اقتحمت القوات العراقية، أمس، المناطق الواقعة في شمال غربي الموصل، ضمن خطتها لفتح جبهة جديدة من المعارك التي تهدف إلى تسريع تحرير ما تبقى من مناطق المدينة تحت سيطرة تنظيم داعش، فيما أحكم الأخير الخناق على السكان الموجودين في مناطق سيطرته لمنعهم من الفرار.
وقال الضابط في الجيش الملازم محمد الشمري لـ«الشرق الأوسط»: «منذ ساعات الصباح الأولى، انطلقت الفرقة المدرعة التاسعة والفرقة الخامسة عشرة من الجيش وقوات الرد السريع والشرطة الاتحادية في عملية موسعة لاستعادة السيطرة المناطق الشمالية الغربية من الموصل، خصوصاً أحياء الهرمات وحاوي الكنيسة والمشيرفة».
وتابع الشمري: «تمكنا من توجيه ضربة قاضية إلى مسلحي التنظيم، وقتلنا العشرات منهم، حررنا بعد مرور ساعات من انطلاقة العملية حي المشيرفة الثالثة ومشروع تصفية مياه المشيرفة، والقسم الشمالي من حي المشيرفة الثانية والتقدم متواصل لتحرير الأحياء الأخرى».
وكانت القوات مهدت خلال الأيام الماضية لفتح هذه الجبهة الجديدة، ففتحت منفذاً جديداً للمدنيين الذين يعيشون أوضاعا إنسانية صعبة بسبب حصار «داعش». أما الشرطة الاتحادية وفرقة الرد السريع المتجحفلة معها، فاندفعت من الاتجاه نفسه في إطار العملية ذاتها نحو منطقة الهرمات. وقال ضابط برتبة رائد في فرقة الرد السريع لـ«الشرق الأوسط»، إن «قطعاتنا توغلت (أمس) في مساحة واسعة من منطقة الإحليلة باتجاه الهرمات وحررت قرية الحسونة ومعمل غاز نينوى».
وأوضح قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت لـ«الشرق الأوسط» أن قواته تسعى من خلال تقدمها السريع من الناحية الشمالية الغربية إلى محاصرة منطقة الجسر الخامس في المدينة القديمة. وكشفت أن قواته قتلت أمس «ثمانية إرهابيين من التنظيم في محور الزنجيلي ورأس الجادة، بينهم القيادي أبو حذيفة الحديدي مسؤول محور الزنجيلي ورأس الجادة في (داعش)». وأوضح أن «الشرطة الاتحادية قتلت أيضاً أبو إسحاق المسؤول الشرعي لغرب الموصل في حي الشفاء، وقيادياً آخر يدعى ناصر، وهو المسؤول الأمني في الجانب الأيمن من المدينة».
وتزامناً مع العمليات البرية التي تشنها القوات العراقية على محاور الموصل كافة، أعلنت خلية الإعلام الحربي أن القوة الجوية العراقية وجَّهَت، استناداً إلى معلومات خلية استخبارات عمليات «قادمون يا نينوى»، ضربات عديدة لمواقع «داعش» وتجمعاته في حي 17 تموز، ومنطقة الهرمات وقضاء تلعفر، أسفرت عن تدمير أربع معامل لتفخيخ العجلات وتصنيع العبوات الناسفة ومستودع للصواريخ والعبوات الناسفة.
وأوضح عضو مجلس محافظة نينوى عبد الرحمن الوكاع لـ«الشرق الأوسط» أن «العمليات العسكرية تسير ببطء، لأن القوات الأمنية تخشى على المدنيين الذين يتخذهم التنظيم دروعاً بشرية في المناطق التي لا تزال خاضعة له في الموصل». ولفت إلى أن «القوات الأمنية تتخذ حالياً استراتيجية جديدة في معركة تحرير الجانب الأيمن تعتمد على استهداف مَن تبقى من مسلحي (داعش) بشكل دقيق كي لا يتم إيذاء المدنيين الموجودين حولهم». وأضاف: «لولا وجود المدنيين لكانت الموصل محرَّرَة منذ شهور».
وكشف الوكاع أن «أعداد النازحين تجاوزت 300 ألف حتى الآن، وزعوا جميعاً على مخيمات جنوب الموصل وشرقها، واستقر آخرون منهم في القرى والبلدات الجنوبية المحررة من المدينة بينما انتقل من تبقى منهم إلى الجانب الأيسر (الشرقي) المحرر»، مشيراً إلى أن مخيمات النازحين تكتظ بنازحين يعيشون أوضاعاً إنسانية مأساوية في ظل نقص الخدمات الأساسية.
جبهة جديدة ضد «داعش» في غرب الموصل
التنظيم يضيق على المدنيين لمنعهم من الفرار... وأعداد النازحين تتجاوز 300 ألف
جبهة جديدة ضد «داعش» في غرب الموصل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة