السعودية تعلن تورط خلية الحرازات الداعشية في استهداف المسجد النبوي

التنظيم الإرهابي نحر خبير متفجراته لمجرد الشك في رغبته بتسليم نفسه > مجلس التعاون يشيد بأداء الأمن

مجموعة من المضبوطات والأسلحة التي وجدت مع الإرهابيين (واس)
مجموعة من المضبوطات والأسلحة التي وجدت مع الإرهابيين (واس)
TT

السعودية تعلن تورط خلية الحرازات الداعشية في استهداف المسجد النبوي

مجموعة من المضبوطات والأسلحة التي وجدت مع الإرهابيين (واس)
مجموعة من المضبوطات والأسلحة التي وجدت مع الإرهابيين (واس)

أعلنت وزارة الداخلية السعودية أن نتائج التحقيقات الأمنية كشفت تورط خلية حي الحرازات جنوب مدينة جدة الساحلية المباشر في عدة جرائم إرهابية، في مقدمتها استهداف المصلين في المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، عبر تزويد الإرهابي بالحزام الناسف المستخدم في العملية.
وأوضح اللواء منصور التركي المتحدث الأمني باسم الداخلية، أن عدد المقبوض عليهم حتى الآن بلغ 46 شخصاً، لارتباطهم بالأنشطة الإجرامية لهذه الخلية، منهم 32 سعودياً، و14 أجنبياً من جنسيات باكستانية، ويمنية، وأفغانية، ومصرية، وأردنية، وسودانية. وما زالت التحقيقات جارية معهم للوقوف على مزيد من المعلومات عن حقيقة أدوارهم.
وإلى جانب تورطهم في استهداف المسجد النبوي، تورطت الخلية أيضاً في العمل الإرهابي الذي وقع في باحة مستشفى الدكتور سليمان فقيه بجدة.
وكان يقود الخلية حسام الجهني الذي قبض عليه سابقا، وخالد السرواني ونادي العنزي اللذان فجرا نفسيهما أثناء مداهمة رجال الأمن لاستراحة كانوا يختبئون فيها، واستخدمت معملا لتصنيع الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة.
وأضاف التركي: «ثبتت علاقة هذه الخلية بالعمل الإرهابي الآثم الذي استهدف المصلين في المسجد النبوي الشريف بتاريخ 29-9-1437هـ، وذلك بتأمين الحزام الناسف المستخدم في هذه الجريمة النكراء وتسليمه للانتحاري نائر النجيدي (سعودي الجنسية)، الذي فجر نفسه عندما اعترضه رجال الأمن وحالوا دون تمكنه من دخول المسجد النبوي الشريف، مما نتج عنه مقتله، واستشهاد أربعة من رجال الأمن وإصابة خمسة آخرين من رجال الأمن. كما ثبت تورطهم في العمل الإرهابي الذي وقع في باحة مواقف مستشفى الدكتور سليمان فَقِيه بجدة بتاريخ 28-9-1437هـ، من خلال تأمين الحزام الناسف للانتحاري عبد الله قلزار خان (باكستاني الجنسية) الذي فجر نفسه بعد اشتباه رجال الأمن في وضعه وتحركاته المريبة ومبادرتهم باعتراضه للتحقق من وضعه، ونتج عنه مقتله».
وفي خطوة تشير لحجم الضغط الذي يتعرض له تنظيم داعش الإرهابي في المملكة، أقدم عناصر خلية حي الحرازات نفسها، وبأوامر مباشرة من قيادة التنظيم في سوريا، على نحر زميلهم مطيع الصيعري بطريقة وحشية، لمجرد شكوك في أنه ينوي تسليم نفسه.
ووفقاً للمتحدث الأمني، فقد «كشفت نتائج التحقيقات والفحوص الفنية ورفع الآثار من مواقع هذه الخلية في حي الحرازات، عن إقدامهم على قتل أحد عناصرهم لشكهم في أنه ينوي القيام بتسليم نفسه للجهات الأمنية، ولخشيتهم من افتضاح أمرهم تمالأوا على قتله وأخذوا الموافقة على ذلك من قيادة التنظيم بالخارج التي أمرتهم بتنفيذ العملية وقتله، بواسطة تسديد رصاصة على مقدمة الرأس من سلاح ناري مزود بكاتم صوت، حيث مهدوا لجريمتهم بافتعال خلاف معه داخل سكنهم بمنزل شعبي بحي الحرازات، قبل أن يفاجئوه بالانقضاض عليه وتقييد حركته بشكل كامل، وقتله نحراً بقطع رقبته دون اكتراث منهم لتوسلاته ورجاءاته».
وتابع: «بعد ارتكابهم لجريمتهم أبقوا الجثة مكانها بنفس المنزل في وضع يعجز العقل السوي عن استيعابه، لما انطوى عليه من وحشية تقشعر منها الأبدان وتجرد كامل من معاني الإنسانية، إلى أن بدأت الروائح تنبعث من الجثة لتعفنها، فعملوا على التخلص منها بلفها في سجادة ونقلها إلى استراحة الحرازات، وإلقائها في حفرة بإحدى زواياها بعمق متر تقريباً وردمها بعد ذلك، ظناً منهم أن الله لن يفضحهم، ويقيض على يد رجال الأمن اكتشاف جريمتهم والعثور على الجثة واستخراجها من الحفرة الملقاة فيها، حيث ثبت من نتائج فحوص الأنماط الوراثية أنها تعود للمطلوب أمنياً مطيع سالم الصيعري (سعودي الجنسية)، المعلن عنه ضمن قائمة المطلوبين بتاريخ 21-4-1437هـ، والذي يُعد خبيراً في تصنيع الأحزمة الناسفة ويعتمد التنظيم كثيراً على خبرته في هذا المجال».
كما أظهرت متابعة المعلومات المتوفرة عن هذه الخلية والمرتبطين بها، دلالات تشير إلى ارتباط شخصين بأنشطتها الإرهابية، واستئجارهما استراحة ومنزلاً بحي المحاميد بمدينة جدة، بتكليف من خالد السرواني كمأوى لعناصر الخلية ومعمل لتصنيع الأحزمة الناسفة والمواد المتفجرة، قبل انتقالهم إلى مواقعهم الأخرى بحي الحرازات. وقد تم تحديدهما والقبض عليهما، وهما كل من إبراهيم صالح الزهراني وسعيد صالح الزهراني (سعوديان)، وضبط الموقعين المشار لهما ومحتوياتهما التي عثر من ضمنها على مواد كيماوية تستخدم في تصنيع المتفجرات.
ولفت اللواء التركي إلى أن تنظيم داعش الإرهابي حاول من خلال عملية استهداف المسجد النبوي الشريف، التشكيك في قدرة السعودية على حماية الحرمين الشريفين والحجاج والمعتمرين، مبيناً أن «كل ما تقوم به هذه المجموعات الإرهابية لن يؤثر فينا، ونحن قادرون على حماية الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام»، وأن ما قام به رجال الأمن وتصديهم للإرهابي عند المسجد النبوي، أكبر دليل على يقظة وقدرة السعودية على حماية الحرمين الشريفين.
وشدد المتحدث الأمني على أن المملكة أثبتت على مدى سنوات قدرتها على حماية جميع الأعمال التطوعية والخيرية، من استغلالها في الأعمال الإرهابية، يساند ذلك وعي المواطنين والمقيمين، والتحري أين تصرف أموالهم، وعمليات البحث والتحقيق التي تقوم بها الجهات الأمنية في أي عمليات اشتباه مالية.
من جانبه، أوضح اللواء بسام عطية، الخبير الاستراتيجي في وزارة الداخلية، أن تنظيم داعش كان يسعى منذ البداية لاستدراج من استطاع من السعوديين إلى سوريا، ومن ثم تكوين قيادات واستخدامهم في عمليات التجنيد في دولهم وإدارة العمليات الإرهابية لاحقاً. وأردف قائلا: «تنظيم داعش تنظيم هجين لا يمكنه العيش وحيداً».
إلى ذلك أشاد الدكتور عبداللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بالجهود الكبيرة التي تبذلها الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية السعودية لملاحقة الخلايا الارهابية ومتابعة أنشطتها وعناصرها وإفشال مخططاتها الاجرامية حفاظا على أمن السعودية واستقرارها والمقيمين فيها. وقال الزياني في بيان أمس: «إن ما أعلنت عنه وزارة الداخلية من كشف خلية الحرازات الارهابية بمدينة جدة والتي ترتبط بتنظيم داعش الارهابي، والقبض على عناصرها الارهابية يدل دلالة أكيدة على ما تتمتع به الأجهزة الأمنية السعودية من يقظة تامة وجاهزية وكفاءة عالية، ما مكنها دائما من إحباط العديد من العمليات الإرهابية التي تستهدف قتل الأبرياء وترويع الآمنين».



السعودية تؤكد على مواقفها الداعمة لجهود إرساء الأمن في المنطقة والعالم

الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي مترئساً جلسة مجلس الوزراء (واس)
الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي مترئساً جلسة مجلس الوزراء (واس)
TT

السعودية تؤكد على مواقفها الداعمة لجهود إرساء الأمن في المنطقة والعالم

الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي مترئساً جلسة مجلس الوزراء (واس)
الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي مترئساً جلسة مجلس الوزراء (واس)

جدد مجلس الوزراء السعودي، الثلاثاء، التأكيد على مواقف المملكة الدائمة والداعمة للجهود الرامية إلى إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وذلك خلال استعراض المجلس في الجلسة التي عقدت برئاسة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في الرياض، تطورات الأحداث الراهنة ومستجداتها الإقليمية والدولية.

وأطلع ولي العهد السعودي، في مستهل الجلسة، مجلس الوزراء على نتائج استقباله السلطان إبراهيم بن إسكندر ملك ماليزيا، وفحوى المباحثات الرسمية بين الجانبين لتطوير وتعزيز آفاق التعاون الثنائي في مختلف المجالات.

وأوضح الدكتور عصام بن سعد وزير الدولة عضو مجلس الوزراء لشؤون مجلس الشورى وزير الإعلام بالنيابة، عقب الجلسة، أن مجلس الوزراء تطرّق إلى ما تقدِّم الدولة بجميع أجهزتها المعنية، من عناية واهتمام بشؤون الحج والعمرة والزيارة، منوهاً بما حملته كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، خلال أعمال «مؤتمر ومعرض الحج 1447هـ» في نسخته الخامسة؛ من تأكيدٍ أن المملكة مواصلةٌ جهودها في خدمة الحرمين الشريفين، والعناية بقاصديهما، والحرص على استمرار تطوير الخدمات التي تقدم للحجاج والمعتمرين والارتقاء بها، بما يمكنهم من أداء المناسك بيسر وطمأنينة.

وأشاد المجلس بتنظيم «دارة الملك عبد العزيز» ملتقى «تاريخ الحج والحرمين الشريفين»، الذي يقام أول مرة؛ لإبراز جهود المملكة وقيادتها منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز «طيب الله ثراه» في خدمة الحرمين الشريفين. ووصف المجلس ما تحقق للسعودية في تصدرها دول إقليم شرق المتوسط وشمال أفريقيا بـ16 مدينة صحية معتمدة من منظمة الصحة العالمية؛ بأنه تجسيدٌ للالتزام بجعل صحة الإنسان محور التنمية وترسيخ مبدأ الوقاية، بما يواكب مستهدفات برنامجي جودة الحياة وتحول القطاع الصحي المنبثقين من (رؤية المملكة 2030).

وأشار مجلس الوزراء إلى ما تمثل دورة ألعاب التضامن الإسلامي السادسة التي تستضيفها المملكة، ويشارك فيها 3 آلاف من الرياضيين يمثلون 57 دولة، من التأكيد على أن الرياضة تسهم في تعزيز قِيمَ الأخوة الإسلامية، والتواصل والالتقاء على السلام والمحبة وروح التنافس الشريف.

المجلس وصف تصدر السعودية بـ16 مدينة صحية معتمدة من منظمة الصحة العالمية بأنه تجسيدٌ للالتزام بجعل صحة الإنسان محور التنمية (واس)

ونوّه المجلس بما شهد «ملتقى بيبان 2025» الذي أقيم بالرياض، من توقيع اتفاقيات وإطلاقات بقيمة تجاوزت 38 مليار ريال لدعم ريادة الأعمال وتعزيز نمو المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة.

وعدّ ما تضمن التقرير الصادر عن البنك الدولي من نتائج حول تحسين جودة التعليم في السعودية من خلال التقويم والقياس، والبرامج الوطنية التي تنفذها هيئة تقويم التعليم والتدريب؛ انعكاساً لما تولي الدولة من اهتمام بجودة التعليم لكونه ركيزة أساسية لتنمية القدرات البشرية ودعم النمو الاقتصادي المستدام.

واطّلع مجلس الوزراء على الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، من بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها، كما اطّلع على ما انـتهى إليه كل من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ومجلس الشؤون السياسية والأمنية، واللجنة العامة لمجلس الوزراء، وهيئة الخبراء بمجلس الوزراء.

وأصدر المجلس، عدداً من القرارات، تضمنت تفويض وزير الثقافة - أو من ينيبه - بالتباحث مع مؤسسة التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع (ألف)، في شأن إنشاء مكتب إقليمي للمؤسسة في مدينة الرياض، والتوقيع عليه، والتباحث مع الجانب النيجيري في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الثقافي بين وزارة الثقافة السعودية ووزارة الفنون والثقافة والسياحة والاقتصاد الإبداعي في نيجيريا، والتوقيع عليه.

كذلك فوض المجلس، وزير التعليم - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب البحريني في شأن مشروع مذكرة تعاون علمي وتعليمي بين وزارة التعليم في السعودية ووزارة التربية والتعليم في البحرين، والتوقيع عليه.

ووافق المجلس، على مذكرة تفاهم بين حكومة السعودية والحكومة السورية للتعاون في مجال الطاقة. وعلى ميثاق تأسيس المنظمة العالمية للمياه. وعلى اتفاق بين حكومة السعودية والمجلس الأولمبي الآسيوي واللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية.

نوه المجلس بما حملته كلمة خادم الحرمين الشريفين خلال أعمال «مؤتمر ومعرض الحج» من تأكيدٍ أن المملكة مواصلةٌ جهودها في خدمة الحرمين الشريفين (واس)

كما وافق المجلس، على مذكرة تفاهم للتعاون القضائي بين وزارة العدل في السعودية ووزارة العدل في الولايات المتحدة الأميركية. وعلى مذكرة تفاهم بين وزارة الاقتصاد والتخطيط في السعودية ووزارة الاقتصاد والتجارة والأعمال في إسبانيا للتعاون في المجال الاقتصادي، وعلى مذكرة تفاهم بين المعهد الوطني لأبحاث الصحة بالسعودية والمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية التابع للمعاهد الوطنية للصحة - وزارة الصحة والخدمات الإنسانية بالولايات المتحدة.

وأقر المجلس، الموافقة على نظام حماية المؤشرات الجغرافية وعلى إنشاء محميتين بحريتين. وعلى ترقيات بالمرتبتين (الخامسة عشرة) و(الرابعة عشرة) ووظيفة (وزير مفوض).

كما اطّلع مجلس الوزراء على عدد من الموضوعات العامة المدرجة على جدول أعماله، من بينها تقارير سنوية لوزارتي: (العدل، والنقل والخدمات اللوجيستية)، والهيئة العامة للعقار، والهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية، والهيئة العامة للغذاء والدواء، والهيئة السعودية للملكية الفكرية، والرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومؤسسة البريد السعودي، وصندوق البيئة، وقد اتخذ المجلس ما يلزم حيال تلك الموضوعات.


«ملتقى تاريخ الحج» يُبرز تطور الرحلة الإيمانية على مر العصور

الأمير فيصل بن سلمان يتحدث خلال افتتاح أعمال «مؤتمر ومعرض الحج» بنسخته الخامسة في جدة (واس)
الأمير فيصل بن سلمان يتحدث خلال افتتاح أعمال «مؤتمر ومعرض الحج» بنسخته الخامسة في جدة (واس)
TT

«ملتقى تاريخ الحج» يُبرز تطور الرحلة الإيمانية على مر العصور

الأمير فيصل بن سلمان يتحدث خلال افتتاح أعمال «مؤتمر ومعرض الحج» بنسخته الخامسة في جدة (واس)
الأمير فيصل بن سلمان يتحدث خلال افتتاح أعمال «مؤتمر ومعرض الحج» بنسخته الخامسة في جدة (واس)

أطلقت «دارة الملك عبد العزيز»، الاثنين، فعاليات «ملتقى تاريخ الحج والحرمين الشريفين»؛ لإبراز الجهود التاريخية والتنظيمية للسعودية في خدمة الحرمين، وتوثيق التحولات المعمارية والفنية التي شهدتها المشاعر المقدسة، واستخدام أحدث الأساليب لدراسة التاريخ بالاستفادة من الوسائط الرقمية.

جاء إطلاق الملتقى خلال ثاني أيام «مؤتمر ومعرض الحج» في نسخته الخامسة التي تستضيفها قاعة «سوبر دوم» بمدينة جدة، بتنظيم من وزارة الحج والعمرة وبرنامج «خدمة ضيوف الرحمن»، أحد برامج تحقيق «رؤية السعودية 2030»، وسط مشاركة واسعة من جهات حكومية وخاصة سعودية ودولية، وأكاديميين وباحثين وممثلي مكاتب شؤون الحجاج من مختلف دول العالم.

وقال الأمير فيصل بن سلمان، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس إدارة الدارة، إن الحج يُمثِّل مسيرة إيمانية ممتدة عبر التاريخ الإنساني، تُجسِّد رحلة الإنسان نحو التوحيد منذ أقدم العصور، مشيراً إلى أن الناس توجهوا إلى البيت الحرام على اختلاف معتقداتهم ومقاصدهم، ليبقى الحج شاهداً على وحدة المقصد وقداسة المكان.

وأكد في كلمة له، خلال حفل افتتاح «مؤتمر ومعرض الحج»، أن الدولة السعودية منذ تأسيسها الأول ظلت متمسكة بنهجٍ راسخ في حماية قوافل الحج وتأمينها، وإكرام ضيوف الرحمن والعناية بهم، وعدّت خدمتهم أمانة دينية ومسؤولية وطنية تتوارثها الأجيال.

وزراء وعلماء خلال تدشين فعاليات ملتقى «تاريخ الحج والحرمين» في جدة (واس)

وأضاف الأمير فيصل بن سلمان: «إن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن -طيب الله ثراه- أعلن في المؤتمر الإسلامي بمكة المكرمة عام 1344هـ أن أمن الحجاج وتنظيم شؤونهم من ثوابت الدولة، لتبدأ مرحلة جديدة من الرعاية والتطوير تواصلت في عهد أبنائه الملوك حتى بلغت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان أرقى مستوياتها تنظيماً وخدمةً وتكاملاً».

وشهدت فعاليات افتتاح الملتقى تدشين معرض «100 عام من العناية بالحرمين الشريفين»، حيث تجوَّل الأمير فيصل بن سلمان في أروقته التي تقدم تجربة بصرية توثّق رحلة العناية بالحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن على مدى قرن من الزمن، مستعرضةً الجهود التاريخية والمشروعات التطويرية التي شكّلت معالم خدمة الحج والعمرة في مختلف العصور السعودية.

من جهته، أوضح الدكتور محمد العيسى، أمين عام رابطة العالم الإسلامي عضو اللجنة الإشرافية العليا على مشروع «تاريخ الحج والحرمين»، أن القراءة التاريخية للحج تكشف تعدد مراحله وتنوع ظروفه، مما استدعى من الدارة توثيقه بمنهج علمي رصين يجمع بين الاستقراء والتحليل والموضوعية.

ولفت في كلمته خلال افتتاح الملتقى إلى أن هذا المشروع الموسوعي يُجسِّد الدور الريادي للسعودية في خدمة الإسلام والمسلمين، واستعراض جهودها المباركة في رعاية الحرمين الشريفين وتيسير أداء الشعائر.

الدكتور محمد العيسى خلال كلمته في افتتاح ملتقى «تاريخ الحج والحرمين» بمدينة جدة (واس)

وأبان الدكتور العيسى أن هذا العمل التوثيقي الشامل يأتي في امتداد العناية الكبرى التي توليها القيادة السعودية لخدمة ضيوف الرحمن، في ظل ما يشهده هذا العهد الميمون من نهضة حضارية وتكامل خدمي غير مسبوق.

بدوره، نوَّه الدكتور توفيق الربيعة، وزير الحج والعمرة السعودي، بما تحقق في منظومة الحج من تطور كبير في الإدارة والتنظيم والخدمات، مشيراً إلى أهمية توظيف الدراسات التاريخية والتقنيات الحديثة في دعم صناعة القرار، وتطوير مستقبل الحج والعمرة، وتعزيز جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.

ويسعى الملتقى الذي يقام تحت شعار «الحج والحرمين الشريفين... التاريخ، الثقافة، العمارة - نحو توثيق معرفي ورقمي مستدام»، إلى دعم البحث العلمي المتخصص في هذا المجال، وتحويل مخرجاته إلى محتوى يخدم مجالات التعليم والإعلام.

ويسهم المشروع في إبراز التطور التاريخي لرحلة أداء هذه الشعيرة، وفي سياق العناية الكبيرة التي توليها السعودية بتوثيق وتأريخ الحج وخدمة الحرمين الشريفين، باعتبارهما من أعظم شعائر الإسلام، وأبرز الرموز الحضارية في تاريخه، حيث تبرز أهمية الملتقى بوصف الحج ركيزة من ركائز الهوية الإسلامية، ومظهراً من مظاهر الوحدة والارتباط بين المسلمين.

الدكتور توفيق الربيعة وزير الحج والعمرة السعودي خلال كلمته في افتتاح الملتقى (واس)

ويُناقش الملتقى على مدى 3 أيام الفرص التي تتيحها التقنيات الحديثة في توثيق وتقديم تجربة الحج والحرمين الشريفين بوسائط رقمية تفاعلية، تعزز من الوعي الحضاري والثقافي لدى المجتمع، وتدعم الجهود الأكاديمية والمتحفية والإعلامية ذات الصلة.

ويشارك في أكثر من 10 جلسات حوارية متخصصة نحو 50 متحدثاً من المؤرخين والباحثين والمتخصصين في مجالات التاريخ والعمارة والثقافة والإعلام والتقنيات الرقمية، ليشكل الملتقى حدثاً علمياً وثقافياً فريداً من نوعه.

وتشمل أعمال الملتقى 5 محاور رئيسة، تتناول جهود تنظيم الحج والعمرة وخدمة ضيوف الرحمن، وتطور أساليب إدارة الحشود والنقل والرعاية الصحية، إضافة إلى التحول الرقمي في التوثيق والإرشاد.

كما يرصد ما ورد عن الحج والحرمين في المدونات التاريخية وكتابات الرحالة، ويستعرض الطرز المعمارية والهوية البصرية في المخطوطات والخرائط التاريخية، إلى جانب حضور الحج في الذاكرة الثقافية والأدبية، ودور التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في التوثيق التاريخي.

وتُنظم الدارة هذا الملتقى ضمن مشروع «تاريخ الحج والحرمين» ليكون منصة وطنية وعالمية لتوثيق الشعيرة، وتعزيز الصورة الحضارية للبلاد، بما يواكب مستهدفات «رؤية 2030» في مجالي الثقافة والسياحة، عبر محتوى علمي ورقمي تفاعلي يبرز العمق التاريخي، ويمكن الاستفادة منه في التعليم والإعلام.


السعودية تبحث تعزيز التعاون الثقافي مع نيجيريا وألبانيا

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان لدى لقائه الوزيرة حناتو موسى موساوا في الرياض (وزارة الثقافة السعودية)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان لدى لقائه الوزيرة حناتو موسى موساوا في الرياض (وزارة الثقافة السعودية)
TT

السعودية تبحث تعزيز التعاون الثقافي مع نيجيريا وألبانيا

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان لدى لقائه الوزيرة حناتو موسى موساوا في الرياض (وزارة الثقافة السعودية)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان لدى لقائه الوزيرة حناتو موسى موساوا في الرياض (وزارة الثقافة السعودية)

التقى الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي، في الرياض، الاثنين، حناتو موسى موساوا وزيرة الفنون والثقافة والسياحة والاقتصاد الإبداعي النيجيرية، وبلندي غونجا وزير السياحة والثقافة والرياضة الألباني، كل على حدة.

جاء اللقاءان خلال زيارة موساوا وغونجا للسعودية للمشاركة في الدورة الـ26 للجمعية العامة للسياحة التابعة للأمم المتحدة المنعقدة في الرياض.

وزير الثقافة السعودي مستقبلاً نظيره الألباني الذي يزور الرياض حالياً (وزارة الثقافة السعودية)

وبحث الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان والوزيرة موساوا، سُبل التعاون والتبادل الثقافي في مختلف المجالات الثقافية، وناقشا التعاون بمجال الإعارات طويلة المدى لعددٍ من القطع الأثرية والفنية، وتبادل الخبرات بين البلدين.

وتطرق لقاء وزير الثقافة السعودي ونظيره الألباني إلى العلاقات المتينة بين البلدين، خصوصاً في جوانبها الثقافية، من بينها التعاون بين «مَجمَع الملك سلمان العالمي للغة العربية» وجامعة تيرانا في مجال تعليم اللغة، ومبادرة هيئة الأدب والنشر والترجمة في ترجمة كتبٍ لمؤلفين سعوديين إلى «الألبانية».

حضر اللقاءَين راكان الطوق مساعد وزير الثقافة، والمهندس فهد الكنعان وكيل الوزارة للعلاقات الثقافية الدولية.