مؤتمر الحضارات والثقافات يصدر «إعلان البحرين» ويوصي بنبذ خطاب الكراهية

شيخ الأزهر دعا إلى حوار عربي ـ عربي للاتفاق على «مفاهيم وغايات واحدة»

العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة لدى استقباله الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بحضور شيخ الأزهر(ب.ن.ا)
العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة لدى استقباله الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بحضور شيخ الأزهر(ب.ن.ا)
TT

مؤتمر الحضارات والثقافات يصدر «إعلان البحرين» ويوصي بنبذ خطاب الكراهية

العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة لدى استقباله الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بحضور شيخ الأزهر(ب.ن.ا)
العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة لدى استقباله الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بحضور شيخ الأزهر(ب.ن.ا)

أدان مؤتمر حوار الحضارات والثقافات، جميع الممارسات المنافية لحقوق الإنسان، وتلك التي تتعارض مع المدنية وتجافي الحضارة، في ختام أعماله في المنامة أمس.
وعقد المؤتمر في حضور عشرات المسؤولين من كافة الطوائف الدينية، في البحرين في الفترة 5 – 7 مايو (أيار) الجاري تحت شعار «الحضارات في خدمة الإنسانية»، أصدر في ختام أعماله «إعلان البحرين»، الذي تضمن مجموعة من البنود أهمها أن «الإنسانية هي الأصل المشترك الذي يجمع البشر جميعا على اختلاف ألوانهم وأعراقهم ولغاتهم وتوجهاتهم الفكرية والثقافية والدينية والروحية».
وأشار الإعلان إلى أن «الحوار هو القاعدة والأداة والرافعة التي تحمل مسؤولية ترسيخ وحدة الإنسانية في إطار تنوعها واختلافها وتعددها؛ تحقيقا للسلم والأمن والعدالة والتنمية والمساواة والحرية والديمقراطية».
وطالبت الوثيقة التي ستسلم إلى الأمم المتحدة لاعتمادها كوثيقة رسمية، بضرورة أن «التشجيع بجميع الوسائل المتاحة على ثقافة الحوار والمعرفة المتبادلة هو من صميم التحالف الحضاري المنشود». كما أدان البيان خطاب الكراهية عبر بند جاء فيه أن «جميع أشكال خطابات الكراهية هي ممارسات منافية لحقوق الإنسان، تتعارض مع المدنية وتجافي الحضارة، فهي تصدر عن علاقة بالآخر يحولها الجهل به إلى كراهية، وهي لا تؤدي إلا إلى الإقصاء والتمييز، وإلى التشجيع على التعصب والتطرف والإرهاب، والدعوة إلى الانغلاق بدل الحوار، وإلى العنف بدل السلام، وإلى التباغض بدل التعاون والتحالف».
وندد المؤتمر بالاستغلال السياسي للأديان والحضارات من خلال «تكريس العقليات الفئوية والعنيفة وغير المتسامحة». وتحدث المؤتمر عن أهمية تكريس حقوق الإنسان. وأكد البيان الختامي أيضا على أهمية مساندة جهود الأمم المتحدة ومختلف المنظمات الإقليمية من أجل تكريس قيمة الحوار الحضاري خدمة للإنسانية، وسبيلا لا بديل عنه للعيش المشترك في عالمنا.
وعد نجيب الفريجي مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في دول الخليج الإعلان «إضافة جديدة» للاتفاقيات الدولية السابقة، من خلال تفعيل الحضارات وتوظيفها في خدمة الإنسانية «وهذا ما يدعم عمل الأمم المتحدة التي تدعو إلى اللجوء إلى الحلول السلمية». وقال الفريجي لـ«الشرق الأوسط» بأن «ما نتطلع له هو أن تقوم كل الأطراف التي شاركت في المؤتمر بتعبئة طاقاتها ومواردها البشرية والعلمية والروحية على تنفيذ كيفية جعل الوصايا العشر التي انبثقت عن المؤتمر إلى عملية، وتشريك المنظمات الأخرى مثل الاتحاد الأوروبي، ومجلس التعاون الخليجي وغيرهما من المنظمات الآسيوية والأفريقية للعمل على توظيف مبدأ الحضارات لخدمة الإنسانية».
من جهته أعرب شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف عن سعادته بالتوقيع على الاتفاقية بين الأزهر الشريف والبحرين ممثلة في وزارة العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية. وقال الدكتور أحمد الطيب عقب التوقيع إن الاتفاقية تهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي والعلمي وتتعلق بتجذير وتقوية حوار الحضارات سواء كان عن طريق المؤتمرات أو اللقاءات الثنائية.
كما دعا شيخ الأزهر الدول العربية والإسلامية إلى تبني نهج الحوار، مشيرا في هذا الصدد إلى أهمية وجود حوار عربي ـ عربي، وإسلامي ـ إسلامي لأن هاتين الساحتين تحتاجان إلى حوار مستمر يتم الاتفاق خلاله على الخطوط العامة والرئيسية والغايات والأهداف والمقاصد العليا، حتى يسمع غيرنا صوتا واحدا ورأيا واحدا يعبد الطريق إلى التفاهم معه.



السعودية تؤكد أهمية تضافر الجهود لترسيخ قيم التعاون والتعايش السلمي

نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)
نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)
TT

السعودية تؤكد أهمية تضافر الجهود لترسيخ قيم التعاون والتعايش السلمي

نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)
نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)

جددت السعودية، الثلاثاء، دعوتها لتكثيف التعاون بين الحكومات والمجتمع المدني والمؤسسات الثقافية والتربوية لترسيخ قيم التعاون والتعايش السلمي في الأجيال القادمة، لضمان مستقبل أفضل يتسم بالتنوع والموائمة، وذلك خلال المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» الذي عُقد في العاصمة البرتغالية لشبونة.

ونيابةً عن الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، شارك المهندس وليد الخريجي نائب وزير الخارجية في المؤتمر، مؤكداً في كلمة له على ما يشهده الوقت الحاضر من تحديات عالمية كبيرة تتطلب تضافر الجهود وتعزيز قيم التعاون والتعايش السلمي، مشيراً إلى أن تحالف الحضارات ليس مجرد منصة حوار، بل هو رسالة سامية تهدف لتعزيز فهم أعمق بين الشعوب والثقافات، وإيجاد جسور للتواصل تمكننا من تجاوز الخلافات وتعزيز الفهم المشترك.

المهندس وليد الخريجي أكد في مؤتمر «تحالف الحضارات» إيمان السعودية الراسخ بأن التنوع مصدر قوة وثراء (واس)

وأشار إلى أن مشاركة السعودية في هذا المؤتمر تؤكد أن «رؤية المملكة 2030» لا تقتصر على تقليل اعتماد المملكة على النفط وتحقيق النمو الاقتصادي فقط، بل هي مشروع ثقافي وطني يسعى لبناء قيم الاعتدال والانفتاح على الحضارات والثقافات الأخرى.

وبيّن نائب وزير الخارجية أن «رؤية المملكة 2030»، منظومة شاملة تُعنى بإرساء أسس التنوع الثقافي والانفتاح على العالم، وتعزيز دورها في دعم السلام العالمي ومحاربة التطرف ونشر التعايش السلمي بين مختلف الشعوب، ويأتي ذلك ضمن التزامها ببناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر، وهو ما يعزز دورها الإيجابي في المجتمع الدولي ويسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأشار إلى ما قدمته السعودية من تجارب وطنية عبر العديد من المبادرات التي أسهمت في إنشاء مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، وإنشاء مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وإنشاء مركز اعتدال لمكافحة الفكر المتطرف كنموذجٍ لتعزيز التسامح والتعايش بين مختلف مكونات المجتمع، بما يعكس إيمان المملكة الراسخ بأن التنوع مصدر قوة وثراء، مؤكداً في الوقت نفسه استمرار المملكة في دعم التحالف سياسياً ومالياً، معرباً عن ترحيب السعودية باستضافة الدورة الـ11 من مؤتمر تحالف الحضارات في العام المقبل 2025.

نائب وزير الخارجية السعودي خلال لقائه نظيره الروسي في العاصمة البرتغالية لشبونة (واس)

ولاحقاً، التقى المهندس وليد الخريجي، سيرغي فيرشينين نائب وزير خارجية روسيا، وخوسيه خوليو غوميز نائب وزير خارجية الدومينيكان (كل على حدة) على هامش المؤتمر، وجرى خلال اللقاءين استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون المشترك في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات الدولية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.