ريف حماة في مرمى صواريخ النظام وروسيا

القصف طال أيضا درعا وأرياف دمشق وحلب وحمص

ريف حماة في مرمى صواريخ النظام وروسيا
TT

ريف حماة في مرمى صواريخ النظام وروسيا

ريف حماة في مرمى صواريخ النظام وروسيا

وسّع النظام السوري وحليفته موسكو حملتهما الجوية على مختلف المناطق السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة، في اليوم الأول من انطلاق الجولة الرابعة من محادثات آستانة. وأفاد ناشطون عن شن أكثر من 50 غارة على بلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي؛ ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وإلى دمار شبكتي الكهرباء والمياه بشكل شبه كامل.
وفي حين تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن غارات مكثفة نفذتها طائرات حربية، لم يحددها، على مواقع في بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي، كما على مناطق في بلدتي سلحب والسقيلبية بريف حماة الغربي والشمالي الغربي، قال «مكتب أخبار سوريا»: إن الطيران الحربي الروسي والنظامي استهدفا يوم أمس، بأكثر من 50 غارة بالصواريخ الارتجاجية والفراغية والموجهة، بلدة اللطامنة الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف حماة الشمالي؛ ما أدى إلى سقوط قتيلة وخمسة جرحى، ودمار عشرات المنازل وأضرار بغيرها من الممتلكات. وقال الناشط المعارض، عمر السالم، من اللطامنة: إن القصف المكثف على البلدة مستمر منذ ثلاثة أيام، أدى إلى دمار شبكات الكهرباء والمياه بشكل شبه كامل، نتيجة القدرة التدميرية الكبيرة للغارات، وبخاصة الصواريخ المحمولة بمظلات التي يزن الواحد منها نحو طن.
في المقابل، استهدفت فصائل المعارضة، بأكثر من 15 صاروخا من طراز غراد تجمعات القوات النظامية في مدن حلفايا بريف حماة الشمالي والسقيلبية وسلحب بالريف الغربي؛ وذلك ردا على القصف الجوي المكثف على مناطق سيطرة المعارضة في المنطقة، وفق «مكتب أخبار سوريا».
ولم تقتصر الحملة الجوية على محافظة حماة، بل قال ناشطون: إن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة بلدة الخلسة وقرية القراصي الخاضعتين للمعارضة المسلحة في ريف حلب الجنوبي. وأضافوا أن قصفا مماثلا استهدف مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي. وتحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن سقوط قذائف عدة على مناطق في محيط الزارة لتوليد الكهرباء في ريف حمص، لافتا إلى قصف قوات النظام مناطق في قرى أم صهيريج بريف حمص الشرقي، وسط اشتباكات عنيفة بينها وبين عناصر تنظيم داعش في محور جبال الشومرية؛ ما أدى إلى تقدم قوات النظام في المنطقة.
ذكرت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء أن وزارة الدفاع الروسية قالت الثلاثاء إن أحد مستشاريها العسكريين الذين يعملون في سوريا قتل برصاص قناص من المعارضة المسلحة.
وفي ريف دمشق، أفيد بقصف قوات النظام أحياء سكنية في مدينة حرستا بالغوطة الشرقية المحاصرة. يأتي ذلك في حين تتواصل الحملة العسكرية على أطراف الغوطة الشرقية وفي أحياء القابون وبرزة وتشرين، التي تقع بين الغوطة الشرقية ووسط دمشق.
أما في درعا، جنوب سوريا، فقد قصفت قوات النظام، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بقذائف الهاون مناطق في درعا البلد داخل المدينة.
من جهتها، تحدثت مواقع المعارضة السورية عن إصابة شخصين إثر استهداف طائرة مسيرة بالقنابل مخيم الوفاء بريف إدلب الغربي. وقال أبو البراء، مدير المخيم: إن «طائرة مسيرة استهدفت بقنبلة خيمة داخل المخيم أثناء صلاة الظهر؛ ما تسبب في إصابة رجل بجروح، لتعود بعد خمس دقائق وتستهدف المخيم بقنبلة ثانية، تسببت في إصابة سيدة بجروح، وأضرار في 15 خيمة تقريبياً، حيث تم إسعاف الجرحى للمشافي الميدانية القريبة من المنطقة.
وأضاف أبو البراء، أن أهالي المخيم يعيشون في حالة هلع وخوف شديد نتيجة القصف، وأن المدنيين القاطنين فيه نزحوا منه إلى الأراضي المجاورة؛ خوفاً من استهدافه مرة أخرى، موضحا أن المخيم يحوي ما يقارب 70 عائلة نازحة من الساحل وجبلي التركمان والأكراد.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.