بن دغر: تهريب الأسلحة متواصل عبر ميناء الحديدة

جانب من اجتماع رئيس الحكومة اليمنية مع المشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة في الرياض أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من اجتماع رئيس الحكومة اليمنية مع المشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة في الرياض أمس («الشرق الأوسط»)
TT

بن دغر: تهريب الأسلحة متواصل عبر ميناء الحديدة

جانب من اجتماع رئيس الحكومة اليمنية مع المشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة في الرياض أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من اجتماع رئيس الحكومة اليمنية مع المشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة في الرياض أمس («الشرق الأوسط»)

أكد الدكتور أحمد عبيد بن دغر، رئيس مجلس الوزراء اليمني، أن ميناء الحديدة لا يزال يستخدم لتهريب الأسلحة التي تهدد أمن اليمن والسعودية، مشدداً على وجوب فرض رقابة يمنية وعربية ودولية على الميناء.
وأضاف بن دغر، خلال تصريحات على هامش زيارته أمس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالرياض، أن تهريب الأسلحة في ميناء الحديدة سبب أضراراً كبيرة، مبيناً أن الأسلحة المهربة ليست من صنع اليمن، وأن طرفاً إقليمياً يعمل على مساعدة القوى الانقلابية، عبر تهريب الأسلحة.
وشدد على أن ميناء الحديدة لم يستخدم لتوصيل المواد الإغاثية والغذائية، فمحافظة الحديدة تعاني من مجاعة دون غيرها من المحافظات اليمنية.
وأكد رئيس مجلس الوزراء اليمني أن الحكومة عرضت على الأمم المتحدة إدارة ميناء الحديدة، لكن المنظمة لم تتخذ أي قرار، متهماً الأمم المتحدة بتجاهل سيطرة القوى الانقلابية على ميناء الحديدة، داعياً المجتمع الدولي لمساعدة الحكومة كي تساعد شعبها.
وأشار إلى أن المساعدات السعودية التي قدمت لليمن بلغت قرابة 600 مليون دولار خلال عامين، مؤكداً أنه لولا وجود دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمتها السعودية، لما عقد مؤتمر تمويل المساعدات الإنسانية الموجهة إلى اليمن، لافتاً إلى أن نحو 45 في المائة من المساعدات الإنسانية لليمن أتت من دول الخليج.
وأشار إلى أن الشرعية اليمنية تريد سلماً دائماً عادلاً، وهو أمر متحقق رغم مطامح القوى الانقلابية، معتبراً أن تسليم المتمردين أسلحتهم مفتاح سلام في اليمن، إضافة إلى انسحاب فوري من المدن، مشدداً على أن طموحات الدول الإقليمية في اليمن لن تتحقق، كما أن اليمنيين لن يسمحوا بالمساس بأمن دول الخليج والوطن العربي.
وذكر أنه ناقش مع مسؤولي مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تأمين بعض الخدمات في المناطق المحررة، معرباً عن أمله في أن تنقل كل السفارات العاملة في صنعاء إلى عدن، التي تتمتع بقدر من الاستقرار، قياساً بما كان عليه الحال قبل عام.
إلى ذلك، بيّن الدكتور عبد الله الربيعة، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أن المركز نفّذ 124 مشروعاً داخل اليمن، مع 81 شريكاً، بمبالغ تجاوزت 598 مليون دولار، لافتاً إلى أن ذلك يأتي تأكيداً على اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والشعب السعودي باليمن.
وأضاف أن السعودية وجهت بدعم مشاريع اليمن خلال مؤتمر المانحين الأسبوع الماضي في جنيف، بـ150 مليون دولار، إضافة إلى 100 مليون دولار خصصت للمركز لتنفيذ البرامج عام 2017.
وأشار الربيعة إلى أن المركز نشأ مع بداية عملية «إعادة الأمل» التي جاءت بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لإعطاء الاهتمام والأولوية القصوى لرفع معاناة الشعب اليمني بجميع مناطق اليمن، وبكل فئاته وأطيافه، وبالتعاون المثمر مع اللجنة العليا للإغاثة اليمنية والمنظمات الأممية والدولية ومؤسسات المجتمع المدني اليمني.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.