اتفاق أميركي ـ روسي لتنفيذ بنود «السلامة الجوية» في سوريا

اتفاق أميركي  ـ روسي لتنفيذ بنود «السلامة الجوية» في سوريا
TT

اتفاق أميركي ـ روسي لتنفيذ بنود «السلامة الجوية» في سوريا

اتفاق أميركي  ـ روسي لتنفيذ بنود «السلامة الجوية» في سوريا

قالت وزارة الدفاع الروسية إن رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف، بحث مع نظيره الأميركي الجنرال جوزيف دانفورد، الوضع في سوريا، خلال اتصال هاتفي بمبادرة من الجانب الأميركي. وذكرت «ريا نوفوستي» نقلاً عن الوزارة إن المسؤولين العسكريين أكدا الاستعداد التام لاستئناف العمل بمذكرة «السلامة الجوية»، التي تتضمن إجراءات لتفادي الحوادث بين المقاتلات الأميركية والمقاتلات الروسية أثناء تنفيذها مهام في الأجواء السورية. فضلاً عن ذلك عبر الجانبان عن استعدادهما مواصلة العمل على وضع تدابير إضافية لتفادي الحوادث أثناء تنفيذ عمليات ضد «داعش» و«جبهة النصرة». وتجدر الإشارة إلى أن روسيا قررت تجميد العمل بموجب تلك المذكرة بعد قصف الولايات المتحدة لمطار الشعيرات، غير أن مسؤولين روس أكدوا بعد ذلك أن الاتصالات مع الجانب الأميركي عبر القنوات العسكرية مستمرة، لكن في الحالات الاضطرارية.
ووقع الجانبان مذكرة تفاهم بشأن السلامة الجوية في أكتوبر (تشرين الأول) 2015 بعد أن بدأت روسيا قصف أهداف في سوريا دعماً لقوات الحكومة السورية في حربها ضد تنظيم داعش، وجماعات مسلحة أخرى. وفي واشنطن قال متحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) في بيان إن دانفورد وجيراسيموف «تحدثا عن الاتفاق الموقع مؤخراً في آستانة وأكدا التزامهما بعدم تعارض العمليات في سوريا. واتفقا على الحفاظ على اتصالات منتظمة». وأبرمت روسيا وإيران وتركيا اتفاقا خلال محادثات جرت في آستانة عاصمة قازاخستان لإقامة «مناطق لتخفيف التوتر» في مناطق أساسية من الصراع بين الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة.
من جهة ثانية بحث وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي ريكس تيلرسون، الأوضاع في سوريا، خلال اتصال هاتفي أمس. وقالت الخارجية الروسية إن الوزيرين بحثا «مهام تخفيض التوتر، والوضع في سوريا، وكذلك منح وقف إطلاق النار طابعاً مستقراً، وتعزيز الجهود في مجال التصدي للإرهاب، وتنشيط الدعم الخارجي لعملية المفاوضات السورية». ونشرت الخارجية الروسي أمس نص مذكرة تخفيض التوتر التي وقعتها الدول الضامنة في ختام الجولة الرابعة من المفاوضات في آستانة. وجاء فيه أن روسيا وتركيا وإيران، وقعت المذكرة مسترشدة بقرار مجلس الأمن الدولي 2254، وأنه «بهدف إنهاء العنف وتحسين الوضع الإنساني، وخلق ظروف مناسبة لتحريك التسوية السياسية سيتم إقامة أربع مناطق لتخفيض التوتر، وهي محافظة إدلب (مع أجزاء محددة من المحافظات المجاورة، اللاذقية وحماة وحلب)، وكذلك مناطق محددة من شمال محافظة حمص، والغوطة الشرقية في ريف دمشق، وبعض المناطق في جنوب سوريا (محافظات درعا والقنيطرة)، ويستمر العمل بها لمدة ستة أشهر قابلة للتمديد تلقائياً، لكن بإجماع الدول الضامنة.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.