ضغوط على البيت الأبيض للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل

ضغوط على البيت الأبيض للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل
TT

ضغوط على البيت الأبيض للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل

ضغوط على البيت الأبيض للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل

منذ أعلنت واشنطن عن نية الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، زيارة إسرائيل في نهاية شهر مايو (أيار) المقبل، ومسؤولو أحزاب اليمين، يطلقون إشاعات وأنباء وتصريحات بهدف ممارسة ضغوط على الإدارة الأميركية والرئيس ترمب، لتنفيذ الوعود الانتخابية لليهود، وخصوصا الوعدين بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وبنقل السفارة الأميركية من تل أبيب.
وكان مسؤول أميركي رفيع، قد أكد النبأ، أمس، حين قال إن الرئيس ترمب ينوي زيارة إسرائيل، وإن البيت الأبيض يفحص إمكانيات تنفيذ هذه الرغبة في أسرع وقت ولتشمل بلدانا أخرى أيضا. وكشف المسؤول الأميركي، عن اتصالات تجري بين ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والبيت الأبيض، في محاولة لترتيب الزيارة إلى إسرائيل وكذلك إلى أراضي السلطة الفلسطينية، خلال الشهر المقبل. وحسب الموظف الرفيع، يجري فحص مواعيد عدة خلال الثلث الأخير من شهر مايو المقبل، لكن الحديث عن موعد نهائي لم يجر بعد.
يشار إلى أن ترمب سيقوم في أواخر مايو، بأول زيارة له إلى الخارج كرئيس، حيث سيصل إلى بروكسل للمشاركة في قمة حلف شمال الأطلسي. ويفحص البيت الأبيض، حاليا، إمكانية استغلال سفر ترمب إلى أوروبا، من أجل ترتيب زيارات عدة له لدول في الشرق الأوسط بينها إسرائيل.
وقال مسؤول إسرائيلي، إن طاقما من البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية والخدمات السرية، سيصل في غضون ساعات (ليل الخميس – الجمعة) إلى إسرائيل، من أجل مناقشة التحضيرات للزيارة. وستجري المناقشات في مقر وزارة الخارجية وديوان الرئاسة في القدس، وستتناول المسائل الأمنية واللوجيستية.
وتأتي الاتصالات لتنظيم زيارة ترمب إلى إسرائيل، قبل أيام من الزيارة المتوقعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى واشنطن، للقاء ترمب، في الثالث من مايو، وذلك بعد سلسلة من اللقاءات التي أجراها ترمب مع قادة دول عربية عدة، في محاولة لتحريك العملية السياسية والتوصل إلى صفقة إسرائيلية – فلسطينية. وستشمل زيارة ترمب إلى المنطقة دولا عربية.
يشار إلى أن زيارة ترمب إلى إسرائيل في أواخر شهر مايو، ستأتي بين تاريخين مثيرين. ففي 21 منه، سيجري إحياء مهرجانات «يوم القدس» في إسرائيل، احتفاء بمرور 50 عاما على احتلال المدينة في 1967. وهو تاريخ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية الأخرى، وتأتي قبل يوم الأول من يونيو (حزيران) الذي ينتهي فيه مفعول القرار الذي وقعه الرئيس السابق، براك أوباما، بتجميد قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس. وسيكون على ترمب اتخاذ قرار حتى ذلك الموعد، يحدد ما إذا كان سيمدد قرار التأجيل أو يمتنع عن ذلك، وبالتالي يسمح بنقل السفارة إلى القدس.
ويسعى اليمين في الحكومة الإسرائيلية إلى إحراج ترمب، فيطالبه بالاعتراف بضم القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، وبالتالي دفعه إلى تطبيق وعده بنقل السفارة من تل أبيب إليها. ولكن مصادر في اليسار الإسرائيلي، تحدثت أمس، في تل أبيب، عن صفقة يعترف بموجبها ترمب بدولة فلسطين مقابل الاعتراف بالقدس. إلا أن أوساط اليمين اعتبرت هذه الصفقة «مجرد أمنية لدى اليسار، لا مكان لها في الواقع».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.