أداء تلفزيوني متميز لماكرون في مناظرته مع لوبان

شكوى من مرشح الوسط ضد «أكاذيب هدفها التأثير على الاقتراع»

أنصار مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان يستعدون لوصولها إلى إينيمين شمال فرنسا أمس (أ.ب)
أنصار مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان يستعدون لوصولها إلى إينيمين شمال فرنسا أمس (أ.ب)
TT

أداء تلفزيوني متميز لماكرون في مناظرته مع لوبان

أنصار مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان يستعدون لوصولها إلى إينيمين شمال فرنسا أمس (أ.ب)
أنصار مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان يستعدون لوصولها إلى إينيمين شمال فرنسا أمس (أ.ب)

بينما اتسمت المناظرة التلفزيونية الوحيدة والأخيرة بين المرشحين للدور الثاني من انتخابات الرئاسة الفرنسية المقرر الأحد المقبل، بالحدة وتبادل الاتهامات، أظهر استطلاع للرأي أن أداء مرشح الوسط مانويل ماكرون ليلة أول من أمس، كان متميزاً وأكثر إقناعاً، بنسبة 63 في المائة، مقابل 34 في المائة لمنافسته مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.
وأجمعت الصحافة الفرنسية، يمينا ويسارا، على أن العنف اللفظي كان سيد الموقف في المناظرة التي استغرقت نحو ساعتين وشاهدها نحو 16.5 مليون شخص، وأن تبادل الاتهامات بين الجانبين وصل أحياناً إلى حد الشتائم.
وأجمعت الصحافة على أن لوبان التي كانت تعول على المناظرة لردم الهوة التي ما زالت تفصلها عن منافسها للدخول إلى قصر الإليزيه، أخفقت في مسعاها ذلك، لأنها بادرت بفتح النار منذ اللحظات الأولى، ووصفت ماكرون بـ«مرشح البورصات وأسواق المال، المنبطح دوما أمام المستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل)، والساعي لبيع فرنسا للشركات الكبرى، والفاقد للحس الوطني».
وإزاء هذا السيل من الانتقادات، نجح ماكرون في رد الصاع صاعين، واتهم منافسته بالكذب واستغلال بؤس وآلام الناس، وبث مشاعر الكراهية والانهزام، وتقسيم الفرنسيين بحسب أديانهم وأصولهم، وزاد في هجومه عليها باتهامها بالنفخ في وقود الحرب الأهلية. كما قال إنها لا تملك برنامجا رئاسيا، وإنها في حال طبقت ما تدعو إليه، سيكون بابا لتقهقر فرنسا، وعزلتها الأوروبية والعالمية.
ويبدو أن أخطر ما ورد في الاتهامات بين الجانبين اتهام لوبان لمنافسها بامتلاك حساب في الخارج. وعلى الفور، قدم ماكرون شكوى قضائية إزاء هذه المزاعم، وقال مصدر قضائي إن مكتب الادعاء يحقق في الاشتباه بتعمد نشر معلومات كاذبة بهدف التأثير على التصويت. وعلق ماكرون على الأمر لـ«راديو فرنسا الدولي» أمس قائلا: «لم يكن لي مطلقا حساب في أي ملاذ ضريبي». وأضاف: «لوبان وراء هذا. لديها جيش (في حالة) تعبئة على الإنترنت». كما علقت لوبان على الأمر لتلفزيون «بي.أف.أم» أمس، قائلة إنها لا تملك دليلا على أن ماكرون لديه حساب في الخارج، لكنها لا تريد أن ينكشف أمر وجود أموال سرية بعد فوات الأوان.
...المزيد



دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.