جلسة للحكومة اللبنانية اليوم بغياب أي أفق لإقرار قانون للانتخابات

بري: التمديد للمجلس غير وارد ونحذر من الفراغ والذهاب إلى المجهول

جلسة للحكومة اللبنانية اليوم بغياب أي أفق لإقرار قانون للانتخابات
TT

جلسة للحكومة اللبنانية اليوم بغياب أي أفق لإقرار قانون للانتخابات

جلسة للحكومة اللبنانية اليوم بغياب أي أفق لإقرار قانون للانتخابات

لم يعد تاريخ 15 مايو (أيار)، الموعد الذي حدده رئيس المجلس النيابي نبيه بري لجلسة برلمانية كان من المرجح أن تُقر تمديدا ثالثا لولاية مجلس النواب، يوما مفصليا بما يتعلق بأزمة قانون الانتخاب التي ترزح تحتها البلاد منذ أشهر، لا سيّما أن الحكومة تعقد جلستها اليوم، بعد غياب أسبوعين وعلى جدول أعمالها بند قانون الانتخاب لكن من دون الاتفاق على صيغة محددة قد يتم إقرارها.
وبعد إعلان كل من بري كما رئيس الحكومة سعد الحريري رفضهما التمديد، منضمين بذلك إلى معظم القوى الأخرى التي تعارضه، وتشديد وزير الخارجية جبران باسيل على أن هناك إمكانية لإقرار قانون جديد حتى 19 يونيو (حزيران) المقبل، تم تلقائيا تمديد الأزمة حتى آخر يوم من ولاية المجلس النيابي الحالي. وبذلك تكون القوى السياسية اللبنانية قررت الرقص على حافة الهاوية باعتبار أنها، إذا فشلت بإتمام الاتفاق المنشود قبل منتصف يونيو، تكون البلاد دخلت عمليا في فراغ برلمانيا هو الأول من نوعه في تاريخها.
ويوم أمس، خاطب بري النواب في لقاء الأربعاء قائلا: «اطمئنوا، أقول باسم المجلس التمديد للمجلس غير وارد قطعاً وباتاً، وهذا الكلام أيضا للذين يحاولون أن يتهمونا بهذا الأمر». وأضاف: «علينا أن نصل إلى اتفاق على قانون جديد للانتخاب».
ونقل النواب عنه قوله: «إن انعقاد أو عدم انعقاد جلسة 15 مايو (أيار) يعود لتقديره، أي بري، الحريص على الاتفاق على قانون الانتخاب، وإذا لم تعقد الجلسة فسيدعو لجلسات متتالية»، محذّراً «من الفراغ والذهاب إلى المجهول»، ومؤكداً «إن هذا الخيار لا يخدم البلاد ولا الدولة بمؤسساتها ولا أي طرف».
من جهته، أكد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل لـ«وكالة الأنباء المركزية» أن رفض التمديد وقانون الستين والفراغ يعني التغيير، والتغيير يعني تغيير السلطة السياسية التي فشلت في استعادة سيادة الدولة، وفي تحمّل مسؤولياتها تجاه اللبنانيين على كل المستويات السياسية والاقتصادية والخدماتية والاجتماعية. واعتبر الجميل أن ما تعمل عليه السلطة السياسية اليوم هو محاولة للتمديد المقنّع الذي يقوم على محاولة إضفاء «شرعية» معينة على الواقع النيابي الحالي، سواء كان ذلك من خلال تمديد ولاية المجلس النيابي أو من خلال قانون الستين كأمر واقع، بحجة تلافي الفراغ أو من خلال مشاريع قوانين انتخابية تنتج السلطة السياسية القائمة نفسها.
وحول الاحتمالات التي ينتظرها لبنان بعد 15 مايو الحالي، في حال لم يقرّ قانون انتخابي جديد، يشرح وزير الداخلية السابق زياد بارود لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أن الأمل بإنتاج قانون جديد لم يسقط. وبعد اتخاذ رئيس الجمهورية ميشال عون قراره بتأجيل انعقاد المجلس النيابي شهرا واحدا، مستخدما صلاحياته المنصوص عنها في المادة 59 من الدستور، يرى بارود «إن خطوة عون جاءت للدفع باتجاه الاتفاق على القانون الجديد أكثر مما هو تأجيل لانعقاد المجلس».
وأوضح «نحن أمام احتمال من اثنين: إما إنضاج القانون، وبالتالي الذهاب إلى مجلس النواب بعد انقضاء الشهر لإقراره، وإما نعود إلى المربّع الأول قبل قرار التأجيل الرئاسي، وحينها، إذا قرّر مجلس النواب التمديد لنفسه للمرة الثالثة، فالأرجح أن الرئيس لن يوقّع قانون التمديد، وسيستعمل صلاحياته بردّ القانون إلى المجلس النيابي لمناقشة ثانية، وإذا أصرّ المجلس بأكثرية 65 صوتاً على التمديد، يصبح القانون نافذاً، إنما يعود للرئيس أن يطعن به أمام المجلس الدستوري». وأضاف: «في المختصر، نكون أدخلنا البلاد في أزمة خطيرة جراء الإصرار على التمديد، على رغم أن الوقت كان كافياً لإقرار قانون جديد. البديل عن الفراغ ليس التمديد، وإنما قانون جديد، وليتحمل الجميع مسؤولياتهم».
وعن دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى اعتماد القانون النافذ «الستين» إذا لم يتم الاتفاق على قانون بديل، قال بارود «البطريرك لم ولا يرغب في الحلول محل القوى السياسية والمؤسسات الدستورية. هو يتخذ مواقف مبدئية ويطرح أحيانا أسئلة برسم المعنيين كما فعل بالنسبة لقانون الانتخاب. ولا ننسى أن البطريرك ثمّن قرار رئيس الجمهورية بتأجيل انعقاد المجلس النيابي شهرا واحدا»، مضيفا: «في أي حال، صحيح أن ما يُعرف بقانون الستين لم يُلغَ بقانون ولكن نفاذه لا يعني أنه قابل للتطبيق. فالمهل التي نص عليها سقطت كلها ولم يتم تعيين رئيس وأعضاء هيئة الإشراف على الحملة الانتخابية التي يعطيها القانون صلاحيات جوهرية».



خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.