الانتخابات المحلية ترجح كفة ماي في الانتخابات التشريعية

حزب {الاستقلال} تزعم حملة «بريكست» وفقد جميع مقاعده

ماي تبدو مرتاحة للنتائج الأولية (أ.ف.ب)
ماي تبدو مرتاحة للنتائج الأولية (أ.ف.ب)
TT

الانتخابات المحلية ترجح كفة ماي في الانتخابات التشريعية

ماي تبدو مرتاحة للنتائج الأولية (أ.ف.ب)
ماي تبدو مرتاحة للنتائج الأولية (أ.ف.ب)

فاز حزب المحافظين البريطاني، بزعامة رئيسة الوزراء تيريزا ماي، بأكثرية المقاعد في الانتخابات المحلية التي أُجرِيَت يوم أول من أمس (الخميس)، حسب النتائج الأولية التي صدرت، أمس (الجمعة)، والتي اعتبرت مؤشراً على نيات التصويت في الانتخابات التشريعية التي ستجري يوم الثامن من يونيو (حزيران) المقبل. بينما فقد حزب «العمال» والحزب «الديمقراطي الليبرالي» بمقاعد كانوا قد فازوا بها في الانتخابات السابقة. أما حزب «استقلال المملكة المتحدة»، الذي جعل من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قضيته الأولى، فقد خسر جميع مقاعده الـ30، التي كان يحتفظ بها في الانتخابات السابقة. وعلَّق بعض المراقبين قائلين إن الحزب فقد أساس وجوده، لأنه لا يوجد له سياسات أخرى غير سياسات «بريكست». وقال الديمقراطي الليبرالي فينس كيبل، الذي كان يشغل منصب وزير أعمال سابق في حكومة ائتلافية مع حزب المحافظين لهيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية (بي بي سي) إن حزب «المحافظين» يستفيد من «تنفيذ جدول أعماله، وكذلك من الناخبين السابقين لحزب استقلال المملكة المتحدة».
وبهذا تميل النتائج بشكل واضح لمصلحة المحافظين في نبأ سار لتيريزا ماي قبل انتخابات أعضاء مجلس العموم. وقال جون كورتيس أستاذ العلوم السياسية في جامعة ستراثكلايد في مقابلة مع «بي بي سي» إن المحافظين يحققون حالياً «أفضل نتائجهم في الانتخابات المحلية منذ عشر سنوات وربما منذ 25 عاماً». ويحاول الحزب الليبرالي الديمقراطي من جهته أن يؤكد أنه البديل الموثوق من حزب العمال، أبرز أحزاب المعارضة الذي يواجه أزمة زعامة منذ أشهر طويلة.
أدلى البريطانيون، أول من أمس (الخميس)، بأصواتهم لانتخاب نحو خمسة آلاف عضو مجلس بلدي في بعض مقاطعات البلاد ورؤساء بلديات عدد كبير من المدن. وسيطر المحافظون على عشرة مجالس من أصل 23 أعلنت نتائجها من مجموع المجالس البالغ 88 (في إنجلترا واسكوتلندا وويلز) وقد حصلوا على 553 مقعداً، أي 150 مقعداً إضافياً عن الانتخابات السابقة. أما حزب العمال فسيهيمن على خمسة مجالس، وخسر 119 مقعداً في هذه الانتخابات التي تشكل مؤشراً على أوضاع مختلف القوى الموجودة.
وقال جون ماكدونيل مساعد زعيم حزب العمال جيريمي كوربن إنها «كانت ليلة صعبة»، إلا أنه أضاف في تصريحات لـ«بي بي سي» أن النتائج لا تعكس فوزاً ساحقاً توقَّعَه البعض للمحافظين، وما زال كل شيء ممكناً في الانتخابات التشريعية المبكرة التي ستجري في الثامن من يونيو، مع أن استطلاعات الرأي تتوقع حصول حزب المحافظين على عشرين نقطة أكثر من العماليين.
وتأتي هذه النتائج للتمحيص قبل خمسة أسابيع من الانتخابات النيابية المبكرة، التي دعت إليها ماي، آملة في زيادة أكثريتها في برلمان وستمنستر، فتؤمن بذلك الحرية المطلقة للتفاوض حول «بريكست» مع المسؤولين الأوروبيين. لكن العلاقات توترت في الأيام الأخيرة مع بروكسل، لأن تيريزا ماي اعتبرت الأربعاء أن «سياسيين ومسؤولين أوروبيين وجهوا تهديدات إلى المملكة المتحدة»، وأن «كل ذلك تمت برمجته عمداً للتأثير على نتيجة الانتخابات» التشريعية.
وردَّ رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني من بروكسل، بالقول: «لا يريد أحد التأثير على الحملة الانتخابية في المملكة المتحدة». وأضاف: «قُلنا فقط إننا نريد أن ندافع عن مصالحنا».
وحاول رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك أن يهدئ الأمور. وقال في تصريح صحافي أدلى به في بروكسل، إن «هذه المفاوضات صعبة إلى حد ما بهذه الطريقة. وإذا ما بدأنا بالاختلاف قبل أن تبدأ، فستصبح مستحيلة». ودعا كلاً من الطرفين إلى إبداء «أقصى درجات حسن النية»، حتى تفضي المشاورات إلى نتيجة. وتابع أن «الرهانات أكبر من أن تسمح لنا بالخضوع لمشاعرنا... إن الرهان مداره الحياة اليومية، ومصالح ملايين الناس على ضفتَيْ بحر المانش».
من جهته، أكد مصدر في الاتحاد الأوروبي لوكالة الصحافة الفرنسية أن رسالة تاسك «موجهة بشكل واضح إلى كل من الطرفين» وسط تصعيد كلامي بشأن «بريكست» قبل انطلاق المفاوضات الرسمية بشأنه.
وشكلت تصريحات تاسك تحذيراً من خطر فشل المفاوضات، مما قد يؤدي إلى انفصال بريطانيا بلا اتفاق على الشروط أو فترة انتقالية لضمان خروجها بسلاسة من السوق الأوروبية الموحدة.



لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.