اتحاد المجامع اللغوية العربية يدشن مشروع المعجم التاريخي

اتحاد المجامع اللغوية العربية يدشن مشروع المعجم التاريخي
TT
20

اتحاد المجامع اللغوية العربية يدشن مشروع المعجم التاريخي

اتحاد المجامع اللغوية العربية يدشن مشروع المعجم التاريخي

يشهد مقر اتحاد مجامع اللغة العربية بالجيزة اليوم الثلاثاء، اجتماعا على مدار يومين بحضور الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، عضو المجلس الأعلى لحكام دولة الإمارات، العضو الفخري بمجمع اللغة العربية بالقاهرة؛ لتدشين مشروع المعجم التاريخي للغة العربية.
وقال أحمد أبو حوسة، المسؤول الإعلامي لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، لـ«الشرق الأوسط» إن الاتحاد سوف يناقش توحيد أعمال المجامع العربية الخاصة باللغة العربية، وذلك بحضور أعضاء المجلس العلمي للمعجم التاريخي للغة العربية، والسادة أعضاء الاتحاد من الدول العربية: مصر، السودان، السعودية، الجزائر، المغرب، ليبيا، فلسطين، الإمارات، الأردن، سوريا، العراق، وبعض الشخصيات الدبلوماسية في مصر.
وفي سياق متصل، عقد مجمع اللغة العربية مؤتمره الدولي السنوي في دورته الثالثة والثمانين تحت عنوان: «اللغة العربية في التعليم ومسؤولية الأمة»؛ الذي اختتم أمس الاثنين، بمشاركة علماء العربية من مصر والدول العربية والغربية،
عقد المؤتمر على مدار أسبوع بمقر المجمع بالزمالك بالقاهرة، وافتتحه رئيس المجمع د. حسن الشافعي والأمين العام للاتحاد: أ.د. عبد الحميد مدكور، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي د. خالد عبد الغفار. وقال د. حسن الشافعي، رئيس مجمع القاهرة إن المجمع قام خلال العامين الماضيين بإعداد معاجم لغوية وعلمية شملت أكثر من نصف مليون مصطلح علمي».
وقد تناولت الأبحاث واقع التي اللغة العربية وضرورة المحافظة على سلامتها، وتطوير المعاجم العربية. وقدم د. نصر محمد إبراهيم عبَّاس، أستاذ النقد الأدبي بجامعة الفلاح بدبي، بحثا بعنوان «تحديات تعليم اللغة العربية في التعليم الجامعي»، كما تناول د. عبد العزيز المقالح، في ورقة بحثية بعنوان «الجامعات العربية ودورها في تعليم اللغة العربية»، مخاطر تدهور اللغة العربية بين الأجيال الجديدة والقصور الفاحش في تدريسها خلال مراحل التعليم الأساسي مما أضر بأبسط قواعدها، بينما ناقش د. عبد العزيز التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، تحديات تعليم اللغة العربية، وأشار من خلالها لتراجع اللغة على الصعيد المدرسي برغم انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأرجع ذلك إلى عدة عوامل، قائلا: «الوضع الحالي للغة العربية إجمالاً، وعلى مستويات كثيرة، غير مريح، لا بسبب من طبيعة هذه اللغة من حيث قواعدها وبنيتها وأنساقها، ولكن بسبب ما تتعرض له من نكوص وإعراض من أهلها في الجملة، ومن إقصاء وتهميش من القائمين على الشؤون العامة ممن يملكون بأيديهم مفتاح الولوج بالعربية إلى عالم الانفتاح على الحياة في مرافقها كافة، فيصدّونها عن ذلك ويضيقون عليها الخناق».
وحول الإصلاح اللغوي في الأردن، والمسارات الجديدة، تحدث الدكتور خالد الكركي، رئيس مجمع اللغة العربية الأردني، مشيرا إلى أنه على صعيد السياسة والاقتصاد اليوم أصبحت اللغة من أشد الأسلحة الآيديولوجيّة ضراوة، وذلك بعد أن فرضت قوى المال والتجارة سيطرتها على أجهزة الإعلام الجماهيري التي أصبح وابل رسائلها وهوائيّاتها يفعل ما كانت تفعله في الماضي منصّات الصواريخ الموجّهة. كما أنّ كيفيّة اختيار الألفاظ وأدوات التوصيل والتواصل تؤثّر في بناء أفكار المتلقّين ومواقفهم؛ وبذلك فاللغة سلاح ذو حدّين؛ فقد تكون أداة بناء وتأثير هادف، وقد تكون أداة هدم وتأثير سلبي. وتحدث عن الجهود الأردنية للنهوض باللغة وأبرزها: انطلاق إذاعة مجمع اللغة العربية الأردني، التي تبث باللغة العربية السليمة لترتقي بالذائقة الفنية، وتحبب الناس بالفصحى، وتطلعهم على قدرات اللغة وكنوزها ومرونتها وغناها اللفظي والتعبيري، وتواكب متطلبات الآداب والعلوم والفنون وتفتح أبوابها لكل محبي اللغة ليسألوا والمجمع يجيب، وتتيح الفرصة لمجامع اللغة العربية لتبث عبر الإذاعة جديدها في خدمة اللغة العربية والتعريب والترجمة إليها، وقد بدأت الإذاعة بثها التجريبي نهاية شهر فبراير (شباط) من هذا العام.



دراسة تبحث في «الشعر العُماني في العصر البوسعيدي»

غلاف كتاب (الشعر العُماني في العصر البوسعيدي)
غلاف كتاب (الشعر العُماني في العصر البوسعيدي)
TT
20

دراسة تبحث في «الشعر العُماني في العصر البوسعيدي»

غلاف كتاب (الشعر العُماني في العصر البوسعيدي)
غلاف كتاب (الشعر العُماني في العصر البوسعيدي)

يقدّم كتاب «الشعر العُماني في العصر البوسعيدي»، الذي صدر حديثاً، ويعرض حالياً في معرض مسقط الدولي للكتاب، من تأليف الباحث العماني الدكتور محمد بن سعيد بن عامر الحجري، دراسة لمرحلة مهمة من مراحل الشعر العربي في سلطنة عمان، وهي مرحلة الدولة البوسعيدية التي بدأت في عمان فعلياً عام (1162هـ/1748م)، متوقفاً في دراسته عند منتصف القرن 13 الهجري، منتصف القرن 19 الميلادي (1266هـ/1850م).

ومع أن هذه الدراسة تركز على الشعر العماني في العصر البوسعيدي، فإن نطاقها يتسع ليشمل ضمنياً حقولاً من التاريخ العام، وتاريخ الثقافة العمانية، وتاريخ الأدب عامة وليس تاريخ الشعر فحسب، وهو أمر توجبه حقيقة اتصال الشعر بمسارات الحياة السياسية والثقافية بطبيعة الأحوال.

أصل هذه الدراسة أطروحة علمية لنيل درجة الدكتوراه في قسم اللغة العربية بكلية معارف الوحي في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا. وصدر الكتاب عن النادي الثقافي في عُمان، ويقع في 550 صفحة من الحجم المتوسط؛ وفيه يصف الحالة الشعرية العامة وعلاقتها بالحالتين السياسية والثقافية، ويرصد إنتاج الأسماء الشعرية الأكثر تأثيراً ودواوينهم ومجاميعهم الشعرية، معتنياً بدراسة الظواهر الموضوعية والفنية التي تمثل خصائص الشعر، مركزاً تحليلاته على ثلاثة شعراء هم: سالم بن محمد الدرمكي، وهلال بن سعيد بن عرابة، وحميد بن محمد بن رزيق.

وتقع الدراسة في مقدمة وأربعة فصول وخاتمة، فاتجهت بعض فصولها إلى البحث النظري بينما ركز الفصلان الثالث والرابع على تحليل النماذج الشعرية، لتخلص إلى نتائجها في الخاتمة التي تضمنت خلاصات الدراسة وتوصياتها، وكشفاً عن بعض الأسماء والنصوص الشعرية الجديدة، ونبهت إلى أهمية أسماء شعرية أخرى لم تُدرس من قبل، كما أضافت عدة ملاحق لتعزيز مادة البحث وتوضيحها.

الدكتور محمد بن سعيد الحجري خلال توقيع كتابه في معرض مسقط الدولي للكتاب (النادي الثقافي العماني)
الدكتور محمد بن سعيد الحجري خلال توقيع كتابه في معرض مسقط الدولي للكتاب (النادي الثقافي العماني)

الشعر العماني في العصر النبهاني

سبق للباحث الدكتور محمد بن سعيد الحجري أن أصدر دراسة في 535 صفحة من الحجم الكبير تحمل عنوان «الشعر العماني في العصر النبهاني»، وهي دراسة تركز على الشعر العماني في العصرين النبهاني واليعربي، ويتسع نطاقها ليشمل ضمنياً حقولاً من التاريخ العام، وتاريخ الثقافة العمانية، وتاريخ الشعر والأدب.

وبرأي المؤلف، فإن الدراسة تسعى إلى رصد حالة الشعر العماني في عصرين من أهم عصوره، العصر النبهاني والعصر اليعربي، وهما العصران الموازيان في الدائرة العربية العامة للعصرين المملوكي والعثماني، معتنيةً على وجه الخصوص بالظواهر التي وسم بها شعر هذين العصرين اللذين صنفا عند كثير من الباحثين على أنهما عصرا ضعف وجمود من الناحية الأدبية، فكانت الحالة الأدبية، انعكاساً لمجمل الأوضاع السياسية والاجتماعية والفكرية في تلك المرحلة خصوصاً بعد سقوط بغداد عام 656هـ - 1258م.

ولم يكتفِ الباحث في هذه الدراسة برصد خاصيات كل شاعر على حدة بل عمد إلى إجراء مقارنات عدة بين النصوص ولميزاتها مركزاً على ظاهرتي الإبداع والاتباع، مما يعزز مكانة الدراسة مدونةً شعريةً للعصرين النبهاني واليعربي.