القمة الآسيوية اختتمت أعمالها في السعودية.. وماليزيا تستعد لنسخة 2015

اختتمت القمة الآسيوية الحادية عشرة للإعلام المرئي والمسموع التي أقيمت في السعودية برعاية خادم الحرمين الشريفين تحت عنوان «الإعلام والتنوع لإثراء تجربة البث» أمس (الأربعاء) جلساتها، وسط مشاركة قادة الإعلام من 50 دولة، وجرى الإعلان في الجلسة الختامية عن أن دولة ماليزيا ستكون الدولة المضيفة للقمة الآسيوية للإعلام 2015.
من جهته، شدد الدكتور رياض نجم، رئيس الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، على ضرورة وجود تشريعات تمنع التعدي على الخصوصية والتجريح والاتهام من دون دليل، وضرورة وجود توازن في نقد مؤسسات الخدمة العمومية بحيث تذكر السلبيات بالإضافة للإيجابيات، وأن تبنى أي اتهامات على حقائق ومشاهدات مؤكدة.
ولفت إلى مجموعة عوامل يلزم توفرها في «الوسيلة الإعلامية الناقدة» التي تُقيم مؤسسات الخدمة العامة (watchdog)، أولها ألا يكون لتلك الوسيلة أي تضارب في المصالح مع المؤسسة التي يجري تقييمها، والوسيلة الأفضل الأكثر استغلالا المرشحة لذلك هي وسائل الإعلام للخدمة العمومية.
جاء ذلك في الوقت الذي واصلت فيه القمة الآسيوية أعمالها، بعد أن انتهت جلسات اليوم الأول بمناقشة الفرص والتحديات التي تواجه وسائل الإعلام، والذي لفت أثناءها يان تشينغ شينغ، نائب المدير العام بإدارة التعاون الدولي بالمؤسسة الحكومية للصحافة والنشر والإذاعة والسينما والتلفزيون في الصين، إلى أنه وبحسب الإحصائيات سيكون هناك 50 مليار من الهواتف الذكية بحلول 2020، وسيرتبط الناس بالإنترنت بشكل أكبر مما يؤدي لحركة اقتصادية تقدر بـ19 تريليون دولار.
وأوضح نجم خلال حلقة نقاش بعنوان «دور الرقيب في وسائل الإعلام إلى أي مدى يمكن أن نذهب» بأن هناك إشكالية في العالم العربي في تطبيق «الوسيلة الناقدة» لأن من يقوم بذلك تكون في كثير من الأحيان وسيلة آتية من خارج الحدود عبر الأقمار الصناعية لا تقدر أو تعي بالضرورة طبيعة المشكلات التي تنتقدها ولا توجد وسيلة قانونية للتواصل أو الشكوى ضد تلك الوسيلة، كما أن بعض تلك الوسائل يكون لديها أجندتها الخاصة التي تكون سياسية أو عرقية أو دينية ويكون الغرض هو الإساءة وليس الإصلاح. وشهدت الجلسة التي رأستها فرانشيسكا أنسورث، نائب مدير الأخبار والشؤون الحالية هيئة الإذاعة البريطانية بالمملكة المتحدة، مداخلة لمدير العمليات في مؤسسة طومسون بالمملكة المتحدة حسام النجار بأن الإعلام إذا أراد أن يتدخل في مسألة معينة فيجب عليه التدخل بشكل لائق وحيادي.
وأضاف أنه لا يمكن أن تكون هناك مقاييس عالمية في الإعلام بسبب اختلاف الحضارات والعادات والتقاليد، ولدى كل مجتمع خصوصياته، وكل مجتمع يرى أن طريقته هي الأنسب له، لافتا إلى أن الإعلام هو استجابة لحاجات المجتمعات، وهذا يطرح أهمية التطور في الإعلام، ونحن نطالب بتغيير متدرج وليس زلزاليا يؤثر على الجميع.
وقال منيف عماش الحربي، الرئيس التنفيذي لشركة مدارات الخليج للاستشارات الإدارية في السعودية، إن الإعلام الفضائي العربي هو إعلام اجتهادات ولم يصل لحد الابتكار.
وأشار الحربي إلى أن الإعلام موهبة وليس عملا فرديا، ويجب على الإعلامي أن يكون موهوبا ويطور نفسه لكي يكون أهلا لذلك.
وتصدر موضوع دور وسائل الإعلام في حالات الطوارئ، أولى جلسات اليوم الثاني والأخير، والتي ترأسها مايك ماكلاوسكي، استشاري مستقل لوسائل الإعلام بأستراليا، وتحدث في بدايتها ألفونسو توماس أراولو، المراسل الميداني لشبكة الأخبار CBN - ABS والشؤون الحالية بالفلبين.
وأجمع المتحدثون على ضرورة استخدام التقنية الجديدة في التواصل الاجتماعي أثناء الأزمات والكوارث، من خلال تفعيل حسابات تابعة للقنوات الفضائية والإذاعات لاستقبال طلبات واستفسارات المواطنين وإيصالها إلى الجهات المختصة، ومتابعتها معهم كوسيلة ضغط لتلبية احتياجاتهم، وبث مستجدات هذه الحالات عبر القناة أو المحطة الإذاعية، وتخصيص مراسلين ميدانيين ونزولهم لأرض الحدث لتغطية احتياجات المناطق ومدى تضررها، وتقديمها للمشاهد، وللجهات المسؤولة، إضافة إلى تخصيص غرفة تحرير داخل مقر القناة تعمل على مدى 24 ساعة لمتابعة الحدث.
وبينوا بأن الصحافيين في الكوارث يقومون بعمليات إنقاذ للمجتمع من خلال التوعية والتوضيح، داعين الإعلام للتصرف بمسؤولية اجتماعية أمام هذه الكوارث وتوضيح الحقيقة وموقعها ومصدرها، كما يجب عليها تغطية الوقائع بحقيقتها الكاملة والإيجابية.
وتطرقوا أثناء الجلسة لأهمية شفافية ومصداقية الإعلام واحترافيته في حالات الطوارئ، من خلال تنبيه المجتمع بقدوم خطر دون ذكر تفاصيله، وتوعيته بما يفعلونه وكيفية تفاديه وحماية أنفسهم وممتلكاتهم، وأثناء الكارثة بتغطية الأخبار بكل شفافية ومساعدة المتضررين، وأيضا بعد الكارثة من خلال متابعة المتضررين.
وأشاروا إلى أن الهواتف الجوالة غطت جزءا من الكوارث عبر الصور أو الفيديو، وأن الإنترنت لعب دورا مهما بعد أن رجعت الخدمة التي قطعتها الكارثة، حيث قامت وسائل الإعلام ببث بعض الصور التي لم يجر نشرها حال وقوع الكارثة، ونشر صور المواطنين لكي يتعرف عليهم ذووهم، داعين إلى ضرورة تمرير المعلومات والتفريق بين الصحيحة وغيرها.
وناقشت الجلسة الثانية برئاسة ناتالي لابورديت، رئيسة أكاديمية يوروفيغن التأثير القوي للإعلام في الأداء الوظيفي، كما ناقشت الجلسة الموازية الثانية برئاسة أندريس هيلد، رئيس الراديو الدولي تمكين إشراك المشاهدين في البرامج التي يقدمها الراديو ووسائل الإعلام الجديد، الذي أكد أن الإحصائيات الأخيرة بينت وجود 100 ألف متابع للإذاعة عبر الإنترنت يوميا، كذلك ناقشت الجلسة الثالثة في اليوم الأخير للقمة برئاسة جون ماقوير، مدير التنمية والشؤون الدولية في وسائل الإعلام مدى تأقلم وتكيف غرف نشرة الأخبار، واختتمت القمة أعمال جلساتها بحلقة نقاش للرؤساء التنفيذيين حول أهمية بناء وسائل الإعلام كمواطن مسؤول.