هجومان لـ«داعش» على المعارضة والنظام

عشرات الغارات على ريف حماة... واستهداف مركز طبي وآخر للدفاع المدني

سوري يبحث في الأنقاض بعد غارة جوية للنظام على كفر زيتا في حماة أمس (غيتي)
سوري يبحث في الأنقاض بعد غارة جوية للنظام على كفر زيتا في حماة أمس (غيتي)
TT

هجومان لـ«داعش» على المعارضة والنظام

سوري يبحث في الأنقاض بعد غارة جوية للنظام على كفر زيتا في حماة أمس (غيتي)
سوري يبحث في الأنقاض بعد غارة جوية للنظام على كفر زيتا في حماة أمس (غيتي)

نفّذ تنظيم «داعش» هجوماً على مواقع النظام قرب منطقة خناصر في ريف حلب الجنوبي، وهجوماً آخر على محاور في أطراف القلمون الشرقي ضدّ فصائل معارضة، مما أدى إلى وقوع اشتباكات عنيفة على الجبهتين، فيما واصل النظام، بمساندة الطيران الروسي، حملته العسكرية على ريف حماة الشمالي، منفذاً أكثر من 30 غارة استهدف بعضها مركزاً طبياً وآخر للدفاع المدني.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بتجدد الاشتباكات بين «داعش» من جانب والفصائل المعارضة من جانب آخر على محاور في أطراف القلمون الشرقي، إثر هجوم معاكس للتنظيم في محاولة لاستعادة السيطرة على مناطق خسرها في الأيام والأسابيع الماضية، وترافقت الاشتباكات مع استهدافات متبادلة بين طرفي القتال، وسط تقدم للتنظيم ومعلومات عن خسائر بشرية مؤكدة في صفوفهما.
وفي حلب، قال المرصد إن اشتباكات عنيفة دارت أمس بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، وتنظيم داعش من جانب آخر، على محاور في ريف حلب الجنوبي الشرقي، إثر هجوم عنيف للتنظيم على مواقع لقوات النظام في محيط منطقة أم ميال الواقعة على الطريق الرئيسي الذي يربط مناطق سيطرة النظام في حلب ببقية المحافظات السورية عبر خناصر وأثريا، وترافقت الاشتباكات مع دوي انفجارات عنيفة هزت المنطقة ناجمة عن القصف المتبادل في محاور القتال. وأشار إلى «خسائر بشرية في صفوف طرفي القتال».
وأتى هذا الهجوم إثر محاولة التنظيم تحقيق تقدم في المنطقة، بعد تقلص سيطرته في الريف الشرقي لحلب، بسبب عملية عسكرية بدأتها قوات النظام مطلع العام الحالي وسيطرت خلالها على عشرات القرى والمزارع والبلدات، من أبرزها الخفسة ودير حافر وعران، إلى حين وصولها إلى محيط مطار الجراح العسكري الذي تحاول السيطرة عليه منذ أيام من دون تمكنها حتى الآن من دخوله.
مع العلم أن «داعش»، رغم خسارته عشرات القرى والبلدات والمزارع في ريفي حلب الشمالي الشرقي والشرقي، لا يزال يهدد قوات النظام في حلب، ثاني كبرى المدن السورية، عبر عزلها وقطع الشريان الرئيسي الذي يوصل المدينة بمناطق سيطرة النظام في بقية المحافظات السورية. وبالتالي فإن قطع هذا الطريق سيؤدي إلى عواقب وضائقات اقتصادية كبيرة على النظام في مدينة حلب.
وفي حماة لم تتوقف حملة النظام العسكرية المدعومة من الطيران الروسي في الريف الشمالي، حيث تعرضت بلدات ومدن لهجمة جوية غير مسبوقة من الطيران الحربي الروسي وطيران النظام، مستهدفة الأحياء السكنية والمرافق الخدمية في المدينة.
وقال المرصد إن الطائرات الحربية نفذت عشرات الغارات استهدفت بأكثر من 30 منها بلدة كفرزيتا، فيما استهدفت الغارات الأخرى بلدة اللطامنة وقرى لحايا ومعركبة ولطمين بريف حماة الشمالي، وترافقت مع قصف بعشرات القذائف المدفعية والصاروخية على الريف الشمالي، بحسب المرصد الذي لفت إلى أن الغارات أصابت مستشفى ومركزاً للدفاع المدني في بلدة كفرزيتا، مما أدى إلى توقف الأخير عن العمل. وتواصلت عمليات البحث لانتشال عالقين من تحت أنقاض المركز. وأفادت «شبكة شام» بسقوط قتلى وجرحى في المنطقة، فيما كانت تعيق الطائرات الحربية والقصف الكثيف دخول سيارات الإسعاف إلى المدينة.
ويواجه ريف حماة الشمالي غارات مكثفة من الطيران الحربي الروسي وطيران النظام، دمرت مئات المنازل والمرافق الطبية ومراكز الدفاع المدني، وأدت إلى سقوط عشرات الجرحى والقتلى من المدنيين.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.