بدء تنفيذ اتفاق «المناطق الهادئة»... وروسيا تستثني القابون

موسكو تعلن حظر طيران التحالف... وقوات من الدول الضامنة تنفذ المهام في الحزام الأمني الفاصل

بدء تنفيذ اتفاق «المناطق الهادئة»... وروسيا تستثني القابون
TT

بدء تنفيذ اتفاق «المناطق الهادئة»... وروسيا تستثني القابون

بدء تنفيذ اتفاق «المناطق الهادئة»... وروسيا تستثني القابون

بدأ سريان اتفاق آستانة حول «المناطق الهادئة» عند منتصف الليلة الماضية بعدما أعلنت روسيا أن مناطق تخفيف التصعيد ستغلق أمام طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة مع تأكيدها أنها ستواصل القتال ضد تنظيم داعش وجبهة النصرة.
وقال ألكسندر لافرنتييف، المبعوث الروسي إلى محادثات السلام السورية في آستانة، إن موسكو مستعدة للعمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة والسعودية حول سوريا. بدوره، قال ألكسندر فومين، نائب وزير الدفاع الروسي، إن موقف الولايات المتحدة هيأ الأجواء لتسوية سياسية في سوريا. وأضاف أن حصول الاتفاق على دعم الأمم المتحدة والولايات المتحدة والسعودية يضمن تنفيذه.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أمس، أن العمل بموجب مذكرة إقامة «مناطق تهدئة» سيبدأ اعتباراً من منتصف ليل السادس من مايو (أيار)، وأن الطائرات الروسية ستوقف عملياتها في تلك المناطق. وأوضح سيرغي رودسكوي، مدير دائرة العمليات في الأركان الروسية، في تصريحات له أمس: «اعتباراً من الأول من مايو، أوقفت القوات الجوية الروسية عملياتها في المناطق التي حددتها المذكرة».
وأفاد رودسكوي، في إيجاز صحافي أمس، بأن مذكرة مناطق التهدئة لا تشمل منطقة القابون في دمشق، بذريعة أنها خاضعة لسيطرة «جبهة النصرة»، وتابع أن توقيع المذكرة لا يعني توقف العمليات، والتعاون بين تركيا وروسيا وإيران في الحرب على الجماعات الإرهابية، مثل «داعش» و«جبهة النصرة».
وأوضح المسؤول العسكري الروسي أن المذكرة تنص على إقامة «حزام أمني» في محيط المناطق الآمنة، تنتشر فيه حواجز ونقاط مراقبة، وأكد أن فريقاً من القوات الروسية، تحت إشراف قيادة الأركان، يقوم الآن بتحديد عدد نقاط المراقبة والتفتيش التي سيتم نشرها في الحزام الأمني حول مناطق التهدئة. وأضاف أن «العسكريين والتشكيلات من روسيا وتركيا وإيران ستقوم بالمهام على الحواجز، ونقاط المراقبة، وكذلك في إدارة الحزام الأمني»، دون أن يستبعد «مشاركة قوات من أطراف أخرى»، لكن «على أساس توافق بين الدول الضامنة».
وأشار إلى أن فريق عمل سيحدد حدود مناطق التهدئة، والمناطق العازلة، أو الحزام الأمني حول تلك المناطق، بهدف الحيلولة دون تجدد المواجهات بين الأطراف السورية. أما قوات النظام التي ستتمكن من التحرك بفضل إقامة مناطق التهدئة، فإنها - حسب قول رودسكوي: «ستتجه إلى مناطق وسط وشرق سوريا للتصدي لتنظيم داعش، وستقوم القوات الجوية الروسية بتقديم الدعم لها».
من جانبه قال ألكسندر فومين، نائب وزير الدفاع الروسي، إن «وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أجرى سلسلة لقاءات مع وزراء دفاع إيران وتركيا وسوريا وإسرائيل»، ولم يوضح متى جرت تلك اللقاءات وأين. إلا أن وكالة «ريا نوفوستي» أشارت إلى أنها جرت في إطار التحضير لتوقيع مذكرة مناطق التهدئة. ويرجح أن اللقاءات جرت على هامش منتدى موسكو الدولي للأمن، الأسبوع الماضي، حين شارك فيه وزراء دفاع الدول المذكورة. وأكد فومين أن الاتصالات مستمرة مع هذه الأطراف عبر القنوات العسكرية وقنوات أجهزة الاستخبارات، كاشفاً عن عمل كبير قام به الجانب الروسي مع النظام السوري وقادة فصائل المعارضة السورية المسلحة، في إطار التحضيرات لمذكرة مناطق التهدئة. وفي تعليقه على الموقف الأميركي، قال إنه كان إيجابياً، لافتاً إلى أن «الولايات المتحدة رحبت بالخطوات الرامية إلى تخفيف مستويات العنف في سوريا، وتحسين الوضع الإنساني، وتهيئة الظروف للتسوية السياسية للأزمة السورية».
هذا، ويتوقع أن تكون مذكرة مناطق التهدئة موضوعاً رئيسياً على جدول أعمال محادثات مرتقبة بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي ريكس تيلرسون، على هامش اجتماع مجلس القطب الشمالي في ألاسكا، يومي 10 و11 مايو الحالي، حسب ما أكده للصحافيين أمس ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي. وفي إجابته عن سؤال حول الدور المحتمل للولايات المتحدة في مناطق التهدئة، قال بوغدانوف إنه يجب بداية معرفة ما إذا كانت الولايات المتحدة ترغب بذلك أم لا. ومن ثم، أشار إلى أن هذا الدور يجب بحثه خلال مشاورات على مستوى الخبراء والعسكريين، وأضاف أنه يجب كذلك أخذ رأي دمشق بالحسبان، كما أقر بوجود عقبات تتعلق بالخلافات بين واشنطن وطهران. أما بالنسبة للدور التركي، فقد أكد بوغدانوف أن موسكو تأمل من أنقرة العمل على ضمان التزام المعارضة ببنود المذكرة.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.