مرة أخرى في موقف لا يحسد عليه»، مشيرا إلى وجود استحقاقات أخرى ستتأثر بالفراغ من بينها الانتخابات النيابية المقررة الخريف المقبل، وما يجب أن يسبقها من قانون للانتخاب.
وقال سلام: «إن غياب التوافق بين القوى السياسية الفاعلة في البلاد على انتخاب رئيس جديد للبلاد سينعكس على الوضع العام، وسيدفع الوضع نحو المزيد من التردي، ويسقط الآمال بانتشال الوضع السياسي والاقتصادي والأمني من حافة الخطر التي نحن عندها، على الرغم من الإنجازات الكبيرة التي قامت بها الحكومة، والتي لم تكن لتحصل لولا التوافق». وأضاف: «دستوريا ليس هناك ما يحول دون استمرار إدارة البلاد عبر الحكومة الحالية، واستمرار عمل مجلس النواب الذي يستطيع الاجتماع وإقرار قانون للانتخابات وإجراء هذه الانتخابات، لكن المناخ السياسي العام سوف يتأثر من دون شك بالفراغ، ولن يكون تأثيرا إيجابيا على الإطلاق».
وردا على سؤال عما يتردد عن توافق القوى السياسية على «الشغور المنظم» بمعنى وجود اتفاق ضمني على عدم انتخاب رئيس للجمهورية وإدارة البلاد من خلال الحكومة، أكد سلام أنه «لا شعور» لديه باتفاق على عدم التوافق بين القيادات اللبنانية. وعد أن «ثمة من يلعب سياسة حافة الهاوية، بمعنى عدم التوافق على الانتخاب إلى حين، يكون سقفه 25 مايو الحالي»، وهو موعد نهاية ولاية الرئيس الحالي ميشال سليمان.
لكن الرئيس سلام لاحظ «تطورات إيجابية» من بينها عودة السفير السعودي علي عواض عسيري إلى بيروت على الرغم من «المخاطر القائمة»، معتبرا أن هذه العودة «تظهر حرصا عربيا على دعم مسيرة التوافق اللبناني، وفيها تأكيد على وجود إرادة عربية بدعم التوجه نحو أن يأخذ اللبنانيون أمرهم بيدهم، وكما ألفوا حكومة صنعت في لبنان فعليهم أن ينتخبوا رئيسا صنع في لبنان».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.