قوات أميركية لمراقبة الحدود التركية ـ السورية بعد مقتل 11 بقصف

إردوغان ينتقد دعم واشنطن للأكراد... ويريد «صفحة جديدة» معها

قوات أميركية ترافق «وحدات حماية الشعب» قرب بلدة الدرباسية على الحدود السورية ـ التركية أمس (أ.ف.ب)
قوات أميركية ترافق «وحدات حماية الشعب» قرب بلدة الدرباسية على الحدود السورية ـ التركية أمس (أ.ف.ب)
TT

قوات أميركية لمراقبة الحدود التركية ـ السورية بعد مقتل 11 بقصف

قوات أميركية ترافق «وحدات حماية الشعب» قرب بلدة الدرباسية على الحدود السورية ـ التركية أمس (أ.ف.ب)
قوات أميركية ترافق «وحدات حماية الشعب» قرب بلدة الدرباسية على الحدود السورية ـ التركية أمس (أ.ف.ب)

في وقت تصاعدت فيه الاشتباكات بين القوات التركية و«وحدات حماية الشعب» الكردية في مناطق سيطرتها شمال سوريا، ما أدى إلى مقتل 11 مسلحاً كردياً على الأقل، نقلت وكالة «رويترز» عن قيادي كردي أن قوات أميركية ستبدأ في مراقبة الوضع على الحدود التركية - السورية.
وقال القيادي في «وحدات حماية الشعب» شرفان كوباني، بعد اجتماعه بمسؤولين من الجيش الأميركي في بلدة الدرباسية القريبة من الحدود التركية، إن المراقبة لم تبدأ بعد، لكن القوات سترفع تقاريرها إلى قادة عسكريين أميركيين كبار.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، أن بلاده «لن تسمح بقيام حزام أو ممر إرهابي على حدودها»، معتبراً أن الدعم الأميركي لهذه القوات «يضر بروح التحالف» مع بلاده. وأكد ثقته في إمكانية فتح صفحة جديدة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الحرب على «جميع التنظيمات الإرهابية» وفي القضايا الثنائية.
وقال إردوغان في كلمة أمام «المؤتمر الأطلسي للأمن والطاقة» في إسطنبول أمس: «سنواصل اتخاذ أي إجراءات طالما استمرت التهديدات، ولن نسمح بإقامة ممر إرهابي على حدودنا الجنوبية. وحدات حماية الشعب الكردية السورية لا تزال موجودة في منطقة بشمال سوريا إلى الغرب من نهر الفرات، ويجب طردها من هذه المنطقة»، في إشارة إلى منبج.
واعتبر أن «من الخطأ تركيز الجهود العسكرية في سوريا على تنظيم داعش الإرهابي وحده؛ لأن ذلك سيقوي شوكة جماعات إرهابية» أخرى. وأكد أن الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لمقاتلين أكراد داخل سوريا يضر بروح التضامن بين واشنطن وأنقرة، لكنه أعرب عن ثقته «بأننا سنخط مع ترمب صفحة جديدة في العلاقات التركية - الأميركية».
وأضاف أن إدارة ترمب «أعطت إشارات على كونها أكثر صرامة في الحرب ضد الإرهاب، وهناك مؤشرات على أن ترمب سيكون أكثر حسماً في الأزمة السورية».
وشهدت العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة الحليفتين في «الناتو»، خلافات في الأشهر الأخيرة حول سوريا، لا سيما بشأن دعم واشنطن لحزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي، وذراعه العسكرية «وحدات حماية الشعب» التي تقاتل تنظيم داعش في شمال سوريا، وتعتبرها أنقرة امتداداً لحزب «العمال الكردستاني» المحظور.
وعبرت واشنطن عن قلقها من الضربات التي شنها الطيران التركي على جبلي سنجار في العراق وكراتشوك في شمال شرقي سوريا، ضد عناصر «العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب».
وقال الرئيس التركي الذي يلتقي ترمب في 16 مايو (أيار) المقبل في واشنطن: «ما ننتظره هو أن يدرك الأميركيون مدى المخاطر التي نواجهها وأن يظهروا تضامناً». ولفت إلى أن بلاده «تعرف جيداً» الأطراف المختلفة في المنطقة: «وعلى أصدقائنا معرفة كل تلك المعلومات منا، وإلا فإنهم يتخذون خطوات نحو المستقبل بناء على معلومات خاطئة، والمنطقة في حالة انهيار. الحضارات تنهار والناس حكم عليها بالموت. لدينا جميع الوثائق والتسجيلات والصور، ونحن نعرف كل التحركات بشكل جيد وليس هناك أي مجال للتهرب أو إنكار الحقائق، ولكن يجب أن أشرح هذا الأمر للرئيس ترمب».
وأشار إلى أنه شرح هذه النقاط للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، إلا أن الأخير لم يقتنع، وأن تركيا تأمل اليوم في إيجاد حل مناسب لهذه المشكلة بالتعاون مع الإدارة الحالية. وجدد رفضه لأي مشاركة لـ«وحدات حماية الشعب» في هجوم لطرد «داعش» من معقله في الرقة بشمال سوريا، مشيراً إلى أنه سيقترح صيغة مختلفة على ترمب خلال زيارته. وقال: «عملية ضد الرقة ليست بالعملية الكبيرة بالنسبة لنا... وإن لم نتوصل إلى ذلك، عندها ما هو مبرر وجودنا؟». واتهم الأكراد بالسعي إلى إقامة دولة مستقلة في شمال سوريا، مؤكداً أن تركيا «ستمنع ولادة مثل هذا الكيان على حدودها ولن تسمح بقيامه... لن نسمح أبدا بقيام مثل هذه الدولة. نعارض تقسيم سوريا». واعتبر إردوغان أن الأمم المتحدة «لو تعاملت بكل إدراك مع القضية السورية منذ البداية، لما استطاع النظام السوري الاستمرار في الظلم». وأكد أن «جرائم النظام السوري تشكل أفضل مثال على إرهاب الدولة»، مشيراً إلى أن «على كل من يدعي الوقوف ضد الإرهاب الوقوف ضد أعمال النظام السوري».
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، إن بلاده قدمت للولايات المتحدة «اقتراحات ملموسة وواضحة» لمكافحة «داعش». وأضاف في كلمة أمام المؤتمر: «نأمل في أن نحقق تقدماً في هذا الإطار مع الجانب الأميركي خلال الزيارة المرتقبة للرئيس إلى واشنطن». وأشار إلى أن هناك مباحثات مستمرة بين الجانبين على مستويات مختلفة، وأن الرئيسين سيحددان خلال اللقاء في البيت الأبيض «خريطة طريق لتجاوز المشكلات العالقة». ولفت إلى أن «تركيا والولايات المتحدة تتفقان في قضايا عدة، إلا أن دعم إدارة الرئيس السابق باراك أوباما للإرهابيين أدى إلى توتير العلاقات، وبالتالي فإن أنقرة تنتظر من إدارة ترمب تغييراً لهذه السياسة».
وأعلنت الرئاسة التركية، أمس، أن إردوغان سيزور روسيا الثلاثاء المقبل، تلبية لدعوة من نظيره فلاديمير بوتين الذي يلتقيه في سوتشي. وستتناول المباحثات العلاقات بين البلدين واستكمال رفع الحظر الروسي على الصادرات التركية، إلى جانب التطورات في سوريا وشراء تركيا منظومة الدفاع الجوي «إس - 400» التي أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن التوصل إلى اتفاق مبدئي مع روسيا في شأنها.
إلى ذلك، أعلن الجيش التركي أن أحد مواقعه في بلدة جيلان بينار على الحدود مع سوريا، تعرض لهجوم صاروخي، أمس، من أراض سورية تحت سيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية، وأنه رد على الهجوم بالمثل وقتل 11 مقاتلاً كردياً.
وتعرضت مواقع الجيش في منطقة الحدود مع سوريا لنيران كثيفة خلال الأيام الماضية، بعد أن قصفت الطائرات الحربية التركية أهدافاً لحزب «العمال الكردستاني» في منطقة سنجار العراقية وأخرى لـ«وحدات حماية الشعب» في شمال شرقي سوريا.
وأرسل الجيش مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى الحدود مع سوريا، قرب مدينة شانلي أورفا، عقب قصف «وحدات حماية الشعب» مخفراً حدودياً في المدينة. وذكرت رئاسة الأركان في بيان، أن القصف لم يسقط جرحى أو قتلى في صفوف القوات. وأشارت وكالة «سبوتنيك» الروسية إلى مقتل 17 جندياً تركياً في المعارك الدائرة بمدينة عفرين قرب الحدود، لكن الجيش أكد عدم وقوع قتلى أو مصابين.
وقالت مصادر محلية إن الوحدات الكردية صدت هجمات للجيش التركي وفصائل «درع الفرات» على ناحية راجو، وقرية قره بابا بريف حلب الشمالي، وأن أهالي القرى الواقعة بين مدينتي الدرباسية ورأس العين بريف الحسكة تطوعوا ضمن «لجان شعبية» لحمل السلاح.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.