«بنغلاديشية» تطيح بالأسترالية مودا... وإنفانتينو يواصل القضاء على «معارضيه»

هاني أبو ريدة لـ «الشرق الأوسط» : لم يحن الوقت لرئاسة المصريين للاتحاد الأفريقي... ولا تأجيل للبطولة العربية

إنفانتينو خلال إلقائه كلمة رئيس «الفيفا» في كونغرس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أمس بالبحرين (المركز الإعلامي للاتحاد الآسيوي)
إنفانتينو خلال إلقائه كلمة رئيس «الفيفا» في كونغرس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أمس بالبحرين (المركز الإعلامي للاتحاد الآسيوي)
TT

«بنغلاديشية» تطيح بالأسترالية مودا... وإنفانتينو يواصل القضاء على «معارضيه»

إنفانتينو خلال إلقائه كلمة رئيس «الفيفا» في كونغرس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أمس بالبحرين (المركز الإعلامي للاتحاد الآسيوي)
إنفانتينو خلال إلقائه كلمة رئيس «الفيفا» في كونغرس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أمس بالبحرين (المركز الإعلامي للاتحاد الآسيوي)

شهد كونغرس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أمس انتخاب 4 ممثلين مكملين للقارة في مجلس الفيفا، الذي كان يعرف باسم اللجنة التنفيذية. ولدى الرجال، فاز المرشحون الثلاثة الصيني زهانغ جيان والكوري الجنوبي مونغ غيو - تشونغ والفيليبيني ماريانو أرانيتا، بعد انسحاب الكويتي الشيخ أحمد الفهد الصباح الذي أعلن استقالته من مهامه الكروية وسحب ترشيحه نهاية أبريل (نيسان) الماضي، وذلك في ظل مزاعم بالفساد والارتباط برشوة.
أما بالنسبة للمقعد المخصص للنساء، فازت البنغلاديشية محفوظة أكثر كيرون، متغلبة على الأسترالية مويا دود بفارق 10 أصوات، إذ نالت كيرون 27 صوتاً في مقابل 17 صوتاً لدود.
وكانت هذه الانتخابات مقررة خلال الجمعية العمومية غير العادية للاتحاد الآسيوي في مدينة غوا الهندية في سبتمبر (أيلول) الماضي، إلا أنها علقت في حينه بسبب اعتراض بعض الأعضاء على منع القطري سعود المهندي، نائب رئيس الاتحاد الآسيوي، من الترشح.
وكان المهندي عوقب في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 بالإيقاف لسنة عن مزاولة أي نشاط كروي بسبب اتهامه بعدم التعاون في تحقيق يجريه الفيفا. وقبل الفيفا في أبريل الماضي باستئناف تقدم به القطري، وألغى العقوبة بحقه، إلا أن هذه الخطوة أتت بعد إقفال باب الترشح للانتخابات الآسيوية إلى مجلس الفيفا.
وشارك المهندي في أعمال الجمعية العمومية أمس الاثنين، من دون أن يدلي بأي تعليق.
وكانت أغلب التوقعات تصب في مصلحة فوز الأسترالية دود، العضو السابق باللجنة التنفيذية للفيفا، في الانتخابات التي جرت أمس في العاصمة البحرينية المنامة، لكن فجرت المفاجأة بالفوز.
وفي الإطار ذاته، أمضى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جاني إنفانتينو في إعادة صياغة النفوذ في عالم اللعبة، ويبدو قبل أيام من الجمعية العمومية للاتحاد في البحرين، متحصناً بتعديلات جوهرية أدخلها في ميدان اللعبة الأكثر شعبية.
منذ انتخابه مطلع 2016 خلفاً لمواطنه جوزيف بلاتر الذي أنهى الفساد هيمنته لعقود على مقاليد اللعبة، لم يفشل أي مرشح لمنصب كبير دعمه إنفانتينو، من رئيس الاتحاد الأوروبي السلوفيني ألكسندر تشيفيرين، إلى رئيس الاتحاد الأفريقي أحمد أحمد، المرشح المغمور من مدغشقر الذي أنهى حكماً امتد 29 عاما للكاميروني عيسى حياتو.
ويقول أحد المقربين من إنفانتينو إن الأخير «يتعرض لانتقادات على خلفية دعمه لأحمد، الذين يتهمونه بالتدخل في الانتخابات هم الأشخاص نفسهم الذين كانوا ينتقدون حكم حياتو».
يضيف: «هذه الانتقادات غير عادلة؛ لأنه يجب النظر إلى ما قام به (إنفانتينو) خلال عام كامل»، لا سيما خطواته لتنظيف سجل الاتحاد الدولي من أزمة الفساد التي تعصف به منذ عام 2015.
ومنذ توليه مسؤولياته، أقدم السويسري الذي كان بمثابة اليد اليمنى للرئيس السابق للاتحاد الأوروبي ميشال بلاتيني، على سلسلة خطوات ذات أهمية، مثل تعيين السنغالية فاطمة سامورا أمينة عامة للفيفا، في سابقة تولي امرأة هذا المنصب، أو الدفع باتجاه زيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم إلى 46 بدءاً من مونديال 2026.
على رأس الاتحادات القارية، بدأت الوجوه تتبدل وتميل لصالح إنفانتينو، من دون أن يقتصر الأمر على تشيفيرين وأحمد.
فالكندي فيكتور مونتاغلياني رئيس الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) كان من الداعمين لوصول إنفانتينو إلى رئاسة الفيفا، ويتوقع خلال كونغرس المنامة أن يمهد الاتحاد الدولي الأرضية لإمكان منح مونديال 2026 إلى كندا والولايات المتحدة والمكسيك، التي سبق لها إعلان تقدمها بملف مشترك لهذا الغرض.
وفي أميركا الجنوبية، لا يخفى دعم إنفانتينو لرئيس اتحادها القاري (كومنبول) أليخاندور دومينغيز.
ويقول مسؤول سابق في الاتحاد الدولي إن إنفانتينو الذي انتخب بشكل رئيسي على أساس برنامجه لمكافحة الفساد: «يدير الفيفا بطرق بلاتر: تقديم الوعود. الفارق الوحيد هو أنه قضى على كل معارضة».
وتعتبر مصادر متابعة لعمل إنفانتينو في الاتحاد الأوروبي (ويفا) حيث تولى منصب الأمين العام، أنه أداره «بطريقة مستبدة جدا»، وأنه يعمل على إحاطة نفسه بمسؤولين أوفياء له لتثبيت حكمه في الفيفا.
وباتت مواقع قيادية في الفيفا حاليا يشغلها أشخاص عملوا مع إنفانتينو في الاتحاد الأوروبي، مثل المدير التجاري فيليب لو فلوك، وكيل السلامة السابق في الويفا أورس كلوسر الذي أصبح مسؤولا في مكتب سامورا، والأمين العام السابق للجنة الانضباط فيرون موسنغو أومبا الذي أصبح المدير الجديد للتطوير في أفريقيا والكاريبي.
كما تدور أسئلة عن دعم إنفانتينو لأشخاص على حساب آخرين. فعلى سبيل المثال، يسود اعتقاد في عالم كرة القدم أن أحمد أحمد حظي بدعم السويسري، ردا على دعم حياتو للشيخ البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة في انتخابات الفيفا بمواجهة إنفانتينو. واعتبر الأخير بعيد انتخاب أحمد، أن «الاتحاد الأفريقي كان يتعين عليه تقرير ما يرغب فيه للمستقبل والأفارقة صوتوا من أجل التغيير».
كما تدور تلميحات في أروقة الفيفا إلى خروج قريب لمسؤولين في لجنة الأخلاق المستقلة، ما يتيح لإنفانتينو تعزيز نفوذه بشكل إضافي.
ويوضح مسؤول سابق ثان في الفيفا أن ما يحدث حاليا «هو كونفدرالية الفيفا»، وذلك من خلال منح نفوذ أوسع لاتحادات وأشخاص بهدف «القضاء على كل معارضة في مجلس الاتحاد الدولي»، الذي كان يعرف سابقاً باسم اللجنة التنفيذية.
من جهته، أبدى المهندس هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سعادة بالغة بفوزه أمس الاثنين بالمقعد الحر للمكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، خلال الانتخابات التي جرت بالعاصمة البحرينية المنامة.
وأشار أبو ريدة إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد عرض خطط ومقترحات للاتحاد الدولي من أجل تطوير كرة القدم في أفريقيا ومختلف بقاع العالم التي تحتاج لدعم قوي للنهوض باللعبة فيها وتنمية المواهب.
وتفوق أبو ريدة أمس في التصويت باكتساح حيث حصل على 50 صوتا مقابل 4 أصوات فقط لمنافسه الكاميروني زلكفري علي.
وانحصرت المنافسة بين أبو ريدة وزلكفري علي بعد انسحاب الثلاثي تينجا رئيس الاتحاد التنزاني، وسمير صبحة رئيس اتحاد موريشيوس السابق، وفرنس مبيدي رئيس اتحاد ناميبيا.
وأكد هاني أبو ريدة، أن البطولة العربية للأندية ستقام في وقتها في شهر يوليو (تموز) المقبل في العاصمة المصرية القاهرة، وأنه لا وجود لأي نية لتأجيلها عن موعدها المقرر مسبقا. وبين أبو ريدة في حديث لـ«الشرق الأوسط» أثناء وجوده في العاصمة البحرينية المنامة لحضور «كونغرس الفيفا» المقرر يومي 10 و11 مايو (أيار) الحالي، أن البطولة أقرت في المكان والموعد المحدد، وأن هناك اهتماما من قبل الحكومة المصرية، وهذا الاهتمام على أعلى مستوى لتحضن القاهرة العرب في هذه التظاهرة الرياضية.
وحول قانون الطوارئ المطبق في مصر وإمكانية تأثيره بأي شكل من الأشكال على إقامة البطولة، قال أبو ريدة: «الأمور تسير على ما يرام، ولا يوجد أي قلق من أن تقام البطولة في موعدها، وأي أمور أخرى لن تعكر صفو هذه البطولة».
وشدد على أن الأمن المصري قادر على ضبط الأمور في الملاعب المصرية، ولا خوف أبدا من هذا الجانب أبدا.
وحول الاجتماع الأول الذي يتم للاتحاد الأفريقي لكرة القدم من دون رئاسة عيسى حياتو، وكيف كانت أجواؤه، قال أبو ريدة: «هذه سنة الحياة... حياتو رحل عن هذا الاتحاد بالطريقة الديمقراطية، ومثلما رحل عدد من القيادات الرياضية في العالم؛ هناك بلاتر رحل وجاء إنفانتينو في رئاسة الاتحاد الدولي. المناصب لا يمكن أن تدوم لأي شخص، والانتخابات عادة تكون ظاهرة صحية مهما تكن نتائجها».
وعن الأسباب التي تمنع ترشح شخصية رياضية مصرية لرئاسة الاتحاد الأفريقي رغم وجود كفاءات مصرية في مناصب عالمية عالية، قال أبو ريدة: «لم تترشح أي شخصية مصرية لمنصب الرئاسة في الاتحاد الأفريقي؛ لأن الوقت قد لا يكون حان لتقوم بمثل هذه الخطوة. من الممكن أن يتم ذلك في المستقبل. فعلا هناك كفاءات مصرية عملت في مناصب عالية ولكن كما ذكرت لم تكن الفرصة مواتية لها لكي تترشح لمنصب رئاسة الاتحاد القاري. هذا الأمر يعتمد على الظروف المناسبة للقيام بمثل هذه الخطوة». ورفض أبو ريدة بشدة الحديث عن موضوع الفساد في الاتحاد الدولي «الفيفا» الذي طفا على السطح، وكان حديث الأوساط الرياضية منذ أشهر.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.