مرشح رئاسي احتجزه «الحر»: النظام طلب مني الترشح وهددني بتصفية عائلتي

«اغتيال» أمير في «النصرة» بدرعا.. وترتيب خروج مقاتلي المعارضة يؤخر تنفيذ «اتفاق حمص»

صورة وزعت أمس لعناصر من «الجبهة الإسلامية» خلال عمليات قتالية في معرة النعمان بمحافظة إدلب (رويترز)
صورة وزعت أمس لعناصر من «الجبهة الإسلامية» خلال عمليات قتالية في معرة النعمان بمحافظة إدلب (رويترز)
TT

مرشح رئاسي احتجزه «الحر»: النظام طلب مني الترشح وهددني بتصفية عائلتي

صورة وزعت أمس لعناصر من «الجبهة الإسلامية» خلال عمليات قتالية في معرة النعمان بمحافظة إدلب (رويترز)
صورة وزعت أمس لعناصر من «الجبهة الإسلامية» خلال عمليات قتالية في معرة النعمان بمحافظة إدلب (رويترز)

لم تثمر المفاوضات المستمرة بين النظام والمعارضة في البدء بتنفيذ «اتفاق حمص» اليوم أو غدا، كما كان متوقعا، إذ أعلن محافظ مدينة حمص طلال البرازي أمس أن «موعد خروج مقاتلي المعارضة من المدينة لم يتحدد وقد يستغرق ترتيب ذلك أياما». وفيما أسفر سقوط عدد من قذائف الهاون على أحياء في العاصمة دمشق، عن سقوط عدد من الجرحى، أعلن لواء «تبارك الرحمن» التابع للجيش السوري الحر احتجازه محمد حسن الكنعان، أحد المرشحين لرئاسة الجمهورية السورية أثناء عودته من دمشق إلى درعا.
وقال كنعان، خلال تسجيل مصور بثه لواء «تبارك الرحمن»، إن «قائد الفرقة الأولى اللواء محمود حسن القوزي استدعاني إلى مكتبه وطلب مني الترشح لرئاسة الجمهورية، وعندما رفضت هددني بتصفية عائلتي فردا فردا». وأكد أن «باقي المرشحين أجبروا كما أجبرت على الترشح»، واصفا الانتخابات الرئاسية بأنها «عبارة عن لعبة سياسية وفبركة إعلامية». ويتحدر كنعان من بلدة الصنمين في درعا، وهو عقيد سابق في الفرقة الأولى دبابات، كان من بين 25 آخرين تقدموا بطلبات ترشحهم للرئاسة إلى المحكمة الدستورية العليا، لكن الأخيرة قبلت طلبات ثلاثة مرشحين فقط، بينهم الرئيس السوري بشار الأسد.
من جهة أخرى، قال محافظ حمص طلال البرازي، أمس، إن «الظروف مساعدة (تنفيذ الاتفاق) والأجواء مهيأة لتحقيق خطوات إيجابية باتجاه تسوية ومصالحة وخروج المسلحين ولكن لم نحدد الموعد بعد»، متوقعا أن «تشهد الأيام القليلة المقبلة، إن شاء الله، مثل هذه الخطوة».
وفي حين تمنى البرازي، في تصريحات لقناة «المنار» اللبنانية التابعة لحزب الله اللبناني، أن «يكون هناك موعد قريب جدا»، لم تتضح أسباب التأجيل، لكن مصادر معارضة ربطت بين التأخير وترتيب أوجه الاتفاق الأخرى والتي تشمل السماح بدخول مساعدات غذائية وطبية إلى بلدتي نبل والزهراء في محافظة حلب والمحاصرتين منذ أكثر من عام. وكانت مفاوضات جرت خلال الأيام القليلة الماضية بين مندوبين عن مقاتلي الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من جهة، وقوات النظام والعناصر الموالية له ومحافظ حمص من جهة أخرى، وذلك بوساطة من اللجان الأهلية والأمم المتحدة، وبحضور مندوبين من السفارتين الروسية والإيرانية. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أنه «لا يعرف حتى الآن ما إذا كان أي من المندوبين عن السفارتين الروسية والإيرانية طرفا في المفاوضات، أم مراقبين أم ضامنين للاتفاق».
وفي العاصمة دمشق، استهدفت قذائف هاون مجهولة المصدر عدة أحياء أبرزها حي القصاع، ذات الغالبية المسيحية. وأفاد شهود عيان عن سقوط قذيفة هاون في الحي، أسفرت عن وقوع ثمانية جرحى بين المدنيين. فيما أصابت قذائف أخرى حيي الصالحية والحمرا التجاريين، ومقبرة الشيخ سعد في حي المزة، وقصر الشعب في حي المهاجرين، وفق «مكتب أخبار سوريا»، وتسبّبت بأضرار مادية.
وفي ريف دمشق، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن قوّات الجيش السوري النظامي دمّرت معظم «أوكار وتجمعات الإرهابيين» في بلدة المليحة بريف دمشق، في وقت استمرت فيه الاشتباكات على كافة محاور جبهة المليحة، التي استهدفت بخمسة صواريخ أرض - أرض، أسفرت عن مقتل ثلاثة مقاتلين معارضين ودمار كبير في الأبنية السكنية. وتشن القوات النظامية حملةً عسكرية على بلدة المليحة، الخاضعة لسيطرة المعارضة، والتي تعد أهمّ مداخل منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق، منذ 35 يوما.
وفي سياق الاقتتال الداخلي بين الفصائل المسلحة في سوريا، أعلنت «جبهة النصرة» في وقت متأخر من مساء أول من أمس اغتيال أميرها في مدينة بصرى الشام بدرعا، علي حسين (النعيمي) وزوجته، من دون أن تورد أي تفاصيل حول مكان مقتله أو الجهة المسؤولة عن ذلك. غير أن مصادر أشارت إلى أن الحادث وقع على خلفية النزاع مع الجيش السوري الحر واعتقال الجبهة عددا من عناصر «الحر» أخيرا وإحالتهم إلى المحكمة الشرعية.
من جهة أخرى، أعلن وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة أسعد مصطفى، أمس، أن «النظام السوري استخدم السلاح الكيماوي في 16 موقعا بعد قرار مجلس الأمن القاضي بتسليم سلاحه الكيماوي»، مطالبا المجتمع الدولي بتزويد قوات المعارضة بالأسلحة «للدفاع عن أنفسنا وتمكننا من التصدي للهجمات».
وأكد مصطفى، خلال مؤتمر صحافي عقده في إسطنبول، أن النظام استخدم السلاح الكيماوي بعد قرار مجلس الأمن بتسليم الترسانة السورية منها الذي أقر في أغسطس (آب) الماضي، وذلك في الثامن من أبريل (نيسان) الماضي في جوبر بريف دمشق.
وقال مصطفى: «تتالت الهجمات على مناطق متعددة في دمشق، ثم في كفر زيتا بحماه حيث تخطت الإصابات أكثر من 102 إصابة، قبل استخدامه في حلب وإدلب»، مشيرا إلى «معلومات أكيدة حصلنا عليها بأنه كان ينوي استخدامها في كسب بريف اللاذقية». وقال مصطفى إن الهجمات بالأسلحة الكيماوية في مناطق سيطرة المعارضة «تخطى عددها 62 هجوما، وأسفرت منذ العام الماضي عن مقتل 2000 مدني، وإصابة 10 آلاف آخرين».



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.