القوات العراقية تقتل 3 قادة بارزين في «داعش» غرب الموصل

التنظيم أعدم 12 من مسلحيه العرب والأجانب بتهمة التجسس

عنصر في الشرطة الاتحادية خلال مواجهة مع مسلحي «داعش» في غرب الموصل أمس (رويترز)
عنصر في الشرطة الاتحادية خلال مواجهة مع مسلحي «داعش» في غرب الموصل أمس (رويترز)
TT

القوات العراقية تقتل 3 قادة بارزين في «داعش» غرب الموصل

عنصر في الشرطة الاتحادية خلال مواجهة مع مسلحي «داعش» في غرب الموصل أمس (رويترز)
عنصر في الشرطة الاتحادية خلال مواجهة مع مسلحي «داعش» في غرب الموصل أمس (رويترز)

كشف مسؤول كردي أمس أن تنظيم داعش أعدم 12 مسلحاً من مسلحيه الأجانب والعرب غير العراقيين أمس في الجانب الأيمن من الموصل، من بينهم قادة بارزون بتهمة التجسس لصالح الحكومة العراقية وقوات التحالف الدولي، بينما أعلنت الشرطة الاتحادية عن قتلها لثلاثة من أبرز قيادات التنظيم في الموصل.
وقال مسؤول إعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في الموصل، غياث سورجي، لـ«الشرق الأوسط»: «أعدم تنظيم داعش رمياً بالرصاص 12 مسلحاً من مسلحيه الأجانب والعرب غير العراقيين بتهمة التجسس لصالح الحكومة العراقية وقوات التحالف الدولي، وبحسب المعلومات الواردة إلينا كان من بين المسلحين المعدومين قادة عسكريون وأمنيون في التنظيم».
وتشهد صفوف تنظيم داعش انقسامات كبيرة بين مسلحيه العراقيين والعرب والأجانب منذ سيطرة التنظيم على الموصل في 10 يونيو (حزيران) 2014، وكثيراً ما شهدت الموصل وأحياؤها اشتباكات بين المسلحين المحليين والأجانب التي كانت غالبية تندلع إثر خلافات على المناصب والأموال والسبايا، وتعمقت هذه الانقسامات مع بدء عملية تحرير المدينة منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من قبل القوات العراقية، إضافة إلى أن غالبية المسلحين العراقيين، وبحسب شهود عيان من سكان الموصل في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم، فقد ألقوا أسلحتهم ويحاولون التسلل إلى مخيمات النازحين مع المدنيين، أو التخفي على شكل خلايا نائمة داخل المناطق المحررة، بينما يُشكل المسلحون الأجانب غالبية من تبقى من مسلحي «داعش» الذين يخوضون حاليا المعارك ضد القوات الأمنية.
في غضون ذلك، قال قائد قوات الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، لـ«الشرق الأوسط»: «قتلت قواتنا القيادي في (داعش) أبو أيوب، المسؤول عن الأرزاق والميرة، وذلك من خلال استهداف عجلته وتدميرها قرب الجسر الخامس»، مضيفاً أنه وبالاستناد إلى معلومات استخباراتية دقيقة قتلت الشرطة الاتحادية قياديين آخرين في التنظيم وهما كل من أبي عبد الله الناقل في منطقة الرفاعي، ونافع عبد الله، و2 من مرافقيه في منطقة الحاوي. وواصلت طائرات الشرطة الاتحادية المسيرة «درون» ومدفعيتها الموجهة استهداف تحركات وتجمعات «داعش» في حي «17 تموز» الاستراتيجي غرب الموصل، وأسفر القصف الذي استهدف أحد مقرات التنظيم الذي يقع خلف جامع الصحابة عن مقتل أكثر من 18 مسلحا من «داعش» كانوا يتواجدون فيه.
وكشف الفريق جودت عن آخر إحصائية لتقدم قواته في الجانب الأيمن من الموصل منذ انطلاقة عمليات تحرير هذا الجانب في 19 فبراير (شباط) الماضي، وقال: «طائراتنا المسيرة قتلت 859 مسلحا من التنظيم بينهم الكثير من القادة البارزين فيه، فيما تمكنت قواتنا من تدمير 284 عجلة مفخخة، و253 دراجة نارية ملغمة، وحررنا ما مساحته 274 كيلومتراً مربعاً من أراضي الجانب الأيمن حتى الآن، وتمثلت في استعادة السيطرة على 62 هدفا من المناطق والأحياء»، مبيناً أن قواته وفي إطار الجهد الإنساني الذي تقدمه للمدنيين تمكنت من إنقاذ 265 ألف مدني من مناطق الاشتباك، وأعادت 30 ألفاً آخرين إلى مناطق سكناهم.
وتابع جودت: «خلال المدة الماضية تمكنا من إدخال تكتيكات جديدة على الخطط العسكرية وانتشار القطعات والانفتاح بمحاور جديدة، وتحديث عامل الدقة في انتخاب أهداف العدو ومعالجتها بأحدث التقنيات المتقدمة لتلافي سقوط ضحايا في صفوف المدنيين».



​«معبر رفح»: عبور للجرحى... وتكدّس للمساعدات

وزير الخارجية المصري يستقبل رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يستقبل رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر (الخارجية المصرية)
TT

​«معبر رفح»: عبور للجرحى... وتكدّس للمساعدات

وزير الخارجية المصري يستقبل رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يستقبل رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر (الخارجية المصرية)

تواصل مصر استقبال الجرحى والمرضى الفلسطينيين من قطاع غزة، عبر معبر رفح البري، لتلقي العلاج، فيما تتكدس شاحنات الإغاثة الإنسانية أمام المعبر بعد تعليق إسرائيل دخول جميع المساعدات إلى القطاع، مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

وتستقبل القاهرة، بشكل يومي، أعداد من المصابين في غزة، ضمن إجراءات اتفاق وقف إطلاق النار، وفق مسؤول في «الهلال الأحمر» المصري، أشار لـ«الشرق الأوسط» إلى «عدم عبور أي مساعدات للقطاع، من شاحنات الإغاثة المصطفة أمام معبر رفح، على مدار التسعة أيام الماضية».

ويُشكل معبر رفح البري (على الحدود المصرية الشرقية مع قطاع غزة) الشريان الرئيس لعبور المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، بعد عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

واستقبل المعبر مئات من شاحنات المساعدات المقدمة من مصر ودول عربية وأجنبية، فيما أعلنت القاهرة إعادة تأهيل المعبر لتسهيل عبور المساعدات بعد تعرضه للقصف الإسرائيلي عدة مرات.

قافلة مساعدات مصرية مقدمة إلى غزة (أرشيفية - صندوق تحيا مصر)

ويأتي ذلك، في وقت شدد فيه وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، على «ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بدوره لإنهاء الكارثة الإنسانية داخل قطاع غزة»، وقال خلال استقباله رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر، كيت فوريس، الاثنين، إن «بلاده تبذل جهوداً لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بمراحله الثلاث، وتعمل على إيصال المساعدات للقطاع»، وفق إفادة للخارجية المصرية.

وعلّقت إسرائيل، في الثاني من مارس (آذار) الحالي، دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى غزة، مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ تنفيذه في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، بوساطة «مصرية - قطرية - أميركية».

واستقبل معبر رفح الحدودي دفعة جديدة من المصابين في غزة، لتلقي العلاج بالمستشفيات المصرية، وفق قناة «القاهرة الإخبارية»، التي أشارت إلى أن «المعبر استقبل نحو 30 مصاباً، و35 مرافقاً، الاثنين، في إطار الجهود الإنسانية المصرية التي تقدمها لسكان القطاع».

ورفعت مصر حالة الاستعداد القصوى بمستشفيات شمال سيناء والمحافظات المجاورة لتكون جاهزة لاستقبال الجرحى والمرضى الفلسطينيين، وأكدت وزارة الصحة المصرية توافر الفرق الطبية، والأجهزة والمستلزمات، لاستقبال وإحالة المصابين، وأشارت إلى «إمداد محافظة شمال سيناء بـ150 سيارة إسعاف لاستقبال المصابين، لضمان سرعة نقل الحالات الحرجة وتقديم الرعاية الصحية لها».

علاج الجرحى الفلسطينيين في مستشفيات شمال سيناء (محافظة شمال سيناء)

ورغم منع إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة، فإن إجراءات نقل الجرحى الفلسطينيين لتلقي العلاج في مصر ما زالت قائمة عبر معبر رفح بشكل يومي، وفق مدير الهلال الأحمر المصري في شمال سيناء، خالد زايد، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «نقل المصابين للعلاج في المستشفيات المصرية يأتي تطبيقاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار، بواقع نحو 50 مصاباً في اليوم».

وينص اتفاق «وقف إطلاق النار» على إدخال 600 شاحنة مساعدات يومياً إلى غزة، بينها 50 شاحنة وقود، وتُخصّص 300 شاحنة منها لشمال القطاع.

ومنذ تسعة أيام لم تدخل قطاع غزة شاحنات إغاثية عبر معبر رفح؛ وفق زايد، مشيراً إلى أن «شاحنات المساعدات الإنسانية تصطف أمام المعبر من الجانب المصري في انتظار السماح بعبورها للقطاع»، وقال إن «فرق الإغاثة جاهزة لمواصلة جهودها لتلبية احتياجات الهلال الأحمر الفلسطيني، لدعم سكان غزة».

بموازاة ذلك، أكد وزير الخارجية المصري، أهمية «تضافر جهود الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر لتنفيذ (الخطة العربية)، التي اعتمدتها القمة العربية الطارئة بالقاهرة أخيراً، للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة»، وأشار إلى «حرص بلاده على التعاون المثمر، مع (الاتحاد) بعدّه أكبر شبكة للمنظمات الإنسانية في العالم».

واعتمدت القمة العربية الطارئة، التي استضافتها القاهرة الأسبوع الماضي «خطة إعادة إعمار وتنمية قطاع غزة، المقدمة من مصر لتكون خطة عربية جامعة»، وتقضي بالبدء في مراحل «الإعفاء المبكر، وإعادة الإعمار، عبر مراحل»، دون تهجير للفلسطينيين.

شاحنات المساعدات المصرية تصطف قبل توجهها إلى غزة (أرشيفية - صندوق تحيا مصر)

ويعيد استمرار تعليق دخول المساعدات الإغاثية الوضع الإنساني في غزة إلى «المربع صفر»، وفق المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عدنان أبو حسنة، الذي قال إن «الوضع الإنساني بالقطاع في انهيار؛ نتيجة نفاد كميات المواد الغذائية، في أغلب مناطق القطاع، وعدم توافر الوقود والكهرباء».

ويعتقد أبو حسنة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجانب الإسرائيلي يستخدم سلاح التجويع في المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى»، عادّاً ذلك «سياسة تحدث لأول مرة، منذ اندلاع العدوان على القطاع»، وقال إن ذلك «يُشكل خرقاً للقانون الدولي الإنساني، وقرارات مجلس الأمن الدولي».