محامي الأصوليين بالأردن لـ«الشرق الأوسط»: أكثر من 5 آلاف التحقوا بتنظيمات متطرفة

«أمن الدولة» تحاكم فتاتين بتهمة الترويج لـ«داعش»

محامي الأصوليين بالأردن لـ«الشرق الأوسط»: أكثر من 5 آلاف التحقوا بتنظيمات متطرفة
TT

محامي الأصوليين بالأردن لـ«الشرق الأوسط»: أكثر من 5 آلاف التحقوا بتنظيمات متطرفة

محامي الأصوليين بالأردن لـ«الشرق الأوسط»: أكثر من 5 آلاف التحقوا بتنظيمات متطرفة

قال محامي التنظيمات المتشددة في الأردن، موسى العبد اللات، أمس، إن عدد الأردنيين الملتحقين بتنظيمي داعش وجبهة النصرة و«جند الأقصى» بلغ أكثر من خمسة آلاف أردني، ونحو 80 في المائة منهم ملتحقون في صفوف «داعش» بكل من سوريا والعراق. وأضاف العبد اللات لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك نحو ألف و800 أردني ملتحقين في صفوف جبهة النصرة، مشيرا إلى أن عدد من قتل في العراق وسوريا وصل إلى ألفين ومائتي أردني في البلدين خلال المعارك الدائرة هناك.
وأوضح العبد اللات، أن هؤلاء التحقوا منذ بداية الأزمة السورية عبر الحدود السورية الأردنية قبل أن تحكم القوات الأردنية سيطرتها على الحدود وتستخدم أجهز تصوير ورادارات ليلية بعيدة المدى تصل فاعليتها إلى أكثر من 12 كيلومترا، إضافة إلى أن هؤلاء التحقوا بالسفر إلى تركيا أو لبنان أو السفر إلى تركيا عبر دولة ثالثة.
وقال العبد اللات، إن هناك أردنيين كانوا يقيمون في سوريا استقر معظمهم في مخيم اليرموك جنوب دمشق، حيث التحق المئات منهم بـ«داعش» أو «جبهة النصرة»، إضافة إلى أردنيين كانوا يقيمون في العراق وفروا منه عام 2003 إلى سوريا أو المناطق الكردية، والتحق أعداد كبيرة منهم بـ«داعش».
وأشار العبد اللات، إلى أن هناك 85 من أعضاء التيار السلفي الذين يحاكمون على خلفية أحداث الزرقاء التي وقعت في شهر أبريل (نيسان) عام 2011، وهو وكيلهم، قتلوا في سوريا بعد أن حصلوا على إذن الإفراج عنهم بكفالة، واستطاعوا الهروب خارج الأردن عبر الحدود إلى سوريا، موضحا أن هؤلاء قتلوا في المعارك الدائرة هناك، وما زالت قضيتهم مفتوحة أمام محكمة أمن الدولة، لأنه لا توجد هناك شهادات وفاة تقدم إلى المحكمة أو شهادة مصدقة من جهة رسمية في سوريا لتأكيد ذلك.
وكشف المحامي أن هناك مشكلات ظهرت في الأردن لذوي الذين قتلوا في سوريا، حيث لا توجد شهادات وفاة تستند إليها السلطات، من أجل إصدار حصر إرث وقيام الورثة بتوزيع الميراث أو تحرير زوجاتهم الأرامل، حيث لا تتمكن هؤلاء النسوة من إصدار شهادة وفاة كي تتمكن الواحدة منهن الزواج مرة أخرى.
وفي سياق متصل، بدأت محكمة أمن الدولة الأردنية أمس النظر في قضيتين منفصلتين لفتاتين تتعلقان بالترويج لتنظيم داعش الإرهابي.
وقال مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط»، إن المحكمة وجهت في القضية الأولى تهمة الترويج لأفكار جماعة إرهابية - تنظيم داعش الإرهابي لفتاة 19 عاما، أوقفت في فبراير (شباط) الماضي، لارتباطها بعلاقة صداقة مع مدرستها السابقة المؤيدة للتنظيم الإرهابي.
ووفق لائحة الاتهام، فإن المتهمة كانت تتواصل مع مدرستها السابقة التي التحقت بالتنظيم الإرهابي في سوريا العام الماضي عبر تطبيقي «واتساب» و«تليغرام»، وكانت تبين للمتهمة مشروعية التنظيم وتطلب منها تأييده.
وفي القضية الثانية، أفادت لائحة الاتهام بحق سيدة أردنية عمرها 31 سنة وموقوفة منذ فبراير الماضي، بإنشاء صفحة لها على برنامج التواصل الاجتماعي «فيسبوك» قبل 4 سنوات تعرفت بواسطتها على شاب مصري يقيم في مصر، لتستمر بالتواصل معه حتى أقنعها بفكر تنظيم داعش.
وقررت المحكمة تأجيل النظر بالقضيتين إلى الأسبوع المقبل لتمكين المتهمتين من تقديم إفادتهما الدفاعية.
كما نظرت المحكمة في 19 قضية إرهابية خلال جلسة علنية وسط إجراءات أمنية مشددة، حوكم بموجبها عدد من المتهمين من مؤيدي وملتحقي تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين.



«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
TT

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)

استهلت الجماعة الحوثية السنة الميلادية الجديدة بإطلاق حملات جباية استهدفت التجار وأصحاب ورؤوس الأموال في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بغية إجبارهم على دفع الأموال لتمويل احتفالات الجماعة بما تسميه «جمعة رجب».

وتزعم الجماعة الحوثية أن دخول اليمنيين في الإسلام يصادف أول جمعة من شهر رجب الهجري، ويستغلون المناسبة لربطها بضرورة الولاء لزعيمهم عبد الملك الحوثي تحت ادعاء أن نسبه يمتد إلى علي بن أبي طالب الذي أدخل اليمنيين في الإسلام قبل أكثر من 14 قرناً هجرياً. وفق زعمهم.

وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن مشرفين حوثيين برفقة عربات ومسلحين يتبعون عدة مكاتب تنفيذية تابعة للجماعة، نفذوا حملات واسعة ضد متاجر ومؤسسات تجارية في عدة مديريات في المدينة، وأجبروا ملاكها على دفع جبايات، بينما أغلقوا عدداً من المتاجر التي رفض ملاكها التبرع.

وأكدت المصادر أن الانقلابيين شرعوا في توسيع أنشطتهم الاستهدافية في تحصيل الإتاوات أكثر مما كان عليه قبل أشهر ماضية، حيث لم تستثنِ الجماعة حتى صغار التجار والباعة المتجولين والسكان الأشد فقراً.

الانقلابيون سيطروا بالقوة على مبنى الغرفة التجارية في صنعاء (إعلام محلي)

وفي ظل تجاهل الجماعة المستمر لفقر السكان في مناطق سيطرتها، أقرت ما تسمى اللجنة العليا للاحتفالات والمناسبات في اجتماع لها بصنعاء، إطلاق برنامج الفعاليات المصاحب لما يُسمى ذكرى «جمعة رجب»، بالتوازي مع بدء شنّ حملات جباية على التجار والسكان الذين يعانون من ظروف معيشية حرجة.

وهاجم بعض السكان في صنعاء كبار قادة الجماعة لجهة انشغالهم بابتكار مزيد من الفعاليات ذات المنحى الطائفي وتخصيص ميزانية ضخمة لأعمال الدعاية والإعلان، ومكافآت ونفقات لإقامة الندوات وتحركات مشرفيها أثناء حشد الجماهير إليها.

وكانت تقارير محلية اتهمت في وقت سابق قيادات حوثية بارزة في الجماعة يتصدرهم حمود عباد وخالد المداني بجباية مليارات الريالات اليمنية من موارد المؤسسات الحكومية الخاضعة لسلطات الجماعة في صنعاء، لافتة إلى أن معظم المبالغ لم يتم توريدها إلى حسابات بنكية.

تعميم صوري

في حين زعمت وسائل إعلام حوثية أن تعميماً أصدره القيادي في الجماعة حمود عباد المعين أميناً للعاصمة المختطفة، يقضي بمنع إغلاق أي محل أو منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ ما سماها «الإجراءات القانونية»، نفى تجار وأصحاب مؤسسات تجارية بصنعاء توقّف عناصر الجماعة عن مداهمة متاجرهم وإغلاقها بعد رفضهم دفع جبايات.

تجمع للمارة في صنعاء أثناء محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)

وفي مسعى لتلميع صورتها عقب حملات التعسف كانت الجماعة أصدرت تعميماً يُلزِم قادتها في عموم المديريات والمكاتب التنفيذية في صنعاء بعدم إغلاق أي منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ «الإجراءات اللازمة».

وحض التعميم الانقلابي كل الجهات على «عمل برامج شهرية» لتنفيذ حملات نزول ميداني لاستهداف المتاجر، مرة واحدة كل شهر عوضاً عن تنفيذ حملات نزول يومية أو أسبوعية.

واعترفت الجماعة الحوثية بوجود شكاوى لتجار وملاك منشآت تجارية من قيام مكاتب تنفيذية في صنعاء بتحصيل مبالغ مالية غير قانونية منهم بالقوة، وبإغلاق مصادر عيشهم دون أي مسوغ قانوني.

توسيع الاستهداف

اشتكى تُجار في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من تصاعد كبير في حملات الاستهداف وفرض الإتاوات ضدهم عقب صدور تلك التعليمات التي يصفونها بـ«غير الإلزامية».

ويتهم عدد من التجار القياديَين حمود عباد وخالد المداني، والأخير هو مشرف الجماعة على المدينة، بتكثيف الأنشطة القمعية بحقهم وصغار الباعة وإرغامهم في كل حملة استهداف على دفع جبايات مالية مقابل السماح لهم بمزاولة أنشطتهم التجارية.

الحوثيون يستهدفون المتاجر والشركات لإجبارها على دفع الأموال (إعلام حوثي)

ويتحدث (أحمد.و)، مالك محل تجاري بصنعاء، عن استهداف متجره بسوق شعبي في حي السنينة بمديرية معين بصنعاء من قِبَل حملة حوثية فرضت عليه دفع مبلغ مالي بالقوة بحجة تمويل مناسبة «جمعة رجب».

وذكر أن عناصر الجماعة توعدته بالإغلاق والاعتقال في حال عدم تفاعله مع مطالبها غير القانونية.

وتحدث أحمد لـ«الشرق الأوسط»، عن إغلاق عدد من المتاجر في الحي الذي يعمل فيه من قِبَل مسلحي الجماعة الذين قال إنهم اعتقلوا بعض ملاك المحلات قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد أن رضخوا لدفع الجبايات.