النظام يحيي يوم العمال بإعلانه العجز عن زيادة أجورهم

مهرجانات وخطب حماسية للزج بمن تبقى من السوريين في أتون المعارك

النظام يحيي يوم العمال بإعلانه العجز عن زيادة أجورهم
TT

النظام يحيي يوم العمال بإعلانه العجز عن زيادة أجورهم

النظام يحيي يوم العمال بإعلانه العجز عن زيادة أجورهم

بينما أعلن رئيس حكومة النظام السوري عماد خميس عجز حكومته عن زيادة الرواتب والأجور «نظرا للنتائج الاقتصادية الكارثية في ظل عجز التمويل لدى الحكومة مع التضخم الناتج في البلاد»، أقام اتحاد نقابات العمال التابع لحزب البعث الحاكم، مهرجانا مركزيا احتفاليا في مجمع صحارى السياحي بمناسبة عيد العمال يوم أمس، حضره هلال الهلال الأمين القطري المساعد لحزب البعث وألقى كلمة تحدث فيها عن ثقة النظام بـ«النصر» و«داعميه»، وقال إن الاحتفال بعيد العمال يهدف إلى «شحذ الهمم بما يتناسب مع المهام المطروحة أمام فئات المجتمع جميعها».
وأثار خبر إقامة مهرجان احتفالي بمناسبة عيد العمال موجة من الانتقادات في أوساط السوريين بمناطق سيطرة النظام، لا سيما الموالين منهم، خصوصا أنه جاء ضمن سلسلة نشاطات احتفالية، من ضمنها جولات للوزراء على مواقع العمل، ومؤتمر مجلس الاتحاد العام لنقابات العمال الذي أعلن خلاله رئيس حكومة النظام عماد خميس عجز الحكومة عن زيادة أجور ورواتب العاملين في الدولة، وقوله بصراحة: «الحكومة غير قادرة على تغطية نفقات أي زيادة مالية على أجور الموظفين في عام 2017».
وعكست تعليقات متابعي صفحات إخبارية موالية أوردت أنباء الاحتفالات وزيارات الوزراء وتصريحات خميس، عن سخط وغضب، فكتب أحد الأشخاص: «العمال لا ينتظرون احتفالات وزيارات، بل ينتظرون زيادة أجور»، مشيراً إلى فساد المسؤولين، بالقول: «ناس يأكلون الدجاج وناس يعلقون بالسياج»، والمعنى أن المسؤولين يجنون ثروات فاحشة من الأزمة والمواطن يدفع الثمن.
وعلق آخر بالقول، إن اتحاد العمال أعطى العاملين لديه إجازة قسرياً دون راتب، بحجة عدم وجود سيولة مالية لدفع رواتبهم، في حين أنه توجد لديه سيولة مالية لدفع نفقات الاحتفالات والأنشطة وتغطية مهام السفر الخارجي». بينما سخر ثالث: «كان الله في عون العمال، يشتهون حبة البندورة فيعطونهم احتفالات ومهرجانات وخطابات وكلام فارغ، ينفق عليها من جيوب العمال».
والمفارقة أن غالبية التعليقات على احتفال النظام بعيد العمال تركزت على ارتفاع أسعار الخضراوات بشكل غير مسبوق خلال الأسابيع الأخيرة، لا سيما الطماطم والبطاطا والتي يعتمد عليها غالبية السوريين من الفقراء في طعامهم الأساسي، حيث ارتفع سعر كيلو البطاطا من 100 ليرة إلى 500 وسعر كيلو الطماطم من 150 إلى 700 ليرة، (الدولار يعادل 550 ليرة).
وتركزت معظم التعليقات في الرد على التصريحات المتناقضة للوزراء والمسؤولين في الحكومة خلال تلك الأنشطة والزيارات، فبينما صرح أحد المسؤولين أن سبب ارتفاع أسعار الخضراوات هو التهريب، قال معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك جمال شعيب، إن أسباب ارتفاع أسعار الخضراوات «ضعف الإنتاج المحلي في هذه الفترة»، متوقعاً انخفاضها في الفترة القليلة المقبلة. وجاء الرد عليه بالتكذيب من قبل متابعي صفحة «دمشق الآن» الإخبارية الموالية، إذ قال أحد المعلقين: «الإنتاج جيد لكن الضرائب وارتفاع أسعار السماد والمواد الأولية اللازمة للزراعة وإتاوات النقل التي تدفع الحواجز والترفيق، هي الأسباب الحقيقة التي لا يجرؤ معاون الوزير على ذكرها».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.