مؤتمر في الأردن يناقش أوضاع اللاجئين في الشرق الأوسط والأمن الإنساني

يشكلون 30.6 % من إجمالي عدد السكان... نصفهم من السوريين

مؤتمر في الأردن يناقش أوضاع اللاجئين في الشرق الأوسط والأمن الإنساني
TT

مؤتمر في الأردن يناقش أوضاع اللاجئين في الشرق الأوسط والأمن الإنساني

مؤتمر في الأردن يناقش أوضاع اللاجئين في الشرق الأوسط والأمن الإنساني

بدأت في العاصمة الأردنية عمان أمس، أعمال المؤتمر الدولي الثاني «اللاجئون في الشرق الأوسط والأمن الإنساني... التزامات المجتمع الدولي ودور المجتمعات المضيفة»، الذي ينظمه مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية في جامعة اليرموك (حكومية)، بمشاركة محلية وعربية ودولية.
وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني عماد الفاخوري في كلمة له في المؤتمر، إن لجوء أعداد كبيرة ينعكس سلباً على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للدول المستضيفة، ويهدد المكتسبات التنموية والوطنية التي تم إنجازها خلال العقود السابقة؛ الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود العالمية للوصول إلى مستوى التحدي.
وأضاف أن الأردن كان وما زال ملاذاً للمستجيرين به، فلم يتوان يوماً عن قيامه بواجبه القومي والديني والإنساني، انطلاقاً من حقيقة إسهامه في حفظ السلام العالمي بكل وسائله السياسية والدبلوماسية والإنسانية، ابتداءً من القضية الفلسطينية وموجات اللجوء العراقي والسوري، حيث نجم عنها ضغوطات كبيرة على كل مناحي الحياة، خاصة قطاعات المياه والصرف الصحي والصحة والتعليم والخدمات البلدية والتجارة والصناعة والعمل.
وأشار إلى الأعباء التي شكلها اللجوء على الخزينة، وظهور مشاكل اجتماعية لم تكن معروفة لدى المجتمع الأردني في السابق.
ولفت إلى أنه لا يلوح في الأفق أي حل قريب لموجة اللجوء، حيث بات من الواضح أن تداعياتها الداخلية على دول الجوار ستأخذ وقتاً أطول مما توقعه الكثيرون؛ الأمر الذي حذر منه الأردن مراراً. وأشار إلى أن عدد سكان المملكة بلغ نحو 5.‏9 مليون نسمة بحسب نتائج التعداد العام للسكان والمساكن لعام 2015، منهم 6.613 أردنيون أي ما نسبته 69.4 في المائة، فيما شكل غير الأردنيين نحو 30.6 في المائة من إجمالي عدد السكان، نصفهم تقريباً من السوريين، حيث بلغ عددهم نحو 1.266 مليون سوري.
وقال إن الأردن وعلى مدى عقود، ورغم شح الموارد، قام باحتضان الباحثين عن اللجوء على أراضيه. وبحسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد بلغ عدد اللاجئين المسجلين في الأردن 8.‏2 مليون لاجئ، مما يجعله أكبر دولة مستضيفة للاجئين في العالم، وأثر هذا بشكل كبير على الوضع المالي منذ عام 2012 وحتى نهاية عام 2016، بنحو 10.6 مليار دولار أميركي، في حين قدرت التكلفة غير المباشرة السنوية بناء على دراسة أعدها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ما بين نحو 3.1 و3.5 مليار دولار سنوياً.
وحذر الأردن من أن ترك الدول المجاورة المضيفة للاجئين من دون الدعم المطلوب، سيسهم في امتداد الأزمة بعيداً، وسيكون لها ثمن باهظ يزيد من المعاناة الإنسانية للعالم.
من جانبه أكد رئيس جامعة اليرموك رفعت الفاعوري، أن الأردن ورغم صغر مساحته، يستضيف على أرضه أكثر من 40 جنسية من اللاجئين، ويعدُّ ثاني أكبر دولة في العالم استضافة للنازحين واللاجئين.
وقال إن جامعة اليرموك التزاماً منها بمسؤوليتها الاجتماعية تجاه المجتمع المحلي، فقد قامت بتوقيع اتفاقية مع منظمة اليونيسكو في عمان، يتم بموجبها تغطية دراسة 175 طالباً وطالبة من اللاجئين السوريين لمنحهم الدبلوم المهني.
بدوره أشار مدير مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية في الجامعة الدكتور فواز المومني، إلى أن انعقاد هذا المؤتمر جاء لدقِّ ناقوس الخطر. وفي الوقت الذي وصل فيه عدد اللاجئين في العالم إلى 65 مليوناً، فقد اضطروا لترك أوطانهم بسبب الاضطهاد والتعذيب والتنكيل، لافتاً إلى أن أوروبا تستقبل 6 في المائة منهم، في حين 86 في المائة لا يزالون يقبعون في دولٍ محدودة الدخل، الأمر الذي يعدُّ مؤشراً على هشاشة النظام العالمي في التعامل مع قضايا اللجوء وتبعاتها.
ويهدف المؤتمر الذي يستمر لمدة يومين إلى استعراض المبادرات الدولية لمعالجة قضايا اللاجئين، وآخر التوجهات العلمية والأكاديمية في تناول موضوع اللاجئين، وفرص وإمكانيات تأهيل اللاجئين وبخاصة توفير فرص التعليم لهم، وتوضيح دور مؤتمر لندن في الإيفاء بالالتزامات الدولية للدول المضيفة للاجئين. وأوضح أن المؤتمر في دورته الثانية يحمل عنوان «الأمن الإنساني... التزامات المجتمع الدولي ودور المجتمعات المضيفة».
ويتناول المؤتمر الذي ستعرض فيه 36 ورقة بحثية من 16 دولة، عدة محاور رئيسية، هي: «حركات اللجوء في الشرق الأوسط، دور المجتمع الدولي في تمويل جهود المجتمعات المضيفة للاجئين، المجتمع الدولي والتزامه الأخلاقي للتدخل الإنساني، التشريعات المحلية والدولية المنظمة لتحقيق الأمن الإنساني ومؤتمر لندن كسبيل لدعم الدول المضيفة وتمكين اللاجئين».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.