ذوبان جليد في القطب الشمالي يهدد بكارثة بيئية ومناخية

يخطط العلماء من منطقة أقصى شرق روسيا التوجه في بعثة علمية إلى القطب الشمالي لدراسة ذوبان الكتل الجليدية الضخمة في التجمعات المائية في المنطقة. وفي بيان نقلته «إنترفاكس» عن فرع أكاديمية العلوم في أقصى شرق روسيا، يعبر العلماء الروس عن قلقهم من ذوبان الكتل الجليدية الضخمة الممتدة جذورها عميقاً في مياه بحار القطب، الأمر الذي سيؤدي، حال حدوثه، إلى تغيرات جدية ملموسة في المناخ على الكرة الأرضية. وقالت الأكاديمية في بيانها: «يعبر العلماء عن قلقهم من ذوبان الكتل الجليدية الممتدة في عمق مياه الجرف القاري في شرق سيبيريا»، ويحذرون من أن ذوبان تلك الكتل سيؤدي إلى تحرير عدد هائل من البكتريات والجراثيم الموجودة في طبقات الجليد منذ قرون بعيدة جداً، كما سيغير من الخريطة المناخية للعالم. ويحذر أوليغ دوداريف، كبير الباحثين في مركز الأبحاث القطبي من أن «استمرار الذوبان على وتيرته الحالية، بالتزامن مع استمرار انبعاثات الميثان في الطبقات الجوية، قد يحمل معه عواقب وخيمة مناخيا يصعب توقعها، ولا يستبعد احتمال حدوث كارثة مناخية.
وتمكن العلماء عام 2011 لأول مرة من تسجيل الانبعاثات الغازية الناجمة عن ذوبان الكتل الجليدية الممتدة إلى عمق مياه بحر إبتيف، وكان الميثان يشكل 70 في المائة من تلك الغازات. وأظهرت نتائج عمل بعثات علمية سنوات 2012 - 2014 - 2016 تزايد كثافة الميثان المنبعث نتيجة ذوبان الجليد، وبلغ قطر بعض الثقوب الجليدية التي ينبعث منها الغاز مئات الأمتار. وأضاف العلماء أن دفء القطب الشمالي يمكن أن يؤدي لخسائر تتراوح بين 7 تريليونات و90 تريليون دولار بين عامي2010 و2100 وأن الضرر الناجم عن ذلك يتجاوز النفع المتمثل في سهولة التنقيب عن النفط والغاز وتيسير الشحن.
وتابع التقرير أن الفترة بين عامي 2011 و2015 كانت الأكثر دفئا منذ بدء تسجيل البيانات في 1900. وقال: إن جليد البحار، الذي انكمش إلى مستوى قياسي في 2012، قد يختفي في فصول الصيف بحلول ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين أي في موعد يسبق توقعات كثيرة.