ما زلنا مع أيام «سوق الفيلم الأميركي» الذي انطلق في الثامن من الشهر ويستمر حتى الثالث عشر منه.
* لا يمكن القول إن «سوق الفيلم الأميركي» ينجز هذا العام صفقات أكثر من المعتاد. المنتج والموزع الأميركي - الفلسطيني الأصل جورج شامية يقول لنا في حديث هاتفي: «الجو هنا نشط كعادته، لكني أخشى أن الكثير من هذا النشاط محدود بالأفلام التي تتحلى بجاذبية خاصة». عما قد تتكون منه هذه الجاذبية، يجيب: «عناصر إنتاجية كبيرة. الاستديوهات تؤمن بيع أفلامها الكبيرة من خلال شركاتها المحلية. باقي الضغط على الشركات المستقلة التي لديها مشاريع كبيرة أو من الممكن لها أن تسجل إقبالا مرتفعا. هذه قليلة الظهور هذا العام».
* القول ذاته، بكلمات أخرى، يتكرر بين الموزّعين اللبنانيين الذين أمّوا السوق هذا العام. أحدهم قال: «يجب أن تكون محاربا لكي تفوز. والسوق هو حرب وسباقات. هذا شأنه الدائم، لكن هذا العام المنافسة أصعب لأن المعروض مما يمكن شراؤه قليل». سعر الفيلم الجيّد ارتفع في السنوات القليلة الماضية من 100 ألف دولار إلى نحو ضعف هذا المبلغ بالنسبة لأسواق الشرق الأوسط، لذلك الحذر واجب. حين سؤال الموزّع سليم رميا إذا ما كان لا يزال مهما حضور «سوق الفيلم الأميركي»، أجاب: «طبعا. عدم حضوره في مهنتنا خطأ جسيم».
* لكن إذا ما كانت العناصر الإنتاجية في المقدّمة، فإن ذلك عليه أن لا يطغى على ما يُسمّى بلغة هوليوود «المفهوم العالي» ويقصد بالعبارة العناصر الدرامية التي يستند إليها المشروع. هذا يؤكده الالتفاف حول أفلام تمتلك هذه العناصر الجاهزة للترويج ودر الإقبال من بينها إعادة صنع فيلم «نقطة الكسر» أو Point Break الذي حقق، على يدي المخرجة كاثرين بيغيلو («خزانة الألم») نجاحا كبيرا عندما قدّمته سنة 1991 مع ثلة من الوجوه الجديدة حينها مثل جون مغنالي، كيانو ريفز وباتريك سوايزي. النسخة الجديدة المنوي تصويرها في مطلع العام المقبل بيعت لكافة أنحاء العالم حتى من قبل الاتفاق على من سيتولى بطولتها.
* الأفلام التي حظيت بعروض حاشدة يوم أول من أمس (الأحد) كانت من تلك المنتمية إلى نظرية «المفهوم العالي». من بينها فيلم راف فاينس الجديد «المرأة الخفية» ويؤدي فيه دور الكاتب تشارلز ديكنز وعلاقته بامرأة تصغره سنا. وثمة فيلم عن الكاتب أوسكار وايلد بعنوان «عملاق أناني» حظي أيضا بالاهتمام وإن بقي في حدود الباحثين عن أفلام نوعية. وهناك «نصف شمس صفراء» الذي يقوم ببطولته شويتيل إجيوفور وتاندي نيوتن، و«المفهوم العالي» هنا حقيقة أن الفيلم يدور حول مجازر الحرب الأهلية في نيجيريا.
* هناك درس آخر يمكن الخروج به من هذا السوق الكبير هو أن الممثلين ما زالوا اللاعبين الرئيسين الذين قد يرفعون سعر فيلم أو يخفضونه (إذا ما غابوا عنه). نتيجة وصول راسل كراو قبل يومين إلى السوق أن فيلمه الجديد «مبارك الماء» بيع كما رغيف الخبز الساخن. كذلك من بين المشاريع التي بيعت سريعا واحد للممثل دون شيدل حول حياة الموسيقار مايلز ديفيز (عنوانه «أقتل لاعب الترومبيت») وفيلم ينوي فينس فون القيام ببطولته تحت عنوان «مؤبد».
الموزعون العرب يختطفون الأفلام
https://aawsat.com/home/article/9177
الموزعون العرب يختطفون الأفلام
يوميات سوق الفيلم الأميركي 4
- لندن: محمد رُضا
- لندن: محمد رُضا
الموزعون العرب يختطفون الأفلام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة