شهدت سوريا خلال سنوات الحرب التي اندلعت في 2011 التي تخللها حصار كثير من المناطق من قبل جميع أطراف النزاع، عمليات إجلاء عدة شملت عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين وخصوصا من معاقل الفصائل المعارضة.
ويشيد النظام السوري دائما باتفاقات المصالحة التي عادة ما تأتي بعد تصعيد عسكري وتنتهي بخروج الراغبين من المقاتلين المعارضين من مناطق كانوا يسيطرون عليها قبل أن تدخلها قواته. وانتقدت الأمم المتحدة هذه العمليات التي تعتبرها المعارضة السورية «تهجيراً قسرياً»، وتتهم النظام بالسعي إلى إحداث «تغيير ديموغرافي» في البلاد.
وفي ما يلي رصد لأبرز عمليات الإجلاء كما وردت في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية:
- خرج مقاتلون معارضون ومدنيون، أمس الاثنين، من حي برزة الواقع في شمال دمشق، في أول عملية إجلاء للفصائل المعارضة من العاصمة السورية منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من ستة أعوام.
وأفاد محافظ دمشق للتلفزيون الرسمي السوري بخروج 1022 شخصا، بينهم 568 مقاتلا معارضا، بالإضافة إلى أفراد عائلاتهم.
- وفي عملية هي الأكبر منذ الحرب، تم إجلاء نحو 11 ألف مقاتل ومدني في أبريل (نيسان) من أربع بلدات محاصرة هي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية وتحاصرهما الفصائل الإسلامية في إدلب، ومضايا والزبداني التي باتت قوات النظام تسيطر عليهما حاليا بعد حصار طويل. واختتمت المرحلة الأولى من العملية في 21 أبريل تليها مرحلة ثانية مقررة في يونيو (حزيران).
- في حمص (وسط)، ثالث كبرى المدن السورية، وافق مقاتلو الفصائل المعارضة على مغادرة معقلهم في البلدة القديمة في مايو (أيار) 2014 ليقتصر وجودهم على حي الوعر. وكان هذا الاتفاق هو الأول من نوعه بين النظام ومقاتلي الفصائل، وينص على انسحابهم منذ بداية النزاع في مارس (آذار) 2011. وتم التفاوض عليه بين الأمم المتحدة والحكومة السورية.
وفي عام 2016 خرج من حي الوعر مئات المقاتلين على ثلاث دفعات، بموجب اتفاق آخر تم التوصل إليه في ديسمبر (كانون الأول) 2015، بإشراف الأمم المتحدة، إلا أنه لم يتم استكمال تنفيذ بنوده.
وفي منتصف مارس الماضي، بدأ مقاتلو الفصائل مجددا بالخروج من حي الوعر، آخر مناطق سيطرتهم، تنفيذا لاتفاق برعاية روسيا، ومن شأن إتمامه على مراحل أن يسمح للجيش السوري بالسيطرة على كامل المدينة.
- في 22 ديسمبر (كانون الأول) 2016، أعلنت قوات النظام استعادة السيطرة على كامل مدينة حلب بعد عملية إجلاء لآلاف المدنيين والمقاتلين من آخر معاقل الفصائل المعارضة في أحياء المدينة الشرقية. وتمت عملية الإجلاء، بعد عملية عسكرية واسعة للجيش السوري، وبموجب اتفاق برعاية تركيا، الداعم الرئيسي للمعارضة، وإيران وروسيا، أبرز حلفاء دمشق.
- في 24 أغسطس (آب)، توصل النظام السوري والفصائل المعارضة إلى اتفاق يقضي بخروج المدنيين والمقاتلين من بلدة داريا (ريف دمشق)، التي كانت في طليعة حركة الاحتجاج ضد النظام.
وفي اليوم التالي، أجلى الجيش السكان والمقاتلين عن البلدة المدمرة بنسبة كبيرة، نتيجة القصف والمعارك طوال سنوات الحصار، تطبيقا لبنود الاتفاق، واستعاد السيطرة عليها في 27 من الشهر ذاته.
- وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، سمح اتفاق جديد بين النظام والفصائل المعارضة لنحو 700 مقاتل و1400 مدني بمغادرة منطقة وادي بردى، خزان المياه المغذي لدمشق، باتجاه محافظة إدلب.
وجاء ذلك بعد عملية عسكرية لقوات النظام ضيقت خلالها الخناق على المنطقة.
أبرز عمليات إجلاء مقاتلين ومدنيين منذ بدء الحرب في سوريا
شملت عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين خصوصاً من معاقل المعارضة
أبرز عمليات إجلاء مقاتلين ومدنيين منذ بدء الحرب في سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة